الأخبار

قصة شاب سأل السادات عن علاقته بالإخوان

38

 

عد عامين من قيام ثورة 23 يوليو 1952، استضافت مجلة «التحرير » البكباشي أنور السادات للإجابة عن أسئلة القراء، في تقليد اتبعته تحت اسم «من قراء التحرير إلى رجال التحرير».

وعُرفت «التحرير» بكونها مجلة ناطقة بلسان مجلس قيادة الثورة، وكان السادات مسؤولًا عن إدارتها، آنذاك.

واستضافت «التحرير» السادات في 23 فبراير 1954 للرد على أسئلة القراء، التي كان من بينها سؤال وجّهه قارئان من القاهرة، الأول اسمه شوقي محمود، والثاني عواد عفيفي: «هل كنت عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين في عهدها الأول، وما هو شعورك الآن نحو مبادئ هذه الجماعة وشهيدها الشيخ حسن البنا؟»، وفقًا لما رصدته «ذاكرة مصر المعاصرة» على موقعها الإلكتروني، التابع لمكتبة الإسكندرية.

وكان رد السادات على «محمود» و«عفيفي»: «قلت في مذكراتي، التي أنشرها على صفحات الجمهورية، إني لم أكن عضوًا في الإخوان المسلمين، وإنما كنت على صلة بالشهيد حسن البنا على أساس إيجاد تعاون بين الجيش والإخوان، ونرى هذا مفصلًا في الصفحات المذكورة».

وأضاف السادات في إجابته: «أما شعوري نحو الشهيد حسن البنا، فقد كان ولا يزال، الاحترام لأهدافه والتقدير لشخصه، ولما كان ينادي به، وهنا أقول لكما بصراحة أن ما نادى به الشهيد حسن البنا قد انحرف به الأستاذ الهضيبي وحاشيته».

ويبدو أن السادات شك في انتماء سائليه لجماعة الإخوان، حيث قال لهما: «لعلكما إذا كنتما من المنتمين للإخوان تستطيعان أن تسألا لماذا حارب الهضيبي ذكرى حسن البنا وتكريم حسن البنا»، خاتمًا إجابته: «لديّ الكثير، ولعلي أستطيع في يوم ما أن أكتبه».

العمل الصحفي، الذي استشهد به السادات في إجابته، فتح الباب أمام تساؤل ثان من قارئ يدعى رجائي طه، ويعمل مُدرسًا في محافظة بني سويف.

وسأل طه: «كيف تباشر عملك الصحفي وأنت ضابط بالجيش، أي في حكم موظفي الحكومة.. أليس هذا كسبًا غير مشروع؟»، فكانت إجابة السادات: «أباشر عملي الصحفي لأنه جزء من رسالة هذه الثورة، التي نؤمن بها جميعًا، وبحكم الوضع الآن فأنا أؤدي ما يطلب مني من خدمة عامة».

وأراد السادات أن يطمئن السائل، فقال: «يا صديقي إنني لا أتناول إلا مرتب البكباشي فقط، ولا أحصل على مرتب من دار التحرير، وتستطيع أن تطلع على حسابات دار التحرير لدى المراجعين القانونيين، نوار وراغب الجميل، وشركائهم، لتتأكد بنفسك ولتطمئن على (الكسب غير المشروع)».

السادات واصل إجاباته على القراء، الذين كان من بينهم شخص أطلق على نفسه لقب «شاب حائر»، حيث استفسر عن مصدر الإنفاق الخاص بالاحتفالات والمهرجانات، التي تشهدها مصر، فضلًا عن سؤاله: «هل تسمحون لأنقد الثورة في السياسة الداخلية دون اعتداء علي واضطهاد من البوليس السياسي؟».

السادات أجاب على أول سؤال طرحه «شاب حائر»، قائلًا: «لا تكلف هذه الاحتفالات شيئًا إلا مجهود وعرق المساهمين فيها».

كما أجاب السادات على السؤال الثاني: «بلا شك يا أخي، وأنا على استعداد لأن أتلقى ما تريد كتابته أو نقده، ويصلني مثل هذا من الكثيرين، ولن يصيبهم أذى لأن هذا حق لكل المواطنين».

واكتفى «الشاب الحائر» بسؤال أخير عن مصير الاحتلال الإنجليزي لمصر، قائلًا: «ما آخر موعد وآخر إنذار للاستعمار؟»، فأجاب السادات: «ستعرفه في حينه».

السؤال الأخير من قراء «التحرير» كان من شخص يدعى أحمد عبدالحفيظ، الذي استفسر عن الموعد المفضل للسادات كي يكتب، بالإضافة إلى سؤاله عن عدد ساعات عمله الموزعة بين تولي مسؤولية إدارة «دار التحرير»، فضلًا عن عضويته في مجلس قيادة الثورة.

وأجاب السادات: «كل الأوقات تصلح لكي يكتب فيها الكاتب، ما دامت تتوفر لديه الفكرة، وقد يحدث أن اكتب وأنا في منزلي أو مع زملائي، وأنا أذكر أنني كتبت مقال (يا خالي وولد الخال) ونحن مجتمعون حول سرير جمال سالم بمنزله نتلقى أنباء معركة السودان الانتخابية»، مشيرًا إلى أن ساعات عمله الصحفي قد تصل إلى 12 ساعة.

 

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى