الأخبار

حظر النشر في «مشروع الضبعة النووي»

48

 

براء: قرار “غريب”.. والوزارة “الملف مخابراتي ومش بتاع الكهرباء”

* العسيري: القرار يقصد شخصي.. ولعدم الحديث عن نسبة التصنيع المحلي في المشروع ومدة تنفيذه

* مجاهد: المشروع النووي لا يمثل خطورة على الأمن القومي.. والهدف من حظر النشر منع الإشاعات

” قرار .. غريب” كان هذا تعليق خبراء الطاقة النووية على القرار الصادر، مساء اليوم الإثنين، والذي نص على حظر النشر فيما يخص مشروع المحطة النووية بالضبعة، إلا بعد الرجوع إلى الجهات الأمنية المعنية ومكتب وزير الكهرباء.

الطبخ في المشروع

قال الدكتور إبراهيم العسيري، مستشار هيئة المحطات النووية السابق، إن هذا القرار يقصد شخصه، نظرا لتصريحاته المتلاحقة عن المشروع النووي المصري، لافتًا إلى أن “الهدف محدش يتكلم عن المشروع.. علشان يطبخوا في المشروع زي ما هما عاوزين”.
العسيري أضاف لـ”التحرير”، أنه يوجد عدة أمور هي محل تساؤل رئيسي فيما يخص تنفيذ المشروع النووي، ومنها التصنيع المحلي وهي مهمة جدًا لنقل التكنولوجيا، لاسيما وأن الاتفاق على تصنيع 20% من المفاعل النووي الأول، و35% تصنيع محلي من المفاعل النووي الثاني، مشيرًا إلى أنه لا يوجد معلومة عن معرفة حجم المشاركة في التصنيع المحلى حتى الآن، والأمر محل تكتم هو الآخر.
ونوه مستشار هيئة المحطات النووية السابق، بأنه يبدو أن التصنيع المحلي سينخفض مع الجانب الروسي، عما ورد في كراسة الشروط التي تم إعدادها مسبقًا من قبل هيئة المحطات النووية.
وأوضح العسيري، أن المحطات الغاز بالكامل يتم تصنيعها في الخارج ويتم استيرادها، ولعل خير دليل على ذلك هو استيراد محطات الخطة العاجلة للصيف الماضي بقدرات 3632 ميجاوات بالكامل من الخارج، بينما ولعله يكون سبب من أسباب منع الحديث، وهو أن مفاعلات الضبعة سيوجد بها نسب تصنيع محلي، ولكن السؤال الأهم ما هي نسبة التصنيع المحلي؟.
عدم الحديث عن الوقود النووي المستهلك والذي سيرسل لمعالجته إلى روسيا على نفقتنا ويرجع ليدفن في الضبعة “حاجة في منتهى قلة الأدب”
مستشار هيئة المحطات النووية السابق، أكد أن من أسباب حظر النشر هو عدم الحديث عن الوقود النووي، وتحديدًا الوقود النووي المستهلك من المفاعل، والذي طالب بعدم خروجه من مصر، ليتم تخزينه في الضبعة، حتى تكون هناك كمية “معقولة” يتم استخدامها ومعالجتها مرة أخرى، وتصنيع منها اليوانيوم البلوتونيوم للاستخدام كوقود مجددًا للمفاعلات النووية.
وأفاد بأن الوقود النووي المستهلك سيتم إرساله بعد استخدامه إلى روسيا لعمل معالجة على نفقة مصر، ويحصل الروس على المواد “النافعة” من “اليورانيوم البلوتونيوم” المستهلك، وتعود النفايات إلى مصر بعد معالجة الوقود لتدفن كنفايات في مصر، ولكنه شدد على ضرورة أن يتم تخزين الوقود في مصر وعمل معالجة له في مصر، لأنه ثروة، وليس كالفحم والغاز يحرق فقط، ودورة الوقود للمفاعل كل سن أو سنة ونصف، و”البجاحة” أن الوقود سينقل لروسيا على نفقة مصر والنفايات تأتي من روسيا إلى مصر لتدفن، مضيفًا: “حاجة في منتهى قلة الأدب”، حسب قوله.

منع الحديث عن طول فترة التنفيذ.. 9 سنوات

وشدد العسيري على أن هذه خطوة الحظر على المستوى المجتمعي، سيكون لها مردود سلبي على نفسية المواطن، لافتا إلى أنه الحديث في وسائل الإعلام عن الملف النووي بهدف توعية المواطنين بالمشروع، مؤكدًا أن القرار مقصود به شخصه، لتكرار ظهوره وحديثه في وسائل الإعلام، والقرار في مجمله بهدف “التكتم” بدون أي أسباب تذكر.
كما أكد مستشار هيئة المحطات النووية السابق أنه من بين الأسباب التي أدت إلى صدور قرار الحظر، هو عدم الحديث عن فترة تنفيذ المفاعلات النووية الأربعة للمشروع بقدرات 4800 ميجاوات، مستشهدًا بتصريحات الوزير محمد شاكر، عن أن أول مفاعل سيدخل للخدمة بـ 1200 ميجاوات في عام 2024، أي بعد 9 سنوات، وهي فترة طويلة جدا ومبالغ فيها ، في حين أن مدة تنفيذ المفاعل النووي يتراوح ما بين 4 إلى 5 سنوات على أقصى تقدير.

منع الإشاعات

في المقابل، قال الدكتور محمد منير مجاهد نائب رئيس هيئة المواد النووية الأسبق، إن حظر النشر فيما يخص المشروع النووى بالضبعة ” قرار ..غريب”، لأنه لا يوجد ما يحظر نشره في المشروع، ولا توجد أسرار، هذا فضلا عن أنه من حق المواطن المصرى أن يعرف كل شيء عن الملف النووي.
وأكد مجاهد أن حظر النشر واقتصار التصريحات والحديث على جهات معينة للحديث عن مشروع ما يكون في الحالات التي تمثل خطورة على الأمن القومي، مؤكدا أنه لا توجد أي محطة كهرباء ، حتى وإن كانت نووية من الممكن أن تمثل خطرا على الأمن القومي، فلا يوجد له مبرر على الإطلاق لصدور هذا القرار، منوها بأن الهدف منه هو منع الإشاعات، وهذا هو التفسير الوحيد من وجهة نظره لصدور مثل هذا القرار.

اليماني: الملف «مخابراتي» ونسكت شوية لصالح البلد

أما وزارة الكهرباء ومكتب الوزير، كأحد جهات الاختصاص التي شملها القرار، بأن تكون مصدر الرجوع لها في نشر أي معلومات عن مشروع الضبعة النووي، فأكدت على لسان المتحدث الرسمي باسمها، الدكتور محمد اليماني، أنها لا تعلم أي شيء عن هذا القرار، لافتا إلى أن هذا القرار لم يصدر من وزارة الكهرباء، فهو لا يسأل عنه.
وشدد اليماني لـ”التحرير”، أن الإعلام بوجه عام والصحفيين بوجه خاص، يريدون الحصول على كافة المعلومات فيما يخص الملف النووي من وزارة الكهرباء، بينما هذ الملف “مش بتاع الكهرباء”، وهو ملف “سياسي مخابراتي وفني”، مشيرًا إلى أن المسموح بالتصريح بشأنه سيتم التصريح به في وقته، قائلا: “لصالح بلدنا نسكت شوية”.
الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى