الأخبار

أغلقه «الحى» فتحول إلى «مقلب زبالة»

26

أكياس «زبالة» بلاستيكية مختلفة الأحجام والألوان بعضها مملوء بفضلات المنازل والبعض الآخر بمخلفات الباعة والورش، تتجمع بطريقة عشوائية على درجات سلالم نفق مشاة أحمد عصمت، كما تعلن لافتة زرقاء اللون مدون عليها باللون الأبيض اسم النفق ممهوراً بجملة ثانية تؤكد تبعيته لحى «عين شمس». النفق الذى يمتد أسفل الخط الأول لمترو الأنفاق «المرج – حلوان» وخط السكة الحديد بمنطقة عين شمس، مغلق منذ أكثر من عام دون سبب معلوم لأهالى المنطقة، ليتحول مدخله من ناحية السكة الحديد إلى مقلب زبالة لأهالى المنطقة، بينما فى الجهة الأخرى وضع الحى سلكاً شائكاً على مدخل النفق الثانى بهدف منع المارة من النزول أو العبور من النفق، دون توفير بديل للأهالى. محمود نصر، أحد سكان المنطقة، فى العقد الرابع من العمر، كان يمر كل صباح من النفق، ليفاجأ على غير العادة فى أحد الأيام بأن النفق مغلق بأبواب حديدية، فاستبدل طريق عبوره مضطراً إلى قضبان السكة الحديد ثم الصعود إلى محطة المترو من أجل الوصول إلى الجهة المقابلة.

حال «محمود» لا يختلف عن حال المئات من أهالى المنطقة الذين يعبرون قضبان السكة الحديد يومياً، دون مراعاة لأى خطورة من الممكن أن يتعرض لها أحدهم أثناء عبوره القضبان، كما يقول «محمود»، مشيراً إلى أن المنطقة التى يعبرون منها بعيدة عن المزلقان، من خلال إحدى الفتحات فى السور الخرسانى الذى يفصل بين شريط السكة الحديد والمنطقة السكنية. وعند قدوم القطار لا يكون فى حسبان سائقه أن هناك أشخاصاً يعبرون، ما يعزز من احتمالية حدوث كارثة فى أى وقت. سهام نبيل، من سكان العقار المواجه لمدخل النفق، تقول: «إن المشكلة من وجهة نظرى ليست فى غلق النفق، لكن المشكلة فى تحول النفق إلى مقلب زبالة يتسبب فى رائحة كريهة وتجمع الذباب والناموس فى المكان، ما قد يتسبب فى انتشار الأمراض خصوصاً بين الأطفال، مع العلم بأن الأهالى تقدموا أكثر من مرة بشكاوى لمسئولى الحى ولم يستجب لهم أحد». وتختلف المشكلة من وجهة نظر فتحى عبدالباسط: «حيث لا يوجد بديل للعبور إلى الجهة المقابلة غير السكة الحديد التى تعرض حياة المواطنين للخطر، خاصة أن القطار لا يمر بشكل يومى ولا يوجد له ميعاد ثابت، والجميع يعبر القضبان بثقة ودون تردد»، حسب تعبيره. ويرى بدوى وهدان، صاحب سوبر ماركت بجوار النفق، أن «غلق النفق قد يحوله إلى قنبلة موقوتة فى المنطقة، خاصة أنه لا توجد عليه أى حراسة على الرغم من وجوده خلف معهد أمناء الشرطة، ما يجعله هدفاً للعناصر الإرهابية من أجل استهداف المعهد، وينبغى على قوات الشرطة توفير حراسة أمنية للنفق وإعادة تشغيله خوفاً من استغلاله من قبل المخربين». وعلى الرغم من إعلان محافظة القاهرة، ممثلة فى حى عين شمس، عن إعادة صيانة وتطوير النفق بسبب «حالته المتردية»، كما يصفها وائل مسعود، أحد أهالى المنطقة، حيث بدأت تظهر فيه المياه الجوفية وتتساقط الطبقة الأسمنتية من الجدران – فلم تحدث أى عمليات تطوير داخل النفق، وتم غلقه بعدها بعدة أشهر بدون سبب واضح، محذراً من «خطورة غلق النفق وعدم ترميمه، خاصة أن المترو وقطار السويس يتحركان فوقه على سطح الأرض باستمرار، ما قد يتسبب فى حدوث كارثة عاجلاً أو آجلاً».

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى