الأخبار

الصلاة على مطارنة القدس

6

توفي صباح الأربعاء 25 نوفمبر 2015 الأنبا إبراهام، مطران الكرسي الأورشيلمي، والذي تولى مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالقدس لحوالي 24 عام، وأعلن البابا تواضروس الثاني فور تلقيه النبأ سفره إلى القدس للصلاة على الأنبا إبراهام، وتم ذلك بتأشيرة إسرائيلية ومن خلال مطار تل أبيب، وذلك على الرغم من قرار المجمع المقدس 1980 -أعلى هيئة كنسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية-  بحظر ذهاب الأقباط إلى القدس كحجيج في عيد القيامة، ومعاقبة من يقوم بذلك بالحرمان الكنسي وذلك لسبب رسمي ظاهري، وهو أزمة “دير السلطان”، لكن السبب الفعلي هو اعتراض الكنيسة على التطبيع مع الكيان الصهيوني، في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد، وهو القرار الذي تسبب في أزمة بين البابا شنودة الثالث، والرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وبعد وفاة الأخير، استمر البابا شنودة في تطبيق القرار حتى وفاته وتولي البابا تواضروس الثاني للكرسي المرقسي، لتبدأ موجة من كسر القرار السابق، والسفر إلى القدس عن طريق الحصول على تأشيرة إسرائيلية، ليس فقط على مستوى المصريين الأقباط، ولكن أيضاً على مستوى رجال الدين بكافة تراتبهم الكنسي وصولاً إلى البابا تواضروس نفسه.

ورداً على انتقادات عديدة وجهت لهذه الزيارة، أعلن مكتب البابا تواضروس أن السفر ليس له أي معنى سياسي وانه البابا اضطر للسفر لأهمية حضوره جنازة الرجل الثاني في المجمع المقدس ولم يشرح المكتب الإعلامي السبب خلف السفر عبر تل أبيب وليس عبر الأردن ومن خلال السلطة الوطنية الفلسطينية، بخلاف خصوصية الأنبا إبراهام، الذي ينتمي في سلك الرهبنة إلى دير الأنبا أنطونيوس، نفس الدير الذي ينتمي إليه البابا تواضروس.

ويُعد كرسي مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالقدس، والمعروف في الأوساط الكنسية المصرية بكرسي أورشليم والشرق الأدنى، الأهم بعد كرسي الكرازة المرقسية بالإسكندرية، على مستوى مطرانيات مصر والعالم التابعة للكنيس القبطية الارثوذكسية. ويستمد الكرسي أهميته من موقعه في الأراضي المقدسة، كذلك تعاقب العديد من الآباء العظام في الجلوس عليه، والذين تعتبر سيرتهم ذخرا لتاريخ الكنيسة المصرية، ومنهم: الأنبا باسيليوس الثاني الكبير باني دير الأنبا أنطونيوس في مدينة يافا بفلسطين، والتي دفن بها بعد وفاته عام 1899م، وأيضا الأنبا ثاؤفيليس الأول، آخر من جلس على الكرسي الأورشليمي قبل تقسيم فلسطين وتأسيس الكيان الصهيوني، والذي توفي عام 1945م، وبعده لم تسجل أي حالة سفر بطريرك الأسكندرية إلى القدس من أجل إقامة أي مرسم كنسي، بما في ذلك إقامة قداس لأي من المطارنة عند وفاتهم.

 

وفيما يلي مختصر سيرة مطارنة الكرسي الأورشليمي منذ عام 1948 وحتى عام 1991 حيث تعاقب على الكرسي ثلاثة مطارنة، وكان رابعهم المطران الأنبا أبراهام. ويلاحظ أن الأخير كانت وفاته وإقامة القداس على روحه هي الحادثة التي كسرت الحظر الكنسي السابق ذكره لأول مرة، ناهيك عن كونها أتت من بطريرك الكنيسة القبطية نفسه.

 2905k

الأنبا ياكوبوس الثاني:

 راهب دير الأنبا أنطونيوس، وتم وسمه قسا عام 1944، وتم رسمه مطرانا للكرسي الأورشليمي على يد البابا يوساب الثاني عام 1946، ورحل إلى القدس في نفس العام وقام بافتتاح الكلية الأنطوانية القبطية عام 1947، وتوفي الأنبا ياكوبوس في حادث قطار في 22 مارس 1956 وأقيم القداس في مصر وتم دفنه في عزبة دير الأنبا أنطونيوس ببوش في بني سويف.

الأنبا يؤانس:

تولى الأنبا يؤانس رعاية القدس بعد وفاة الأنبا ياكوبوس 1956 وحتى عام 1959،وغادر القدس ليكون مطرانا للجيزة،أسس مطرانية مارجرجس في شارع مراد بالجيزة وتوفي مسموما عام 1963م.

الأنبا باسيليوس الرابع:

راهب دير الأنبا أنطونيوس الذي رسمه البابا كيرلس السادس مطرانا للكرسي الأورشليمي عام 1959، له مواقف عديدة في الدفاع عن الكنائس المقدسة والحفاظ على التراث القبطي ضد محاولات تهويد القدس على يد الصهاينة،أسس في عهده كنائس قبطية في الكويت ولبنان والعراق والإمارات، وأعطى البابا شنودة تاج البابوية بعد تنصيبه. حين اشتد المرض على الأنبا باسيليوس سافر إلى الأردن وتلقى علاجه هناك حتى وافته المنية في 13 أكتوبر 1991، ولم تقام له قداس في القدس ولم يسافر وقتها البابا شنودة إلى الأراضي المحتلة حيث تم نقل جثمانه بالطائرة من الأردن ليصل إلى القاهرة صباح 15 أكتوبر 1991 وتمت صلاة الجنازة عليه في كنيسة العذراء بالزيتون، دفن في دير الأنبا الأنطونيوس بالبحر الأحمر.

البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى