في كل رمضان مذبحة.

 

 

على صوت طلقات الرصاص وضجيج الأسلحة الثقيلة، يفطر الصائم في رمضان، حيث يؤذن الإرهاب والعصابات المسلحة بالفوضى والعنف من الحدود، بوابل من النيران يسكن جسد جندي صائم محارب، ففي الشهر الذي تصفد فيه شياطين الجن عن الخبائث، يعيث شياطين الإرهاب في الأرض فسادا، مرتكبين مذابح ضد الإنسانية.

المذبحة الأولى، كانت في رمضان 2012، عندما جلس الجنود في مكان خدمتهم بأحد كمائن رفح، على مائدة الإفطار، منتظرين أذان المغرب، ولم تمض إلا دقائق معدودة، واختلطت الدماء والأشلاء بالطعام، فقتل الإرهاب 16 مجندا في رمضان، في مجزرة، عرفت إعلاميا بمذبحة “رفح الأولى”، التي كانت عدوانا غاشما، ممن يتخذون الدين ستارا لأفعالهم.

أما الثانية، فكانت قبل دقائق من أذان مغرب 21 رمضان 2014، عندما فاجأ مسلحون الكتيبة رقم 14 بمنطقة “الدهوس” بمنطقة الكيلو 100 في المنطقة الواقعة بين واحة الفرافرة والواحات البحرية، وكانت الحصيلة استشهاد 15 مجندا.

عامان، والمذابح مستمرة في شهر رمضان بيد آثمة، تأبى أن تترك الشهر الكريم، بدون إثم أو عدوان، فبدلا من أن تستقبل مصر العيد بثياب الفرحة، ترتدي الكفن، وتودع نعوش شهدائها، بدموع تغمر عين أمهات باكيات على أولادهن، وحسرة آباء منكوبين، عزائهم الوحيد أن أبنائهم الشهداء، يطوفون بأرواحهم في الجنة.

الوطن