الأخبار

متفوق بدرجة فاشل

82

آثارت ظاهرة ارتفاع مجاميع الثانوية العامة هذا العام أزمة كبيرة بين الطلاب وأولياء الأمور خاصة مع توقع ارتفاع الحدود الدنيا للقبول بالجامعات طبقاً للمؤشرات الأولية لتنسيق المرحلة الأولى بالإضافة إلى أن نصف عدد الطلاب الناجحين تقريباً فى الشريحة فوق الـ٩٠٪ وحصول ٦ طلاب على مجموع ١٠٠٪ وهو ما جعل أصابع الإتهام تشير إلى الغش الإليكترونى وتسريب الإمتحانات كسبب رئيسى لهذه الظاهرة الكارثية رغم تأكيد المسئولين عن العملية الإمتحانية بأن ما حدث هو محاولات للغش ولكنه لم يرقى لغش مكتمل الأركان

وزاد الطين بلة أن النقابات المهنية حددت مطالباتها بتحديد أعداد المقبولين بالجامعات الحكومية، وكذلك ضوابط لنظيرتها الخاصة، بعد انتهاء امتحانات الثانوية واستعداد المجلس الأعلى للجامعات للتنسيق وتحديد أعداد الطلاب المقبولين بكافة الكليات، مؤكدين أهمية الاستماع لمطالبهم حفاظا على مهنة الطب والهندسة بعد تضاعف أعداد الخريجين بشكل كبير حيث أن سوق العمل لا يحتاج هذا العدد من الصيادلة وأطباء الأسنان والمهندسين حفاظاً على المهنة مما أحبط أحلام كثير من الطلاب الذين كانوا يواصلون الليل بالنهار للحصول من أجل اللحاق بماراثون الثانوية العامة
أما أولياء الأمور الذين استنزفوا مادياً وعصبياً بما فيه الكفاية فتحطمت آمالهم لإلحاق أبنائهم بكليات القمة أمام صخرة ارتفاع تنسيق كليات القمة التى طالما تحملوا واستدانوا ولا ابالغ إن قلت جاعوا من أجل تحقيق هذا الحلم
وهم محقين فى هذا فلا يعقل أن يحصل طالب على مجموع  ٩٢٪ أو ٩٣٪ ولا يلحق بكليات القمة وكأنه تفوق فى المجموع وفشل فى الإلتحاق بالكلية التى يرغبها وتحقيق حلمه
وأرى أن ارتفاع المجاميع ظاهرة غير صحية لإنها لا تمثل القدرات الحقيقية للطلاب فهى تقيس القدرة على التذكر والفهم ولا تراعى التطبيق والتحليل والتقويم والقدرات العقلية العليا و أن هذا التفوق وهمى لإن هؤلاء الطلاب المتفوقين بعضهم يرسبون فى إعدادى طب وصيدلة وهندسة والغش هنا معناه الحفظ والإستذكار وتكرار ما جاء فى الكتب المدرسية وحينما يلتحق هؤلاء الطلاب بالجامعة يصدمون بطريقة مختلفة فى التعلم حيث يعتمدن أسلوب الدراسة فى الجامعة على جمع المعلومات وتحليل ونقد وتفسير الموضوعات وإبداء الرأى والتطبيق الميدانى فى الورش والمعامل وأنشطة بالإنترنت والكمبيوتر فى إعداد البحوث
ولكن هذا هذا يجعلنا نقف لنتأمل ونتسأل عن الحل والمخرج من عنق الثانوية العامة ورحم كليات القمة لنفكر خارج الصندوق وضرورة اجراء اختبارات للطلاب فى المواد المؤهلة لدخول الكليات فلا يعقل أن طالب حاصل على الدرجات النهائية فى مجموعة العلوم الفيزياء والكيمياء والأحياء ومجموعه أقل فى الرياضيات  أن يحرم من الإلتحاق بكلية الطب مثلاً بالإضافة إلى أنه يجب دراسة احتياجات السوق ونوعية الخريجين التى تتطلبها سوق العمل وتطوير التعليم الفنى والتدريب المهنى لتخريج التنفيذيين والفنيين المهنين الذين يحتاجهم السوق طالما أنه تشبع بالأطباء والصيادلة والمهندسين
الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى