الأخبار

«شروق» المصري يشعل خلافات «إسرائيل»

 

164

 

 

 

عقب يوم سادت فيها حالة من البكاء والنحيب واستخدام كلمات قاسية لإبداء الحسرة والألم من تأخر القيادة السياسية في إسرائيل في الموافقة على خطة الغاز الإسرائيلي والاتفاق بين الحكومة والشركات المنتجة عقب اكتشاف حقل الغاز المصري الضخم “شروق” في مياه البحر المتوسط.

ووصل إلى حد تذكير الإسرائيليين بهزيمة أكتوبر 1973 واجترار ذاكرة التقصير الذي أدى إلى الهزيمة، والذي دفع بعض الصحف الاقتصادية إلى وصف الكشف المصري بأنه “يوم كيبور” “أي هزيمة حرب يوم الغفران” للغاز الإسرائيلي.

وبدت اليوم لهجة وسائل الإعلام الإسرائيلية أكثر تأزراً بالهدوء على نحو غريب، بالضبط كالنار التي اشتعلت ثم انطفأت فجأة دون مقدمات إنه “الهدوء المصطنع”.

وجاءت اليوم تأكيدات الإعلام الإسرائيلي – لاسيما الصحف الاقتصادية– على أن حقل لفيتان الإسرائيلي للغاز مازال – رغم اكتشاف حقل الغاز المصري الجديد – يحتفظ بأهميته، بالضبط هي نفس الجملة التي قيلت بالأمس ولكن بالنفي.

وقد شرع الخبراء الإسرائيليون الذين تسلحت بهم وسائل الإعلام الإسرائيلية في اقتراح الحلول والتأكيد على أن مخزون الغاز الإسرائيلي مازال ذا أهمية.

وعلى هذا المنوال، نقلت صحيفة ” كلكليست” الاقتصادية الإسرائيلية عن موريس دورفمان نائب رئيس المجلس الوطني الاقتصادي ورئيس ديليك للتنقيب عن الغاز قوله إن “اكتشاف حقل الغاز الكبير قبالة سواحل مصر هذا الأسبوع لا يغير شيئاً من أهمية اتفاق الغاز الإسرائيلي، وأن عناوين الصحف في 2010 كانت تتطابق مع عناوين الصحف هذا الأسبوع بشأن اكتشاف حقل الغاز المصري. وفي النهاية فإن الطلب المحلي على الغاز في مصر يصل إلى 50 مليار متر مكعب، يمكن للمصريين أن يستخرجوا منها بأنفسهم فقط 30 أو 40 مليار متر مكعب.. حتى لو عمل الحقل الجديد أمام السواحل المصرية، فإن معظم إنتاجه سوف يوجه إلى الاقتصاد المحلي المصري، لذلك أعتقد أن ما حدث بشأن الكشف هو عاصفة كبيرة وغير ذات صلة. وأن مسار الغاز الإسرائيلي لا يزال على قيد الحياة ولم يمت”.

وفي مقال آخر تبنت “كلكليست الاقتصادية” الدعوة لضرورة العمل سريعاً على تطوير حقل الغاز الاسرائيلي “لفيتان” للحد من الضرر نتيجة الاكتشاف المصري، حيث نقلت عن إسي برتبلد الرئيس التنفيذي لمجموعة ديليك قوله أمس “ليس هناك شك في أن مستوى المخاطر التي نواجهها قد زاد عقب اكتشاف مصر، ولكننا لا نعتزم أن نغير الآن أي شيء في سياستنا. ولك الخبراء لدينا يقولون إن مصر لن تصدر الغاز الطبيعي خلال السنوات السبع المقبلة، ولذلك إذا أقدمنا على تطوير حقل لفيتان في أسرع وقت ممكن فلا أعتقد أن هذا التهديد سوف يكون كبير علينا إلى هذا الحد”.

كما حاول (themarker) الملحق الاقتصادي لصحيفة ” هاآرتس” تقليل حالة اليأس حيث نقل عن الخبراء أن الكشف المصري الجديد سوف يساعد إسرائيل وأنه لايعني حدوث كارثة لمرفق الغاز الاسرائيلي. وفي هذا السياق نقل الموقع عن البروفيسور برندا شيفر الخبيرة الدولية في سياسة الطاقة قولها إن “صفقة تصدير الغاز من حقل لفيتان إلى مصر لم تكن قريبة للواقع، ولذلك لم يتسبب الكشف المصري في حدوث كارثة”.

وتابعت شيفر تقول: “لم يكن هناك اتفاق موقع بين مُلاَّك حقل لفيتان وبين مصر حوله، وكذلك لم يكن هناك يقين بأن هناك سوقا ثانوية في إسرائيل لهذا الغاز، لأن سوق الغاز المسال سيتم إغراقه بالغاز الأمريكي وسوف تهبط الاسعار.. ولذلك، فكان الأمر مجرد مرحلة ابتدائية، ولكن من الواضح كيف استخدمت تلك المرحلة كسياسة للحكومة. وردود الفعل الملموسة الآن تبدو وكأنها رد فعل لرجل الشارع البسيط الذي يشرحون له كيف سيتولى وظيفة لن يُرشح لها من الأساس”.

وعلاوة على هذا، أشارت شيفر إلى أن اكتشاف الغاز المصري الجديد من شأنه أن يشجع إسرائيل، التي اعتبرت هي نفسها أن هدفها هو دعم حكم عبد الفتاح السيسي في مصر كهدف جيوسياسي استراتيجي، وقالت إن “اكتشاف الغاز، فضلا عن الاتفاق الذي وقع قبل ستة أشهر مع شركة “BP” على استثمار 12 مليار دولار في تطوير فرع النفط والغاز في مصر، يدلان على الثقة في سياسات السيسي وفي الإصلاحات الاقتصادية الواسعة التي دفعها”.

ورأت شيفر أن استثمار شركة “BP” مبلغ 12 مليار دولار في فرع النفط والغاز في مصر يدل على أن هناك اكتشافات أخرى في أراضي جارة لإسرائيل الجنوبية.

وشككت شيفر في إمكانية أن تعرض الشركات التي تنقب عن الغاز في مصر بيع الغاز لإسرائيل، وبالتالي فإنها تدخل كشركات منافسة في احتكار شركتى ديلك-نوبل.

وأضافت شيفر “لدينا مصلحة عامة في تطوير حقل لفيتان، حتى لو كان هناك من يوافق على استيراد الغاز من مصر – وفرص تحقق هذا ليست بالكبيرة”.

صدى البلد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى