الأخبار

هكذا خططت “شبكة صيدا” لاغتيال الشيخ ماهر حمود

53

 

ذكر القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا تفاصيل ما كانت تخطّط له شبكة تعامل مع العدو الاسرائيلي، وقوامها اربعة مدعى عليهم بينهم ثلاثة موقوفين احدهم سوري وآخر موظف لدى #اليونيفيل في الجنوب ورابع طنوس ابرهيم الجلاد الموجود في اسرائيل، لاغتيال شخصيات دينية وسياسية وعسكرية.
المدعى عليه الموقوف السوري رامز نجيب س. معارض سوري ينتمي الى حزب اليسار الديموقراطي الذي يرأسه منصور الاتاسي، وهو يكنّ كرها شديدا للنظام السوري و”حزب الله”، ومن يدور في فلكهما بحسب تعبيره. وتأسيسا لما تقدم ، وبمساعدة من زوجته المدعى عليها الموقوفة سلام ش. تواصل عبر الفايسبوك مع احد عملاء اسرائيل المدعى عليه طنوس ابرهيم الجلاد ، المقيم داخل #فلسطين المحتلة، والذي يعمل مع الجيش الاسرائيلي لتجنيد عملاء له. وخلال هذا التواصل تبرع رامز س. بالعمل لصالح اسرائيل قائلاً لطنوس الجلاد انه مستعد لتنفيذ اي مهمة يقبلها الموساد منه في منطقة صيدا، كونه يستثمر مقهى هناك يتردّد اليه الكثير من المدنيين والعسكريين. ومن هنا بدأ التعامل. وكلفه الجلاد بداية بجمع معلومات عن كل مراكز وعناصر وسيارات “حزب الله” في صيدا، ومراكز الجيش اللبناني وضباطه وعناصره وزوده بحساب فايسبوك جديد باسم ايريك، وآخر باسم الابرص يتواصلان من خلالهما حصرًا ليصعب على الاجهزة الامنية اكتشافهما. وباشر رامز بجمع المعلومات عن الشيخين ماهر حمود وصهيب حبلي لجهة تحركاتهما واوقاتها، والسيارات التي يستعملانها وعدد المرافقين. وأرسلها الى الجلاد مع توصية باغتيالهما ، لأن هذا الاغتيال يشكل ضربة قوية لـ”حزب الله، كون الشيخين المذكورين هما مسؤولان في سرايا المقاومة وصلة الوصل بين الطائفتين السنّية والشيعية ، ووعده الجلاد برفع هذه التوصية إلى رؤسائه لأخذ التوجيهات اللازمة. وكذلك جمع معلومات امنية عن الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري اسامة #سعد واللواء عباس ابرهيم والموكب الذي يرافقه لدى مروره في صيدا، ومواقع الجيش اللبناني في تلك المنطقة، تمهيدا للقيام بعمليات اغتيال بحقهم. وفي ضؤ تلك المعلومات الامنية طلب الجلاد من رامز المباشرة بالتنفيذ، على ان تستهدف عملية الاغتيال الاولى الشيخ ماهر حمود، وعليه ان ينسق مع احد الاشخاص الذي سيتصل به ويبلغه تفاصيل العملية ، ويؤمن له العبوات الناسفة ومستلزماتها لكن رامز توجّس خوفا من ملاقاة اي شخص داخل لبنان، وابلغ الجلاد بهواجسه. عندها عرض الاخير عليه الدخول الى اسرائيل للاجتماع بضباط الموساد، وان قريبه المدعى عليه الموقوف هاني غطاس م. الذي يعمل مع قوات الطوارىء الدولية في الجنوب يستطيع مساعدته بهذا الامر بنقله من مقرها في الناقورة الى اسرائيل.

وبالتحقيق مع هاني أفاد انه يعرف رامز من خلال عمله التبشيري لصالح جماعة “شهود يهوه”، وكان يتردّد الى منزله في صيدا من حين لآخر. وبحكم هذه العلاقة اخبره رامز بتواصله مع الجلاد فنصحه هاني بقطع هذا التواصل لأن الجلاد عميل سابق لاسرائيل ويعمل حاليا لصالح الموساد وقد يورطه بمسائل امنية. ولكن رغم ذلك أقدم هاني على نقل رامز في سيارته الخاصة من صيدا الى عين ابل حيث قام الاخير بتصوير الطريق الى هناك بواسطة الهاتف الخليوي من داخل السيارة. كما اقدم بعد وصولهما الى البلدة على تصوير منزل الجلاد فيها وتصوير الشريط الحدودي، وارسل مقاطع الفيديو اليه بواسطة الفايسبوك، بمعرفة مطر الذي كان طلب من رامز قبل انطلاقهما من صيدا ارتداء بذة رسمية، لكي يبعد الشبهات عنه على حواجز الجيش اللبناني، مبلغا اياه ان لديه بطاقة “يونيفل” سيستخدمها في حال اقتضت الضرورة.
واضاف هاني ان رامز طلب منه منذ حوالى تسعة اشهر مساعدته في الدخول الى فلسطين المحتلة عبر مقر اليونيفل في الناقورة، لكنه لم يلب طلبه خوفا من انكشاف الامر لدى قيادتها، نظرا الى وجود مراقبة وتفتيش دقيقين على مدخل المقر. واقترح على رامز الفرار الى اسرائيل من بلدة رميش الجنوبية عبر الجدار الطيب.

 

النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى