الأخبار

كوكب تاسع في النظام الشمسي؟!

53

 

اعلن علماء فلك اميركيون انهم توصلوا الى مؤشرات مفادها ان كوكبا تاسعا كبيرا جدا قد يكون موجودا في النظام الشمسي وهم باشروا ابحاثا لتأكيد توقعهم هذا.
وسمي هذا الجرم “الكوكب التاسع” وهو يتمتع على ما يبدو بكتلة تزيد عشر مرات تقريبا عن كتلة الارض ويقع في مدار ابعد بعشرين مرة من كوكب نبتون الذي يدور حول الشمس على مسافة وسطية تبلغ 4,5 مليارات كيلومتر.
واوضح الباحثان كونستانتان باتيغين ومايك براون من المعهد التكنولوجي في كاليفورنيا (كالتيك) ان هذا الكوكب يقوم بدورة كاملة حول الشمس في غضون عشرة الاف الى عشرين الف سنة.
ولم يرصد العالمان الكوكب مباشرة بل توصلا الى هذا الاكتشاف من خلال نماذج حسابية ومحاكاة عبر الكمبيوتر.
واوضح العالمان ان وجود هذا الكوكب السابع قد يوفر تفسيرا لتطور اجرام بطريقة غامضة في هذه المنطقة النائية البعيدة عن الشمس وغير المستكشفة كثيرا.
ولفت مايك براون استاذ علم الفلك والكواكب الى انه في حال تأكد وجود هذا الكوكب مباشرة فهو سيكون “الكوكب التاسع” في المجموعة الشمسية.
واضاف “لم يكتشف سوى كوكبين حتى الان في نظامنا الشمسي منذ العصور القديمة ومن الجيد ان نكتشف كوكبا ثالثا”.
ومضى يقول “ثمة جزء كبير من نظامنا الشمسي لم يكتشف بعد والامر مثير جدا للحماسة”.
واعتبر كوكب بلوتو لفترة طويلة الكوكب التاسع في النظام الشمسي الا انه فقد هذا التصنيف بسبب صغر حجمه. وبات يصنف على انه كوكب قزم.
الا ان الكوكب الجديد المحتمل لا يعاني من هذه المشكلة فكتلته تزيد خمسة الاف مرة عن كتلة بلوتو على ما يبدو وفق عالم الفلك.

ويهيمن هذا الكوكب بفضل قوة جاذبيته على جواره في النظام الشمسي الذي يشمل منطقة اوسع من تلك التي تؤثر عليها الكواكب المعروفة على ما اشار عالما الفلك اللذان نشرت اعمالهما مجلة “استرونوميكال جورنال”.
واظهر العالمان كيف ان وجود هذا الكوكب قد يسمح بتفسير التطور الغريب لبعض الاجرام الجليدية والركام الموجودة في مناطق بعيدة من النظام الشمسي بعد نبتون في حزام كايبر.
وتضم هذه المنطقة خصوصا الكواكب القزمة بلوتو وايريس وماكيميه وهوميا.
واوضح كونستانتان باتيغين الاستاذ المساعد في علوم الكواكب في جامعة “كالتيك”، “مع اننا كنا مشككين في البداية بالامر الا اننا بدأنا نقتنع شيئا فشيئا بوجوده من خلال مواصلة بحثنا”.
ومضى يقول “للمرة الاولى منذ 150 عاما لدينا مؤشرات صلبة الى ان مسح النظام الشمسي ليس كاملا”.
وقد يساهم احتمال وجود هذا الكوكب التاسع في فهم اصطفاف الاجرام في حزام كايبر فضلا عن التصرف الغريب لبعض الاجرام مثل “سيدنا”.
وقد اكتشف مايك براون هذا الجرم في العام 2003 وهو خلافا لغالبية الاجرام الاخرى في حزام كايبر لا يقترب كثيرا من نبتون الامر الذي يؤشر الى تأثره بقوة جاذبية من كوكب اخر.
ويواصل عالما الفلك تحسين عمليات المحاكاة لمعرفة المزيد عن دوران هذا الكوكب وتأثيره على الجزء النائي من النظام الشمسي.
وباشر مايك بروان مع علماء فلك اخرين مراقبة السماء بواسطة تلسكوبات لرصد عن هذا الكوكب مشجعين الاوساط الفلكية على ان تحذو حذوهم.
واعتبر روبرت ماسي المدير المساعد لجمعية “رويال استرونوميكال سوساييتي” في لندن الذي لم يشارك في هذا الاكتشاف ان هذه الاعمال “مثيرة جدا للاهتمام” لكنه شدد في بيان على ان “لا شيء نهائيا بعد…لان الامر يتعلق بنموذج حسابي”.
وسجلت حالات مماثلة في الماضي توقع فيها علماء فلك وجود كوكب لكنهم لم ينجحوا في رصده بعد ذلك على ما اشار العالم.
وقال “القيام باكتشاف مماثل امر مثير للحماسة الا ان القضية لا تزال مجرد توقع”.
الا ان عالم الفلك في مرصد الكوت دازور في نيس الفرنسية اليساندرو موربيديللي قال لمجلة “نيويوركر” ان هذه “الاعمال توفر للمرة الاولى دليلا حسيا على وجود كوكب اخر”.

 

النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى