الأخبار

مرصد الفتاوى يحذر من أكاذيب “داعش” بشأن تكفير الدول العربية

 

17

 

رصد مرصد الفتاوى التكفيرية والمتطرفة بدار الإفتاء المصرية توزيع تنظيم منشقي القاعدة “داعش” كتيبًا على المواطنين في الموصل، يعلن فيه أن جميع الدول العربية، عدا العراق وسوريا، “دولًا غير إسلامية”.

كما أعلن التنظيم في الكتيب وجوب هجرة جميع المسلمين، والانضمام إلى ما أسماها “أرض الخلافة”، باعتبارها مركزًا للهجرة والجهاد.

وأكد المرصد أن هذا “الكتيب” يأتي في إطار حملات التنظيم لجذب المزيد من المقاتلين تحت رايته، ومحاولة منه لكسب رضاء المواطنين، وضمان ولائهم في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وزرع الشقاق وضرب الاستقرار في الدول العربية وصولًا إلى هدم وتقويض الدول القائمة لتحل محلها الجماعات والحركات التكفيرية التي تعيث في الأرض الفساد.

وأشار إلى أن التكفير قطعا يُفضي إلى التناحر والتفرق، ليس فقط بين أبناء الأمة الواحدة، بل بين أبناء الأمم والحضارات الإنسانية المتباينة، وهو خطر داهم يستتبعه استحلال دماء وإزهاق أرواح، الأمر الذي حرمته الشريعة الإسلامية أشد تحريم.

وأوضح المرصد أن الإسلام جاء زاجرًا عن الغلو والتكفير، ومانعًا من الولوج إلى هذا المرتع الوخيم، والمسلك المشين، لذلك تضافرت أدلة الشرع الشريف على وجوب الاحتياط والحذر، وقال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لأخيه: يا كافر أو قال: عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه) يعني: رجع عليه التكفير، وهذا وعيد شديد.

مرصد الإفتاء: من أعان “داعش” على تحقيق مقصده مفسد في الأرض

وقال: (ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من بني إسرائيل مر على صاحب له يعمل ذنبًا فقال: والله لا يغفر الله لك، فقال الله تعالى: من ذا الذي يتألى على ألا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك)، يقول الراوي: (قال كلمة أحبطت دنياه وآخرته)، مشيرا إلى أن هذه الآثار تدل على خطر التكفير، ويقول ابن أبي العز الحنفي: “فإنه من أعظم البغي أن يشهد على معين أن الله لا يغفر له ولا يرحمه بل يخلده في النار”.

وأشار المرصد إلى أن قولهم إن المناطق الواقعة تحت سيطرتهم هي أرض الخلافة ومركز الجهاد، إنما هو تدليس في القول وتلبيس على الناس، فما من أرض دخلوها إلى وعاثوا فيها الفساد والقتل والتشريد، بل هم يقتلون المسلمين ويشردونهم بأضعاف ما يفعل غير المسلمين بهم، فهم لم يدفعوا بما ادعوه من جهاد عن المسلمين عدوًّا، بل جرُّوا عداوة الأمم على المسلمين واستعْدَوْهم عليهم، وزادت الأمة بما يفعلونه ضعفًا.

وأوضح المرصد أن ما يقوم به تنظيم منشقي القاعدة “داعش” من أعمال إرهابية وتخريبية، وما يُلحقه بالمسلمين من مفاسد في مشارق الأرض ومغاربها، إنما هو تُكَأَة وذريعة للتدخل في الشئون الداخلية للبلاد العربية والإسلامية والتسلط عليها واستغلال خيراتها وانتهاب مواردها بحجة ملاحقة الإرهاب أو المحافظة على المصالح الاقتصادية أو تحرير الشعوب.

وأشار إلى أن تنظيم منشقي القاعدة قد تفوق على باقي التنظيمات التكفيرية في مساحة التكفير حيث ضمت دولاً بأكملها وشعوبًا بتنوعاتها وأطيافها وهو ما يُعد كذبًا على الله في الحكم وتهافتهم في التكفير إنما دلالته أنهم أصحاب ضحالة في العلم وقِلّة في الفهم ومرض في القلب، وخطأ في منهجي الطلب والتّحصيل وهدمًا لمقاصد الشريعة ومعانيها السامية والتي أجمع العلماء قديمًا وحديثًا أن مدارها على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتعطيلها.

وحذر المرصد من التجاوب أو الاستماع إلى تلك الأكاذيب والأباطيل، مؤكدًا أن من أعان هؤلاء على تحقيق مقصدهم وبلوغ مأربهم بأفعاله الخرقاء فقد فتح على المسلمين وبالاً وشرًّا، وفتح للتسلط على بلاد الإسلام ثغرًا وأعان على انتقاص المسلمين وضعف قوتهم وتقويض دولهم ومجتمعاتهم وهذا من أعظم الإجرام.

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى