الأخبار

كواليس تنحي مبارك على لسان قادة النظام

 

180

عتبر تنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك من اللحظات التاريخية، التي تعد محورية في تاريخ البلاد، فالبعض يعتبرها خطوة جيدة للخلاص من الظلم والقمع وآخرون يرون أنها أسوء لحظة في تاريخ مصر لانها فتحت الباب أمام الفوضي والاضطراب .
“تنحي مبارك” هي لحظة توقف عندها التاريخ وسجل أحداثها التي سعي إليها ملايين المصريين وراح ضحيتها مئات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل القضاء علي فساد ظل يدمر مصر 30 عامًا.
وتضاربت كواليس خطاب التنحي على لسان قادة نظام مبارك منهم الدكتور حسام بدراوي رئيس الحزب الوطني المنحل الذي صرح بأنه صاحب فكرة التنحي، واللواء عمر سليمان الذي استبدل كلمة “تنحي” بكلمة “تخلي”، والمشير طنطاوي الذي رفض أن يلقي خطاب تنحي مبارك عن الحكم، وغيرهم.

عمر سليمان والتنحي

أجرى اللواء عمر سليمان حديث مع مبارك فعندما طلب منه التنحي قال له مبارك “لماذا أتنحى وقد نقلت لك كل الاختصاصات، ولكن سليمان أكد له أن الوضع خطير ولكن في النهاية وافق مبارك”.
وأستبدل سليمان كلمة “تنحي” بكلمة “تخلي” عن الحكم لما رأي في ذلك من مصلحة عامة، وسأل عمر سليمان مبارك عما إذا كان يريد حصانة قضائية ولكنه رفض قائلا “حصانة قضائية ليه أنا معملتش حاجة”، مضيفا أنه عندما سأله سليمان عن رغبته فى السفر إلى أي بلد آخر، رفض أيضا قائلاً “أنا عشت فى البلد دي وهموت فيها”، وكان مطلب مبارك الوحيد عدم إذاعة البيان إلا عقب مغادرة أسرته.
وكانت سوزان مبارك رافضة فكرة الرحيل عن القصر الرئاسى قائلة “ده بيتى”، ولم تكن تعلم حينها باتخاذ مبارك قرار التنحي.
وبالفعل لم يتم تسجيل البيان إلا عقب اقناعها وجمال مبارك بالسفر إلى شرم الشيخ، وأن سوزان مبارك فوجئت بخطاب التنحي، وثارت وغضبت مخاطبة مبارك قائلة “اداهم ورقة هيعملوله مشاكل بيها”.

طنطاوى رفض تلاوة البيان

قال مصدر مقرب من الرئاسة فى هذه الفترة، أنه فى مقر وزارة الدفاع عرض اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء آنذاك، على المشير مسألة إدارة شئون البلاد فى هذا الظرف العصيب، ولم تكن هناك رغبة للمشير فى هذا الأمر، وطلب منهما أن يعرضا الأمر على المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وعاد المشير طنطاوي، وطلب من عمر سليمان، التحدث للرئيس مبارك ليبلغه أن الظروف تقتضي تنحيه عن الحكم؛ وتمت صياغة البيان الذي قرأه على مبارك تليفونيًا.
وأضاف المصدر أن المشير طنطاوي رفض أن يتلو هذا البيان وترك الأمر للنائب عمر سليمان، وسجلت الكاميرات البيان الأخير فى حكم مبارك، وكان الرجاء الوحيد من الرئيس الأسبق أن تتم إذاعة البيان بعد مغادرة أفراد أسرته جميعًا القصر الرئاسي.
ولفت المصدر المقرب إلى أنه قبل الرحيل نشبت حرائق كبيرة فى ملفات وأوراق فى القصر بأوامر من زكريا عزمى، لا يعرف أحد مدى طبيعتها، وما تحتويه من أسرار، وما إذا كانت خاصة بالعائلة أو بأمور سياسية سارت عليها الدولة طوال ثلاثين عاما مضت من عمر مصر.

سيناريو التنحي على لسان بدراوي

كشف الدكتور حسام بدراوي، رئيس الحزب الوطني المنحل، تفاصيل اللحظات الأخيرة لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤكدًا أنها شهدت صراعًا بين جبهتين، الأولى كانت تؤيد خروج الرئيس في إطار من الشرعية بنقل السلطة لنائب الرئيس، والجبهة الثانية تصمم على الإبقاء عليه.
وأضاف بدراوى أنه طرح على اللواء الراحل عمر سليمان نائب الرئيس الاسبق، فكرة خروج مبارك، من خلال خطاب للرئيس يتضمن ثلاث نقاط، الأولى طرح التعديلات الدستورية التي قامت بها لجنة تعديل الدستور خلال 15 يومًا، والثانية إعلان الرئيس إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد الاستفتاء على الدستور، أي خلال 60 يومًا، والأخيرة أن يتضمن خطاب المخلوع تأكيدًا على تنحيه عن السلطة وخروجه من المشهد السياسي وعائلته، منوهًا إلى أن اللواء عمر سليمان وافقه على هذا الطرح والمشير طنطاوي.
وأردف بدراوى، أن اللواء عمر سليمان قرر التعامل مع مبارك  كرجل عسكري أى لا يمكنه أن يقول للقائد أخرج، كي يقود هو بدلاً منه، موضحًا أن سليمان قال له “أنت الوحيد القادر على أن تقول ذلك للرئيس”.
وتابع بدراوى، أنه عرض على اللواء عمر سليمان، أن يدعو لاجتماع يضم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ونائب رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الوطني وطرح الفكرة فيه، ولكن سليمان طرح عليه بديلاً هو أن يدخل على مبارك مكتبه ويطرح عليه ذلك بشكل مباشر نظرا لمعرفته بشخصية مبارك ، التى تقول إنه سيكون أكثر تركيزًا واستعدادًا لقبول هذا الحل خلال اجتماعه معه منفردًا.
أكد رئيس الحزب الوطنى المنحل، أن اللواء عمر سليمان أبلغ مبارك بالحل وأنه بعد اجتماع لمدة ساعتين اقتنع بهذا الحل، موضحًا أن مبارك أكد له استعداده لتسليم السلطة، ولكنه قال له خروجي الآن يعني أن حكم البلاد سيذهب إما للحاكم العسكري، أوالحاكم الديني، المتمثل في الجماعات الإسلامية المتطرفة وكلا الطرفين لن يتركا الحكم أو تسقط البلاد في بحر من الفوضى.
وشدد بداروى على أنه على يقين أن الولايات المتحدة كان لها دور بارز في إجبار الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي، إلى جانب الضغوط الشعبية، لافتا إلى وجود ترتيبات في هذا الصدد بين جماعة الإخوان المسلمين والإدارة الأمريكية.
الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى