الأخبار

هكذا تبدأ الحروب العالمية..

43

الحروب لا تتغير، دائمًا ما تكون ثقيلة بأيامها ودمائها، الحروب تتشابه في دمويتها، وتختلف في أسباب اندلاعها، فتارة أطماع، وأخرى لخلاف سياسي.. ولكن أشنعها بدأت بـ”الثأر”.

الحرب العالمية الأولى

الثامن والعشرين من يونيو عام 1914، سيارة ولي العهد النمساوي، الأرشيدوق فرانز فرديناند، وزوجته سراييفو، تمر في أحد شوار عاصمة البوسنة والهرسك، في أجواء باردة، يتقدم أحد الأشخاص، ويقف قرب منعطف الشارع، مراقبًا السيارة التي تقترب منه، يخرج من جيب معطفه قنبلة يدوية ويلقيها على السيارة المكشوفة.. ويدوي الانفجار.

وريث العرش لم يمت، لكن حظه العثر لم يرض له أن يهنئ بفراره من محاولة الاغتيال ساعة واحدة، ليقضي نحبه وزوجته في إطلاق نار على سيارته، في استهداف ثانٍ، حينما كان يتوجه لزيارة الضابط المرافق له، والذي أُصيب في الحادث الأول.
أدى اغتيال “فرديناند” لشهر من المناورات الدبلوماسية بين الإمبراطورية النمساوية المجرية وألمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وسميت هذه الأزمة بأزمة يوليو.

ولم تكن الإمبراطورية الروسية راغبة في السماح لـ”الإمبراطورية النمساوية المجرية” أن تقضي على نفوذها في البلقان، ودعمًا لـ”محميتها” الصربية، المتهم في الضلوع في تنفيذ الحادث، أعطت الأوامر بالتعبئة الجزئية لقواتها، في 29 يوليو، وعبَّأت ألمانيا قواتها بعدها بيوم في 30 يوليو، وردت روسيا بإعلان التعبئة الكاملة لقواتها في نفس اليوم أيضًا.

فرضت ألمانيا إنذارًا على روسيا عن طريق سفيرها في برلين، طالبةً منها تسريح قواتها التي قامت بتعبئتها في غضون 12 ساعة أو مواجهة الحرب، وردت روسيا عليها من خلال تقديم تفاوض على شروط التسريح، ولكن ألمانيا رفضت هذا التفاوض معلنة الحرب ضد روسيا في 1 أغسطس.

اندلعت الحرب.. واستطفت إمبراطورية النمسا والمجر وألمانيا والخلافة العثمانية في مواجهة الإمبراطورية الروسية وبريطانيا وفرنسا وصربيا، وانضمت إليهم قبيل نهاية الحرب الولايات المتحدة الأمريكية.

قدرت خسائر الدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى بأكثر من 37 مليون جندي، بينهم أكثر من ثمانية ملايين قتيل.

 

الحرب العالمية الثانية

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة 1918م، سرعان ما بدأت نيران الثانية تشتعل في العاصمة الألمانية برلين عام 1938، حيث أعلنت ألمانيا بقيادة الزعيم النازي، هلتر، عن سياستها العنصرية تجاه كل الأعراق في العالم، ثم التوجه إلى التوسع الاستعماري بالقوة العسكرية.

تحركت الجيوش النازية وبدأت بالهجوم على بولندا، ثم أصدر هتلر أوامره إلى القوات النازية باعتقال وابادة جميع اليهود في محارق جماعية في كل بلد يحتلها الألمان، ثمّ دخلت إنجلترا إلى جانب فرنسا في الحرب ضد هجوم “هتلر” على دول أوروبا، وكانت حرب ضروس لا هوادة فيها، تكبدت القوات الإنجليزية والفرنسية خسائر عديدة وفادحة.

تقدم الألمان وسقطت الدول الأوروبية الواحدة تلو الأخرى في أيديهم، وفي عام 1940 م، سقطت فرنسا، ودخل الألمان عاصمتها “باريس” في مشهد تاريخي من نوعه.

وبعد سقوط فرنسا، أعلنت إيطاليا بقيادة الزعيم الفاشي ” موسوليني ” دخول الحرب إلى جانب ألمانيا النازية، ثم شنّت القوات الألمانيه هجوماً على الاتحاد السوفيتي في شرق أوروبا، بدلًا من الهجوم على إنجلترا غرب أوروبا، لتكون القشة التي قسمت ظهر البعير، واعتبر هذا خطأً تاريخيًا ارتكبه هتلر، لأنّ الحرب قد أضعفت إنجلترا وصار احتلالها في ذلك الوقت أمر يسير، وتكبدت كل من القوات السوفيتيه والألمانيه خسائر عديدة في مواجهات كثيرة، لكن كانت الغلبة لصالح الجيش الألماني حينذاك بسبب ترسانته العسكريه المتميزه في فترته.

وفي عام 1942 سيطر الألمان على أجزاء شاسعة من الإتحاد السوفيتي، وظهر الجيش الياباني ليعلن الحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل شن هجمات جوية موسعة على الموانئ الأمريكية التي كانت مقامه في المحيط الهادي حينذاك، فدارت معارك هي الأعنف من نوعها بين الجيشين الأمريكي والياباني، وكانت الحرب موسعة، براً وبحراً وجواً، وتكبد الطرفان فيها الخسائر، وبشكل أسوأ للجيش الأمريكي تكبد بشكل أسوء.

وحينها انتهز الفرصة هتلر، ليُعلن الحرب على أمريكا أيضاً، فتوسعت دائرة المعارك لتنال العالم أجمع، وصار القتال على جميع الجبهات في كل أنحاء العالم، بين جيوش المحور ( الجيش الألماني، الجيش الإيطالي، الجيش الياباني )، والحلفاء هم (جيش إنجلترا، الجيش الفرنسي، الجيش الأمريكي، جيش الاتحاد السوفيتي).

ومع مرور الوقت مالت الكفة للحلفاء، سقطت الجزر التي تسيطر عليها اليابان في المحيط الهندي تباعًا في يد القوات الأمريكية، وبالتزامن نفذت أكبر عملية إبرار بحري للقوات البرية، في شواطئ “نورماندي” بفرنسا، وتساقطت خطوط الألمان الدفاعية امام الهجوم الكاسح، وفي حين تقدم الجيش الأحمر وفك الحصار عن لننجراد، مدينة المقاومة الروسية الشهيرة، وأصبحت أيام هتلر معدودة، الذي وجد نفسه بعد 5 سنين من بدئه الحرب على العالم، محاصر داخل مخبأه، ويعلم مساعديه بتقدم الروس في برلين الشرقية، وحينها اختار أن ينهي بنفسه حياته، ليكتب نهاية فصول أحد أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية، التي راح ضحيتها أكثر من 55 مليون شخص.

وعلى غرار رغبة “الانتقام” في الحربين العالميتين سابقي الذكر.. هل تكون حادث سقوط الطائرة “سوخوي – 24” الروسية، شرارة لاشتعال الحرب العالمية الثالثة؟

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى