الأخبار

إحنا بتوع الحضارة!

 

74

 

عاش العرب قديما على أنهم مقاتلو البر بلا منازع، حيث السيوف والخيول والمشاة ورمال الصحراء، أما إذا انتقلنا إلى القوة البحرية فستجد أمما أخرى غربية، كفرنسا مثلا، تميَّزت بأساطيلها البحرية، وكانت لها الغلبة ما دامت المعركة تدور فى ملعبهم.. البحر.

فى عام 1250 تم أسر لويس التاسع بعد أن أتى بحملته الصليبية إلى مصر، لكن طموحه تحطَّم على صخرة مدينة المنصورة التى أسرته فى دار ابن لقمان، كان لويس التاسع يحتمى بأسطوله البحرى ويعرف أنه ملك البحار، بينما أهل مصر ينتظرون حربا على الأرض، ولكن أهل مصر هزموه بعد أن أمطروه بقذائفهم المشتعلة، وبخدع بسيطة استدرجوا جيشه بعد أن خدعوه بانتصار زائف فنزل إلى الأرض لينتصر المصريون.

فى عام 1798 وصلت سفن نابليون بونابرت بنفس الطريقة إلى شاطئ الإسكندرية، لكن -مع الأسف- الوضع كان مختلفا، فبالنسبة إلى فرنسا فقد طوَّرت نفسها، فأتت هذه المرة بالبنادق، وبقدرتها على الحرب فى البحر بأسطولها المحارب، وعلى الأرض بالخيَّالة البالغ عددهم 20 ألفا، وبالنسبة إلى مصر فقد احتفظت بسمعتها وتاريخها ونضالها دون أن تهتم بتطوير نفسها لا بحرا ولا برا، فحتى على الأرض كان عدد الخيَّالة المماليك نحو 60 ألفا أى 3 أضعاف الفرنسيين، إلا أنهم هُزموا شر هزيمة فى معركة الأهرام أمام الفرنسيين الذين استخدموا قوتهم وعبقرية نابليون الحربية فى الفوز، فلا نحن طوَّرنا قوتنا، ولا طوَّرنا ذكاءنا!

التاريخ مهم بالطبع، لكن الحفاظ على الجغرافيا أهم.. جميل أن نذكر حضارتنا وتاريخنا المشرّف وانتصاراتنا المبهرة، لكن الأجمل أن نبحث عن التطوير اللازم لنواكب هذه الثورة الحديثة عسكريا واقتصاديا وإداريا وسياسيا فى كل أنحاء العالم المتقدِّم، فالنصر لمن يهتم بحاضره لا بمن يقبع فى بدروم تاريخه!

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى