الأخبار

نظام السيسي أظهر وجهه القاسي

287

 

نتقد الكاتب البريطاني المخضرم، إيان بيريل، ما وصفه بـ«الاعتقالات العشوائية» في مصر، قائلاً إنها باتت شيئًا شائعًا للغاية، خلال الفترة الحالية، معتبراً أن البلادد باتت «أمة ممزقة»، ورأى أنه بالرغم من مزاعم كثير من المراقبين الدوليين أن المصريين أكملوا دائرة كاملة بإسقاط الرئيس الأسبق، حسني مبارك، والعودة مرة أخرى إلى أحضان رجل جيش قوي آخر، فإن جماعات حقوق الإنسان تقول إن القمع أصبح أسوأ من ذلك بكثير.

وأضاف النائب السابق لرئيس تحرير صحيفة «إندبندنت»، البريطانية، في مقال بالصحيفة، الاثنين، أن النظام الجديد أظهر «وجهه القاسي» مرة أخرى، الأسبوع الماضي، بالحكم على صحفيين الجزيرة بالسجن 7 سنوات بتهم «ملفقة» تتعلق بالإرهاب، معتبراً أن أدلة الاتهام «سخيفة»، وأن الهدف من المحاكمة هو إرسال تحذير إلى قطر، الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين، بحسب قوله.

وتابع: «إدانة الغرب لهذه المحاكمات كانت مبتذلة، فأموال بريطانيا والولايات المتحدة تتدفق الآن من جديد إلى الجنرالات، وفي الوقت الذي جلس فيه هؤلاء الصحفيون في زنازينهم في انتظار الحكم، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ليعلن عن تدفق المساعدات العسكرية المجمدة منذ الإطاحة بمرسي، وذلك على الرغم من وصف رئيس لجنة المساعدات في مجلس الشيوخ، باتريك ليهي، الحكومة المصرية الجديدة بأنها دكتاتورية تعيث في الأرض فساداً».

ومضى يقول: «صحيح كانت حكومة مرسي الطائفية بمثابة الكارثة، وبالتحدث مع المصريين الذين أيدوا عزله، فإنه من السهل تفهم رغبتهم في الاستقرار في ظل تدهور الاقتصاد، والسياحة، والاستثمار، ولكنهم يدفعون الآن مقابل هذا الاستقرار وهو سحق حقوق الإنسان، والقمع المفزع، وتأجيل حل مشكلات البلاد الأساسية، فباتت نغمة الاستقرار القديمة تتردد مرة أخرى في المنطقة العربية المضطربة».

ورأى «بيريل»، الذي كتب خطابات رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، خلال حملته الانتخابية عام 2010، أن مصر أصبحت «أمة ممزقة» تجسد الالتواء الموجود في السياسة الخارجية الغربية، قائلاً: «نحن ندعم بعض الأقوياء المستبدين في المنطقة في الوقت الذي نسعى فيه للإطاحة بآخرين، ونتواطأ مع النضال المزعوم ضد الإسلام السياسي، فيما نعانق الملوك المستبدين، ونعلن عن خوضنا حربًا على الإرهاب، ولكن النتيجة هي تعزيز المتطرفين الأكثر تشدداً، ولذا فلا عجب في تضاؤل النفوذ الغربي».

واعتبر «بيريل» فكرة أن «السيسي وضع مصر مرة أخرى على طريق الديمقراطية» مهينة لأولئك المعارضين القابعين وراء القضبان لصراعهم من أجل القيم التي يدعي أنه يؤسسها، بحسب قوله، مشيراً إلى أن اعتقال المعارضين الليبراليين واليساريين والديمقراطيين والمدافعين عن حقوق الإنسان يثبت أنه لا يتم القبض فقط على الإسلاميين المتشددين، كما يزعم المدافعون عن النظام.

وقال «بيريل»، في نهاية مقاله، إن «شباب الثورة المصرية شعر في البداية بالتفاؤل، ولكن سرعان ما تحولت الأمور إلى الوحشية»، معرباً عن أمله في «عدم كسر عزيمة هؤلاء الشباب»

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى