الأخبار

حقيقة تلميحات «هيكل» بإمكانية اختراق مدينة الإنتاج الإعلامي

مبنى شامخ عمره تجاوز الـ20 عامًا، يعتبر أحد أهم الأبواق الإعلامية في مصر، لكونه يضم أبرز الفضائيات الخاصة، ورغم مروره بالكثير من الأزمات خلال الفترة الأخيرة، إلا أن بصمته الإعلامية لازالت حاضرة، مع بحث الكثير من المفكرين والإعلاميين لحلول عديدة لتطويره وحمايته.

ولتحصين المبنى العريق من تلك الأزمات، لاسيما الاختراق، تحدث بالأمس، أسامة هيكل، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، عن أن المدينة تسعى خلال الفترة القادمة، إلى التحول لأن تكون مؤسسة غير ورقية.

هيكل أرجع حديثه، في أن المقترح يساهم بشكل كبير في الحد من مخاطر الاختراق المعلوماتي، مطالبًا بضرورة أن تدخل فكرة أمن المعلومات في عمل المنشآت والمؤسسات في مصر بوجه عام.

وألمح إلى أن هناك صراعًا دائمًا بين التطور التكنولوجي من جهة، والتطور في استخدام أساليب جديدة في اختراق المعلومات من جهة أخرى، ما يمثل خطرًا أيضًا على خصوصية المعلومات، وطالب هيكل المؤتمر بالخروج بتوصيات تتواكب مع أهمية أمن المعلومة، تحسبًا لأي اختراق للمعلومات يصيب المدينة.

تلميحات “هيكل” أثارت التكهنات حوله، فلماذا تحدث عن إمكانية اختراق المدينة الإعلامية في ذلك التوقيت؟، وما فائدة تحويلها إلى مؤسسة غير ورقية؟.. أسئلة عدة يجيب عنها خبراء الإعلام والمعنيين لـ”الدستور”.

يقول حسن عماد مكاوي، الخبير الإعلامي وعميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن قرار “هيكل” بتحويل الإنتاج الإعلامي لمؤسسة غير ورقية، خطوة خطيرة ومطلوبة وباتت ذات أهمية كبرى في الوقت الحالي، ليس فقط في مجال الإعلام بل في كل مؤسسات الدولة عامة.

ويضيف لـ”الدستور”، أن تحويلها إلى مؤسسة غير ورقية يعني إنهاء عصر استخدام الورق والاعتماد على البرمجيات والكمبيوتر، التي يصعب اختراقها والحصول على الأوراق الهامة منها، مؤكدًا أن حديثه لا يعني بالضرورة تعرضها للاختراق ولكن تحسبًا لأي شيء قد يحدث.

وناشد بضرورة الإسراع في تلك الخطوة، محذرًا من وقوف الأحوال الاقتصادية كعائق أمام تنفيذ قرار “هيكل” كما حدث قديمًا حين طالب الوزير أحمد درويش خلال عهد “مبارك” بتحويل الحكومة إلى حكومة إلكترونية.

فكرة تأمين مدينة الإنتاج الإعلامي، سبق وطرحت إعلاميًا، بل وحذر كثيرون من سهولة اختراقها، منهم الإعلامي جابر القرموطي، الذي هاجم عملية التأمين، ورأى أن بها الكثير من العيوب القاتلة، ويمكن اختراقها بسهولة.

تصريح “القرموطي” جاء وقتها تزامنًا مع فترة صعبة مرت بها مدينة الإنتاج الإعلامي، شهدت انقطاع متكرر للكهرباء على الإعلاميين مباشرة وهو على الهواء، ما دفع كثيرون للتكهن أن الأمر ليس صدفة وإنما مؤامرة تم فيها اختراق المدينة.

يصف، الدكتور محمود علم الدين، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن قرار تحويل مدينة الإنتاج الإعلامي إلى مؤسسة غير ورقية خطوة تأخرت كثيرًا، وكان لا بد من تنفيذها منذ سنوات.

ويضيف لـ”الدستور أن التحويل يعني اعتماد المؤسسة علي البرمجة الرقمية؛ ما يتماشى مع خطة الحكومة للتوجه إلى النظام الإلكتروني، وانتهاء عصر الورقي واللحاق بركب الدول المتقدم.

ويؤكد أن تلك الخطوة بالطبع ستكلف مدينة الإنتاج ميزانية هائلة، ولكنها في الوقت نفسه توفر الكثير من الوقت والمجهود؛ ما يجعلها تعوض تلك الميزانية في مدة قصيرة، مرجعًا حديث “هيكل” في ذلك الوقت إلى اتجاه الدولة العام للنظام الإلكتروني.

 الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى