الأخبار

شهود على حريق العبور

83

اتهم عدد من شهود العيان أفراد قوات الحماية المدنية التى شاركت فى إخماد حريق مصنع العبور بالتباطؤ والقصور، وحملوهم المسئولية عن استمرار النيران لفترة طويلة. وقال الشهود إن رجال المطافئ جاءوا بعد أكثر من ساعة ونصف الساعة من اندلاع النيران، واستخدموا المياه فى إطفاء النيران، ما ساهم فى استمرار الحريق لأكثر من سبع ساعات متواصلة. وأضاف أحمد حسين، 38 سنة، عامل، أنه فور ملاحظته اشتعال النيران فى مصنع الأثاث المواجه لمقر عمله تحرك مسرعاً فى محاولة لإخراج المصابين والعمال الذين تحاصرهم النيران، وقال: ظللنا نحاول إنقاذهم ساعة ونصف الساعة حتى وصلت سيارتا إطفاء، وبعد توصيلهما خراطيم المياه وبدء عملية الإطفاء اكتشفت قوات الحماية المدنية أن المياه نفدت خلال 20 دقيقة، ما أدى لتصاعد النيران. والتقط خالد محمد، أحد العاملين فى مصنع «الحلو استايل» للأثاث المكتبى، الذى التهمته النيران، خيط الحديث قائلاً: إن المبنى يضم مصنعين، وليس مصنعاً واحداً كما يظن البعض، موضحاً أن الدور الأرضى به مصنع ملابس ومنسوجات، والأدوار العليا تخص مصنع الحلو للأثاث. وأوضح «خالد» أنه عند دخوله المبنى سمع صوت انفجار قوى، ورأى زميلاً له مقبلاً عليه، وظهره بالكامل مشتعل بالنيران، مضيفاً: «بمجرد أن أفقت من الصدمة جبت طفاية الحريق، وحاولت أطفيه، بس قوة الانفجار كانت رهيبة».

وانتقد «خالد» بشدة أداء قوات الحماية المدنية، قائلاً: «أفراد الحماية المدنية ما دخلوش يجيبوا الناس، قلت لهم حتى ادونا كشاف علشان نشوف نطلع الناس، من كتر الدخان مش شايفين، رفضوا وقالولنا مفيش بطاريات، بقينا بنطلع الناس بكشافات الموبايل». وأكد أن المصنع الذى بدأ فيه الحريق فى الدور الأرضى يعتبر مصنع «بير سلم»، ولا يحمل أى تراخيص، ولا وسائل سلامة مهنية، و«المسئولين هيطلعوا يقولوا المصنع مش مرخص، ودم الناس اللى راحت دى فين، مش هياخدوا أى حقوق ولا ليهم أى تأمينات، والدولة فشلت فى إنقاذهم». ووقف الشاب الثلاثينى محمد سلامة يلتقط أنفاسه المتقطعة، فيما أشار الأهالى الموجودون إليه وقالوا إنه أخرج عدداً كبيراً من الضحايا من داخل المبنى وأنقذهم من الموت.. وقال «محمد» غاضباً: «اللى حصل مهزلة، تقصير من كل الأطراف، سيارتا الإطفاء نفدت المياه منهما بعد 20 دقيقة من محاولتهما إطفاء الحريق، ولم تنتبه القوات إلى أنهم يقومون بإطفاء الحريق بطريقة خاطئة؛ لأن الحريق اندلع بسبب مواد كيماوية، ولا يصح إطفاؤه بالمياه لأنها تزيد من اشتعال الحريق». وأضاف أن رجال الإطفاء توجهوا إلى مبنى مواجه للحريق لتوصيل خراطيم المياه وسحب مياه من هناك، إلا أنهم اكتشفوا أن خراطيم المياه قصيرة، ولن تتمكن من الوصول لمكان الحريق، ثم جاءت عربة الإطفاء الثالثة بعدها بأكثر من ساعتين، وقامت بمحاولات إطفاء الحريق، مستخدمين مادة إطفاء مخصصة لحرائق المواد الكيماوية، والتى تشبه «البودرة».

وأكمل «محمد» كلامه قائلاً: رجال الحماية المدنية لم يتمكنوا من الدخول لإنقاذ الناس، بينما كان يحاول الأهالى محاولات فردية لسحب العمال المحتجزين للخارج: وقال: «الناس اللى جت من الحماية المدنية كان معاهم أقنعة وأنابيب شايلينها على ضهرهم علشان يتنفسوا من خلالها، كل المعدات دى ماكانش ليها قيمة لأنهم ما دخلوش يجيبوا الناس، ومش بس كده رفضوا يدونا أى حاجة نحمى بيها وشنا، وإيدينا، واحنا بنشد الناس».

يوسف عاطف، عامل ونش، أكد أنه فور معرفته بالحادث تحرك مسرعاً بالونش الذى يعمل عليه، واقترب من المبنى بقدر استطاعته، حتى يقفز المصابون من الشباك إلى الونش، حيث أصبحت تلك وسيلة نجاتهم الوحيدة، فى حين تخاذلت الحماية المدنية عن دخول المبنى.

وأضاف «يوسف»: المبنى كان مغطى من الدور الأول بلافتة عملاقة مكتوب عليها اسم المصنع، والتى تسد نوافذ الواجهة بشكل تام، وفى بداية الحريق كان الدخان يتصاعد من اللافتة فى هيئة ثقوب، فى حين يندفع الدخان من النوافذ الجانبية بقوة، ولذلك قمت بإسقاط اللوحة، «وشفت بعينى ست وصلت لحد الشباك وبعدين وقعت فى مكانها فى حالة إغماء، ما عرفتش أطلعها، الحماية المدنية ما ساعدتش حد، لدرجة إننا جبنا سلبة أو حبل طويل من محل مجاور، وبقينا بنشد بيه الناس المرمية فى الدور الأرضى».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى