الأخبار

«عزت» قائد صقور القطبيين وتيار العنف بالإخوان..

151

 

* “عزت” و”الشاطر” صعّدا «بديع» لمنصب المرشد وأدارا الجماعة من خلاله
* “عزت” أول من صعد القطبيين لمكتب الإرشاد
– مرسي وغزلان والبلتاجي تلاميذه.. وتسبب في إقصاء حبيب وهيثم أبو خليل وعبد المنعم أبو الفتوح 

وجه هادئ بلحية خفيفة وابتسامة مصطنعة يخفي وراءه حقدا دفينا والكثير من العنف.. قليل الكلام لكنّه كثير الفعل حتى المقالات كان من النادر أن يكتبها.. إنه القيادي الإخواني محمود عزت، فهو عقلية مخابراتية بامتياز يتمتع بصمت وقدرة تنظيمية كبيرة مكنته لسنوات طويلة السيطرة على جماعة الإخوان حتى وإن كان متخفيا، تدرج داخل الجماعة حتى وصل لمنصب نائب المرشد العام، ولو كان محبا للظهور لاقتنص مقعد المرشد لكنه بمعاونة خيرت الشاطر، فضلا تصعيد بديع ليتمكنا من تحريك الجماعة من خلاله، كما يعتبر “عزت” وجه الإخوان العنيف وحامل شعلة القطبيين في الجماعة.
عامان حتى الآن على اختفائه “لا حس ولا خبر”، لا أحد يستطيع التكهن بمكان تواجده، حيث اكتفى بتحريك دمى الجماعة من خلف ستار كعادته دائما مترفعًا عن الظهور، لكن يبدو أنه لا شيء يحرك الجماعة سوى الكراسي مما دفعه للظهور، وبدأت إشارات الرجل الخفي في الجماعة تظهر، صحيح أن المقال الذى ظهر ليؤكد فيه أنه نائب المرشد، وأنه من يقوم بأعماله حتى الآن لم يكن صحيحا، لكنه أعطى إشارة تؤكد وجود الرجل في مكانه، وأن لا أحد قادر على زحزحته.

الأزمة الأخيرة والصراع الدائر بين قيادات الإخوان، يعيد طرح سؤال حول مكان اختفاء “عزت”، الذي تشير كل الدلائل في الفترة الأخيرة إلى بقائه في مصر واختبائه بها كما قد يكون القبض على محمود غزلان وعبد الرحمن البر ومن قبله محمد وهدان خيط جديد للقبض عليه حال وجوده في مصر.

محمود عزت أعاد إحياء التنظيم الخاص في الجماعة، كما أنه أول من صعد كل القطبيين لمكتب الإرشاد، فجميعهم تلاميذه في الجماعة بداية من محمد مرسي، مرورا بسعد الكتاتنى وسعد الحسينى وأسامة ياسين ومحمودغزلان محمد البلتاجي، وغيرهم كان له الفضل في صعودهم للإرشاد، كما كان صاحب الفضل في صعود “بديع” وإقصاء محمد حبيب وهيثم أبوخليل والعديد من القيادات الإصلاحية في الجماعة ولا ننسى عبدالمنعم أبو الفتوح الذي وجد نفسه مضطرا للخروج من الجماعة.

ولد محمود عزت في 13 أغسطس 1944م بمصر الجديدة بالقاهرة، وتعرَّف على الإخوان المسلمين سنة 53، وانتظم في صف (الإخوان) سنة 62، ثم اعتُقل سنة 1965م، وحُكِم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 74، وكان وقتها طالبًا في السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج في كلية الطب عام 76، وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر- وخصوصًا الطلابي التربوي- حتى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 81، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل رسالة الدكتوراه، ثم عاد إلى مصر ونال الدكتوراه من جامعة الزقازيق سنة 85 19م.

اختير “عزت” عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م وتولى مسئولية تدريب وتنشئة كوادر الإخوان والكثير ممن ظهروا بعد ثورة يناير في قيادة الجماعة هم تلاميذ له، وعلى رأسهم محمد مرسي وسعد الكتاتني ومحمد البلتاجي وعصام العريان جميعهم هو السبب الرئيسي في تصعيدهم بعدما تم إعادة تشكيل مكتب الإرشاد.

وقاد عزت مسلسل الانقلاب على عاكف ومحمد حبيب لتصعيد محمد بديع ليكون مرشدا للجماعة، نظرا لأنه ضعيف ويسهل السيطرة عليه وتوجيهه، وهو ما كان يخطط له عزت بالفعل مع الشاطر من داخل السجن وهو ما حدث بالفعل لكن عاكف علم بالمؤامرة فقرر التنحي وعدم الترشح بينما رفض حبيب، ومع الوقت لم يعد له مكان في الجماعة فتمت الإطاحة به أو إجباره على الاستقالة.

لم يكن قائد تيار الصقور بالرجل السهل الذي من الممكن أن يعترض عليه مرسي أو أي من قيادات مكتب الإرشاد بمن فيهم خيرت الشاطر نفسه، صحيح أنه كان ينأى بنفسه عن اللقاءات والحوارات، لكن لا يمكن أبدا أن يمر شيء إلا بإعطائه تقريرا شاملا حتى عن تحركات الشاطر نفسه فكانوا يوقرونه بشكل كبير.

لم يستوعب الرجل محاولات الإطاحة به وقرر الدخول بشكل مباشر في الصراع بدلا من تحريك الأمين العام للجماعة محمود حسين أو محمود غزلان المتحدث السابق باسمها باعثا برسالة للجميع داخل التنظيم أنه لايزال متواجدا لن يتحرك من منصبة، وللغرب أنه لا يزال مسيطرا على التنظيم يقوده، وأي أحد يريد أن يتحدث مع الجماعة فليفعل ذلك من خلاله، ولإخوان المهجر لابد أن يكون حاضرا لن يقبل بغير ذلك، كما أكد أن الجماعة لن تسير إلا وفقا لرؤية، وإن كان حاول تصوير نفسه بأنه غير عنيف مدعيا السلمية في محاولة لتلميع وجهه أمام الرأي العام العالمى والداخلى، مستعينا ببعض كلمات قالها الكاتب الأمريكي روبرت فيسك وشخصيات أخرى.

ولاشك أن خبر القبض على محمد وهدان قائد التيار الجديد في الجماعة ثم القبض على محمود غزلان وعبدالرحمن البر سيلقي بظلاله على صراع الجماعة، والذي لن يمر بهدوء حيث لن يقف “عزت” مكتوف الأيدي، وسيحاول بشتى الطرق لملمة الأوراق في الجماعة وإعادة السيطرة من جديد عليها.

صدى البلد 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى