الأخبار

تقرير المعاينة المبدئية لحادث «ظلام ماسبيرو»

 

98

حصلت «الوطن» على تقرير لجنة المعاينة المبدئية لمبنى ماسبيرو، أمس، التى شُكلت لرفع تقرير لمجلس الوزراء عن سبب فصل التيار الكهربائى لمدة ساعة، أمس الأول، فى سابقة هى الأولى منذ إنشاء المبنى عام 1960، وشمل أعضاء اللجنة أساتذة متخصصين فى هندسة القوى الكهربائية.

وكشف التقرير عن أن المسئولية تقع على عاتق مسئولى الإدارة الفنية ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وليست شركات الكهرباء، مشيراً إلى أن الأخيرة ينتهى علاقتها بالتغذية الكهربائية لمبنى التليفزيون بالتغذية الخارجية للمبنى، وليست للوحات الداخلية المسئولة عن توصيل التيار للمبنى.

«شاكر» لرئيس الوزراء: «لا علاقة لشركات الكهرباء بظلام ماسبيرو».. و«الحنفى»: عطل فنى تسبب فى فصل التيار

وأشار التقرير إلى أن السبب الرئيسى فى فصل التيار هو احتراق لوحة الكهرباء الداخلية للمبنى، وهى اللوحة الأصلية التى بدأت مع عمل المبنى منذ الستينات، أى منذ 55 عاماً، ما يؤكد انتهاء العمر الافتراضى لها دون محاولة الإدارة الفنية التابعة لماسبيرو تجديدها أو تغييرها، أو صيانتها بشكل دورى.

ونوه التقرير إلى أن مبنى ماسبيرو شهد حادثاً منذ عدة سنوات داخل غرفة التغذية الكهربائية، وأوصت لجنة شُكلت فى هذا الوقت بإزالة ما يقرب من 20 كابلاً كهربائياً من داخلها، إلا أن أحداً لم يهتم ما يؤكد إهمال الإدارة الفنية التابعة للمبنى باتباع تعليمات اللجان الفنية. وعلى صعيد متصل، قطع الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، والمهندس جابر دسوقى، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، زيارتهما أمس الأول للمملكة العربية السعودية لمتابعة تكليف مجلس الوزراء بكتابة تقرير عن حادث «ظلام ماسبيرو»، وكان من المقرر مناقشة عدد من الملفات مع الجانب السعودى فيما يتعلق بالربط الكهربائى بين البلدين. وحصلت «الوطن» على أهم النقاط التى تضمنها تقرير «الكهرباء» لـ«مجلس الوزراء»، والتى تفيد بأن انقطاع التيار عن المبنى القديم للتليفزيون وقع فى تمام الساعة 4.55، مساء أمس الأول، واستمر لمدة 35 دقيقة فقط، واتضح أنه نتج عن عطل داخلى بالمبنى ولا علاقة له بشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، وتزامن الحدث مع وقوع ذبذبة بخروج لحظى للدائرة 220 كيلو فولت توليد شمال القاهرة، وهليوبوليس.

رئيس مصلحة الكهرباء الأسبق: «الحادث مسئولية التليفزيون من الألف للياء.. وتقادم لوحة الكهرباء إهدار للمال العام»

وتبين أن العطل يرجع إلى تعطل الشاحن الرئيسى DC والبطاريات بمبنى التليفزيون القديم، ما أدى لعدم دخول الخط الاحتياطى -عدم تشغيل المولدات الاحتياطية- ومن ثم انقطاع التغذية الكهربائية عن استوديوهات الهواء والمحطات الرئيسية.

من جانبه، نفى المهندس أحمد الحنفى، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، فى تصريحات لـ«الوطن» تسبب أى أعمال تخريبية فى فصل التيار، مشيراً إلى أن إجمالى الأحمال التى تغذى المبنى تقدر بـ٥ ميجاوات، موضحاً أن عطلاً فنياً داخل دائرة التغذية الاحتياطية تسبب فى فصل التيار.

وتوجه فريق عمل مشترك، من شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء وفنيى التليفزيون بالمبنى وقت وقوع الحادث، أمس الأول، بعمل اللازم وتوصيل تغذية دوائر التيار المستمر من مصدر بديل وتشغيل اللوحة الأوتوماتيك، وتأمين التغذية الكهربائية، والدفع بماكينات الطوارئ -المولدات الاحتياطية- التابعة لشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء لحين التأكد من إصلاح العطل بشكل كامل وعودة الأمور إلى طبيعتها. يُغذى مبنى ماسبيرو من خلال ثلاث محطات محولات، هى: «السبتية القديمة، والجديدة، ومحطة معروف»، ويحوى المبنى ثلاثة موزعات وعدد أربع لوحات حلقية، علاوة على المولدات الاحتياطية.

من جانبه، علق الدكتور طارق شرف، رئيس مصلحة ميكانيكا الكهرباء الأسبق، وأستاذ تخطيط نظم القوى الكهربائية بجامعة القاهرة، قائلاً: «ظلام ماسبيرو مسئولية التليفزيون من الألف للياء.. وتقادم لوحة الكهرباء إهدار للمال العام»، مشيراً إلى أن مسئولية شركات الكهرباء تنتهى بالتغذية الخارجية للمبنى فحسب، مثلما يحدث مع المشتركين فى حال احتراق لوحة التشغيل بالمنازل. ووصف «شرف»، فى تصريحات لـ«الوطن» تراخى مبنى التليفزيون فى صيانة أو تجديد اللوحة الرئيسية للتغذية الكهربائية منذ الستينات بـ«الإهمال»، خاصة أن مسئولية الصيانة والتجديد للوحات الكهرباء تقع على عاتق الجهات الحكومية أو المشتركين وليس الشركات، موضحاً أنه كان من المفترض أن يتعاقد التليفزيون مع شركة، لعمل الصيانات الدورية للوحات الكهرباء، أو التعاقد مع شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء لتولى مهام الصيانة.

وقال رئيس مصلحة ميكانيكا الكهرباء الأسبق: «الكهرباء أهم من 40 ألف موظف داخل مبنى ماسبيرو»، موضحاً أن توفير التغذية الكهربية المطلوبة داخل المبنى أهم من الموظفين باعتبار أنه دونها لن يستطيع أحد العمل داخل المبنى، مشيراً إلى أن ما وقع، مساء أمس الأول، يظهر التقصير والإهمال فى متابعة التغذية الكهربية داخل المبنى، لافتاً إلى أن الإدارة الفنية عجزت فى توفير فنى كهرباء يتابع حالة التغذية من بين عشرات الآلاف من الموظفين بها، مطالباً رئاسة مجلس الوزراء بمعاقبة رئيس القطاع الفنى ورئيس التليفزيون لفشلهم فى توفير تغذية كهربائية بديلة لماسبيرو.

رئيس قطاع الأخبار: «لا أستبعد وجود أيادٍ تعمدت تسويد شاشة التليفزيون الحكومى»

من جانبه، قال مصدر حكومى، إن عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أرسل تقرير الأزمة إلى المهندس إبراهيم محلب، أمس، متضمناً تفاصيل الواقعة، وتوضيحاً لملابساتها من بدايتها وحتى عودة البث؛ وذكر التقرير أنه فى الساعة الخامسة حدثت هزة على خط ماسبيرو المغذى للمحطة الرئيسية، أعقبها احتراق فى وحدة التغذية بالكنترول الخاص بوحدة التحكم العمومية المغذية للضغط المتوسط والمنخفض مما تسبب فى عدم إمكانية التحكم الكامل فى خلايا الضغط المتوسط والضغط المنخفض، موضحاً أن البث عاد مجدداً بعد 35 دقيقة بعد نقل الإشارة الكهربائية للمحولات العادية، فى حين أنها كانت من المفترض ألا تتجاوز المدة 15 دقيقة.

يأتى ذلك، فى الوقت الذى قالت فيه صفاء حجازى، رئيس قطاع الأخبار لـ«الوطن»، إن ما حدث «إهمال»، مشيرةً إلى أن البطاريات الخاصة بالمحولات العادية «قديمة» ولم يتم تحديثها، مما تسبب فى تأخير عودة الإرسال، قائلة: «فى وسط كل هذه الأجواء.. لا أستطيع أن أنزع الشك من إمكانية وجود أيادٍ متعمدة وراء تسويد شاشة التليفزيون الحكومى».

 

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى