الأخبار

أنصار “الإخوان المسلمون” بالقاهرة

56يقوم محمد صقر بدور كبير الحراس وهو يقف بجوار حاجز من الطوب وأكياس الرمل على حافة مخيم احتجاجي لجماعة “الإخوان المسلمون” في القاهرة، ويستعد لمقاومة محاولة اقتحام تهدد بها قوات الأمن.

وقالت الحكومة المدعومة من الجيش إنها ستضع حدا لاعتصامين لأنصار الإخوان قريبا، وعرضت اليوم الخميس توفير خروج آمن لمن يشاركون في الاعتصام بصورة سلمية إذا أرادوا المغادرة طواعية.

لكن المخاوف من مواجهة دامية بين المحتجين وقوات الأمن تجتاح مخيم اعتصام رابعة العدوية الذي امتد حول مسجد في شمال شرق القاهرة بعدما عزل الجيش الرئيس محمد مرسي يوم الثالث من يوليو عقب خروج الملايين الى الشوارع للاحتجاج على سياساته. وتعهد أنصار الإخوان بالبقاء حتى إعادة تنصيب مرسي المحتجز حاليا.

وقال صقر بينما كان يقف بجوار كومة من الحجارة التي جرى جمعها لإلقائها على من يحاول فض الاعتصام: “نحن مستعدون. مستعدون للموت من أجل الشرعية. الهجوم قد يحدث في أية لحظة”، ووضعت على الأرض أيضا عصي طويلة ودروع معدنية مرتجلة للتصدي للهجوم.

وكان 80 من أنصار الإخوان المسلمين قتلوا برصاص قوات الأمن في اشتباكات أثناء مسيرة في المنطقة يوم السبت. وتم نقل النساء والأطفال باتجاه وسط المخيم لحمايتهم. لكن صقر قال “مستعدون بصدورنا.. بأولادنا.. بزوجاتنا. أولادنا فداء للشرعية”.

والمواجهة تلوح في الأفق بعد مرور ما يقرب من شهر على إطاحة الجيش بمرسي أول رئيس منتخب إثر المظاهرات حاشدة ضده.

وتتهم الحكومة المؤقتة أنصار مرسي بتسليح أنفسهم والتحريض على العنف. وقالت أمس الأربعاء إنها ستنهي الاعتصامين لأنهما يشكلان تهديدا للأمن القومي.

وملأ أنصار الإخوان المسلمون عشرات الدلاء بالرمل ووضعوها على امتداد الطرق وفي المساحات بين الخيام استعدادا لإبطال مفعول قنابل الغاز المسيل للدموع.

وداخل المخيم قام المحتجون بتخزين الخل والصودا للتعامل مع آثار الغاز. وقال شخص يدعى عبد الناصر موافي إن المحتجين مدربون على الإسعافات الأولية لكنه أقر بأن قوات الأمن أفضل تسليحا.

قال موافي: “عندنا الحاجات البديهية (الأساسية) اللي نقدر نمسكها. خطتنا إزاي (كيف) أتلافى الأضرار الناتجة عن هجومهم اللي غالبا سيبقى فيها خسائر مننا”.

وكان المخيم قبل أيام قليلة يمتلئ بالباعة الجائلين لكن جرى تنظيمه لتيسير وصول سيارات الإسعاف رغم أن كشكا على جانب طريق مازال يبيع قمصانا مكتوب عليها عبارة “مشروع شهيد”.
وتحتمي نسوة داخل مسجد رابعة في حين ينام أطفالهن على سجاجيد الصلاة.

وقالت نورا الراعي “إحنا جايين عشان (كي) نرجع حقنا تاني. جايين عشان (من أجل) الشرعية. جايين عشان الدكتور مرسي. كل أهلي هنا. أختي وأولاد أختي مش خايفين. والأطفال فاهمين إن الموضوع تضحية وإذا ما كان في تضحية فالأمور لن تأتي مثل ما نحن عايزين (نريد)”.

لكن آلاء (13 عاما) بدت أقل يقينا. فقد افترشت الأرض إلى جانب أمها وكررت ما يقوله المحتجون من أنهم من أجل الشرعية.
وعند سؤالها عما إذا كانت تخشى أن تصاب نظرت آلاء بعيدا واكتفت بالقول “لكن يوجد هنا أناس كثيرون”.

بوابة الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى