الأخبار

تزور مشروع “دهشور” للإسكان الاجتماعي

41

قبل 18 شهرًا فقط، كانت هذه البقعة التي تتسع لنحو 220 فدانًا صحراء قاحلة موحشة، تتباين تضاريسها كل بضعة أمتار وتحوي قمامة في بعض منها، لكنها اختيرت لتكون ضمن مشاريع الإسكان الاجتماعي الذي تتضافر من أجله عدد كبير من الشركات العامة والخاصة والقوات المسلحة، للتحول بعد عام ونصف إلى بنايات متناسقة تقف إلى جوار بعضها في صفوف منتظمة لا مسافات متفاوتة بينهما ولا واحدة أفضل من غيرها.. لم يكن بناء مشروع الإسكان الاجتماعي بدهشور في مدينة 6 أكتوبر الذي افتتحه الرئيس السيسي قبل ثلاثة أيام، بالأمر السهل، بالنسبة إلى العميد يحيى أحمد سليمان مدير المشروع الذي تكلف بالإشراف على إنشاؤه واستلامه، كانت هناك معوقات كبيرة وعديدة بدأت حتى في التعامل مع المدنيين الذين اعتادوا على الراحة، بينما الحياة العسكرية التي اتسمت بالعمل المتواصل والقاسي.

مدير المشروع: كان العمل متواصلا لإنجاز 1608 شقة بكامل الخدمات اللازمة للمعيشة

يشرح “سليمان” تفاصيل المشروع الأكبر ضمن برنامج الإسكان الاجتماعي بأنه استغرق عام ونصف من العمل المتواصل وصل في بعض الأحيان إلى 24 ساعة في اليوم، خاصة في ظل ضغط كبير بتسليم المشروع في وقت قياسي، مشيرًا إلى أن المشروع شمل 667 عمارة بإجمالي 1608 وحدة سكنية، والعمارة الواحدة لها طابق أرضي و5 طوابق علوية، في كل طابق 4 شقق بمساحة 88 مترًا للشقة الواحدة، وتتكون كل شقة من 3 غرف منفصلة وريسبشن وحمام ومطبخ و2 بالكون، موضحًا أنه تم تصميم المشروع على أن تكون كل شقة لها نصيب من الوجه البحري، إضافة لتخصيص بالكون يطل على الداخل لنشر الملابس بعد غسلها وليست تكون مواجهة إلى الشارع الرئيسي، حفاظًا على الشكل العام للمشروع والمجمع السكني، لافتًا إلى أن كل عمارة لها نصيب من “بارك” السيارات ولها موضع لسلال القمامة في الجوانب وليس أمام العمارة.

ويضيف عميد القوات المسلحة، أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تسلمت المشروع حينما كان أرض قاحلة ذات تضاريس قاسية، وقامت بعمل الميزانية الشبكية للأرض حتى يتساوى المسطح الأرضي، ثم التقسيم والتوزيع على الشركات المنفذة للمشروع، مشيرًا إلى أن عدد الشركات التي نفذت المشروع بلغت 74 شركة بينهم 10 شركات قطاع عام، وتم توزيع التكليفات وفق حجم كل شركة، موضحًا أن شركات كبرى ساهمت في المشروع بينها شركة المقاولون العرب، والبناء تم على 25% فقط من مساحة الأرض، وخصص باقي المساحة للطرق والمشاريع الخدمية والمتنزهات والمساجد، متابعًا: “لدينا منطقتين خدمات رئيسية، كل منطقة عبارة عن مجمع مدارس ونادي فيه 3 ملاعب وصالة جيم وكافيتريا ومسجد يسع لـ1064 مصلى، ومصلى للسيدات ودار مناسبات، وأيضًا طريق رئيسي يحيط بالمشروع من خارجه لسهولة التنقل بدلًا من الالتفاف في الشوارع الداخلية للمشروع”، قائلًا إن المشروع به 10 مناطق خدمية أخرى في كل واحدة منها مجموعة محلات بلغت 20 محلًا ومخبز واحد وحضانة أطفال ومسجد لـ400 مصلى ومصلى للسيدات، موضحًا أن كل وحدة منها تخدم ما بين 50 إلى 80 عمارة، والخدمات وضعت في الاعتبار المعاقين، وصممت لهم في مدخل العمارة منزل ومصعد للكراسي المتحركة، وتخصيص الأدوار الأرضية لذوي الإعاقات.

