لو اشتغلت في غير الفن كنت ..

تشعر دائما بالعذوبة في الحديث معها، تلقائيتها وصراحتها تفاجئك، فجمعت براءة الطفلة، وغرور المرأة، وتواضع الجميلة، إنها الأميرة المتوجة مريم فخر الدين، نجمة كانت على الأرض، وفارقت الأرض لتعود لمجراها في الفضاء الفسيح.

في لقاء نادر جمع النجمة الراحلة مريم فخر الدين، بالإعلامية ليلى رستم عام 1968، وحضره خطيبها في تلك الفترة المطرب السوري فهد بلان، وتحدثا فيه عن أسرار كثيرة في حياتهما الشخصية والفنية.

“اسمي مريم وأبويا محمد وعيلتنا فخر الدين وبلدي الفيوم ومولودة سنة 1934، وولدي مهندس مصري ووالدتي مجرية”، هكذا كانت بطاتقة تعارف النجمة بجمهورها، كما أنها تصف علاقتها هي وشقيقها “يوسف فخر الدين” بالفن، بقولها: “الفن مش متأصل في عيلتنا ولا حاجة، أحنا الاتنين طالعين شيطاني، مفيش حد في العيلة فنان”.

وعن بداية علاقتها بالسينما، حكت “مريم” القصة: “الحكاية دي حكيتها كتير، وكل الناس عرفتها، كان في مسابقة جمال صور، فخدوا صورتي قدموها في مجلة عندنا في مصر، فخدت لقب فتاة الغلاف، والأستاذ أحمد بدرخان قدمني بعدها للسينما”، وتؤكد النجمة: ” لو كنت اشتغلت حاجة تانية، أو قعدت في البيت، برضة كنت هبقى مبسوطة وراضية”.

تكشف مريم فخر الدين، في حوارها مع ليلى رستم، عن الحادث التي تعرضت لها، وأدى لإصابتها في أذنيها، بقولها: “أصيبت بعد الحادث في وداني، واضطريت أسافر أتعالج برة سنيتن تقريبا، ومكنتش بسمع غير بودن واحدة، وده كان بيألمني جدا، والحمد لله خفيت ورجعت، وده كان سر ابتعادي عن السينما الفترة اللي فاتت، مفيش فنان يقدر يقدم نفسه للجمهور، وهو من جواه مش كويس، وحالته وحشة”.

ترد النجمة مريم فخر الدين على سؤال ليلى رستم بأن المرأة الجميلة عادة تكون تعيسة، بقولها: “والله مش دايما، التعاسة مش بالشكل، المرأة يجب أن تكون مغرورة، والجميلة يجب أن تتواضع”.

وعن الحب، قالت “مريم”، إن منبع الحب العقل، “علشان نفكر وندرك، أما القلب أعمى وميقدرش يدرك”، أما فيما يخص مطربها المفضل، فكانت المفاجأة في أنها استبعدت عبد الحيلم حافظ من دائرة مطربيها المفضلين، رغم أنه غنى لها “بتلوموني ليه”، وقالت أنها تسمع لـ” فريد الأطرش، وأم كلثوم، ووديع الصافي، وفيروز”.

“فخر الدين” تؤكد أنها مثلت 79 فيلما، حتى توقيت الحوار معها، موضحة أنها ليست راضية عن معظم الأفلام التي قدمتها، بقولها: “لو كنت هختار الفيلم اللي يعجبني ، أنا كنت مثلت 10 لحد النهاردة، أحيانا الواحد بيضطر يشتغل، وكان في أفلام مكنتش مقتنعة بيها، تطلع أحسن مما توقعت”.

وتحدثت الفنانة الراحلة عن أفلام الإنتاج المشترك مع الأجانب، وقالت: “مثلت زمان في أفلام مشتركة، منها الفيلم الأمريكاني كريم ابن الشيخ مع الممثل جوردن سكوت، وإخراج ماريو كاستا”.

وعن شعورها في الغربة، والابتعاد عن مصر، قالت: “لما كنت في أروبا حاجة، وأنا في لبنان حاجة تانية، لبنان بلد جميلة وكلهم بيحبوني زي مصر، وأعداء لبنان هما أعداء مصر، اللي بيوحشني بس كلمة ماما مش بسمعها هنا، لأني بعيدة عن ولادي”.

الوطن