العميد يحيى أحمد: وجدنا صعوبة في التعامل مع العمال المدنيين.. والخدمات وضعت المعاقين في الاعتبار

واستطرد العميد يحيى: “وفرنا المرافق من مياه وكهرباء وصرف صحي، وخاطبنا شركة الغاز لكنها تنظر وجود السكان ولكننا في الأولوية”، مشيرًا إلى أن المشروع تستلمه وزارة الإسكان وهي من تقوم بتشغيله وتسليم الوحدات السكنية للمستحقين، مشيدًا بالمشروع لتوفيره عدد كبير من العمالة بلغ أكثر من 30 ألف عامل مباشر و60 ألف بطريقة غير مباشرة، مفسرًا ذلك بأنه لو كل وحدة سكنية يعمل فيها شخصان فإن المشروع سيتيح فرصة العمل لأكثر من 30 ألف بخلاف السائقين والمصانع التي تنتج مواد البناء والخامات اللازمة.

ويقول المهندس علاء الدين حسن (54 عامًا – ممثل شركة المقاولون العرب أكبر الشركات التي كان لها نصيب عمل في المشروع)، إنه يعمل في الشركة منذ 28 عامًا، وهذا المشروع كان أكثر المشاريع انجازًا في الوقت مع مشروع مصنع أسمنت بني سويف، مشيرًا إلى أن الشركة كانت توظف 3 ورديات للعمال ليكون العمل في المشروع 24 ساعة يوميًا خاصة في الأربعة أشهر الأخيرة قبل تسليمه، موضحًا أن العمال كانوا منهكون من كثرة العمل لكنهم كانوا يشعرون بأن هناك انجاز يتحقق، وكافة المعوقات كان يتم التغلب عليها.

مهندس “المقاولون”: التركيز على السجادة الحمراء وتجاهل الإنجاز الكبير ظلم في حق كل من شارك في المشروع

ويشير “علاء الدين” إلى أن المعوقات التي كانت تواجه الشركة والعمال هي المياه والكهرباء، وكانت الشركة وحدها توفر 18 مولد كهرباء للعمل ليلًا، والاستعانة بـ4 كونتنر للمياه الواحد فيه 24 متر مكعب من المياه ليتم إنجاز المشروع في الوقت المطلوب، مضيفًا أن شركته تولت بناء 50 عمارة بإجمالي 1200 شقة، إضافة إلى الخدمات في 10 دوائر كل دائرة تشمل مسجد يتسع لحوالي 1600 مصلى، إضافة إلى حضانة ومسجد ومحلات وفرن لكل دائرة، وكذلك 2 مول تجاري و3 ساعات رياضية، متابعًا: “هذه المنطقة التي بنيت تسمى بحي البنفسج، عرض الشارع في هذا المشروع 12 مترًا، مزودًا بحدائق جانبية بين كل عمارة والأخرى، والشقق في غاية الجمال من حيث التقسيم والتنسيق”، منوهًا بأن الشركة كانت توفر للمشروع يوميًا 1100 عامل، ونفذت مشاريع مماثلة لهذا المشروع ولكن استغرق 3 أضعاف وقت هذا المشروع، واصفًا إياه بـ”المعجزة”.

علاء الدين حسن: كنا نعمل 3 ورديات ليكون العمل 24 ساعة.. والمشروع به مجمع مدارس ومولات تجارية ونوادي

وانتقد “علاء الدين” الحديث عن السجادة الحمراء التي تداولتها بعض الصحف، وإغفال ما تم إنجازه، موضحًا أن السجادة ليست كما قيل، والمسافة التي تم الإعلان عنها غير منطقية وهي 4 كيلو متر، قائلًا: “إزاى السجادة 4 كيلو والمشروع نفسه طوله 2600 متر فقط، الناس بقت بتدور على الحاجة الوحشة وتزيف الكلام”.

وتجولت “الوطن” لتتبع أثر السجادة الحمراء التي عثر على بعض منها على الأرض لا تزال ملصقة، وشملت المنطقة التي افترشت فيها السجادة مسافة نحو 320 مترًا فقط، هي المسافة بين المهبط الذي هبطت فيه الطائرة الهليكوبتر التي أقلت الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الموقع، وبين الشقة السكنية التي زارها الرئيس خلال افتتاح المشروع في حي البنفسج.

وعلمت “الوطن”، أن الطبقة الحمراء التي افترشت ليست سجادة كما هو معروف، ولكنها نوع من الموكيت يدعى “لباد” يوضع أسفل السجاد في المساجد والاحتفالات ليكون هناك خشونة بين الأرض والسجاد المفترش لضمان ثباته وعدم إزاحته، وثمنه بضع جنيهات للمتر الواحد، والسجاد المفترش كان بعرض 6 أمتار في 320 مترًا فقط، بحيث لن يبلغ ثمنه سوى بعضة آلاف من الجنيهات، وليس مئات الآلاف كما تم تداوله في الصحف والمواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي.

بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"
بالصور| "الوطن" تزور مشروع "دهشور" للإسكان الاجتماعي وتكشف حقيقة "السجادة الحمراء"

الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى