الأخبار

بطرس غالي يكشف «عورات أمريكا والأمم المتحدة»

11

«5 سنوات في بيت من زجاج»، كتاب للراحل الدكتور بطرس غالي ، أمين عام الأمم المتحدة الأسبق، كشف الكثير من خفايا الأمور التي لايعلمها كثيرون خلف جدران المنظمة الدولية. صدر الكتاب، عن مركز الأهرام للترجمة والنشر عام 1999 وهو كتاب كاشف وجرئ ويعرض للكثير من الوقائع في كواليس المنظمة الدولية بشجاعة ومكاشفة ومراجعة وجرأة.

وكان بطرس بطرس غالي الأمم المتحدة حين جاء أمينا عاما كأمين عام في ‏3‏ ديسمبر‏1991‏ كان أشبه بالحدث الملفت محليا وعالميا وبين الاحتفاء العربي والتخوف من بعض دول الغرب هي الذبذبة السياسية السائدة إلي حين وعند قاربت فترة أمانته علي الانتهاء ساور البعض اعتقاد هو أشبه باليقين أنه لن يختار مرة أخري وبالأخص بنزوع أمريكي وبعض من الدول الحليفة لإسرائيل.

ورغم ذلك كان خروجه في 1996‏ مثار حديث الناس في الشرق والغرب وأثار نفس الأثر الذي قوبل به حين جاء أمينا. والمدهش ومن قبيل الشفافية مع النفس ومع الآخرين كان بطرس «غالي»، قال إنه لم يكن يحلم بهذا المنصب‏,‏ وكان أعلى ما يحلم به هو تولي منصب رئاسة منظمة «يونيسيف»، وها هو يجد نفسه مختارا في أرفع منصب عالمي‏,‏ وخالجه شعور أنه سيستطيع أن يدفع ببعض ماكان يحمل به من أفكارلهذه المنظمة غير أنه اكتشف علي حد تعبيره أنه دخل عش الدبابير.

وكان أول صدام وقع بينه وبين أمريكا التي نجحت في نهاية المطاف بما تملكه من تأثير ونفوذ علي سائر الدول الأعضاء في إقصائه ولم يتم التجديد له لولاية ثانية. هذا وغيره أورده الراحل في كتابه المهم يكشف التفاصيل الحقيقية وأصحاب النفوذ الحقيقيين في المنظمة الدولية وكذلك الإملاءات الأمريكية علي إدارتها وقراراتها مما يشي بعدم حيادية المنظمة بل وفشلها إزاء تحقيق عدالة دولية حقيقية والكتاب يقع في ثمانية فصول ويكشف عما يجب أن يكون من مباديء واخلاقيات ورسالة للمنظمة الدولية بل وللعلاقات الدولية ذاتها‏،‏ وبين الواقع بكل تعقيداته ودور العوامل الشخصية في تحريك السياسات والمواقف للدول‏وقال غالي أنه كان من المتوقع أن تفعل مع أي شخص آخر ما فعلتهأمريكا معه حتي أن سؤاله في العشاء الأخير مع أولبرايت وهو يجمع أوراقه للرحيل كان ما هو السبب الحقيقي في العداوة الأمريكية لهورغم أن أولبرايت أكدت له أن ذلك لم يكن لاعتبارات شخصية‏,‏ إلا أنها تهربت من السبب الحقيقي وهو ما كشفه غالي في مواضع أخرى. وكانت محاولات الإقصاء الأمريكية له ظاهرة غير خافية علي أحد وقد ذكرها رغم حصوله علي تأييد‏14‏صوتافي مجلس الأمن ‏(‏واعترضت أمريكا مستخدمة حق الفيتو‏) وكانت هناك عداوة أقرب إلي الشخصية بينه وبين مسؤولي الإدارة الأمريكية.

ويتصدي الكتاب لقضايا كبرى اختارها بوصفها الأكثر جدلا، وأظهرت حجم المشكلات التي تواجه الأمم المتحدة‏,‏ كما عرض لموقفه الصارم، من مذبحة قانا الذي أغضب إسرائيل وأمريكا‏، كما عرض لأفكاره في إصلاح الأمم المتحدة إداريا ووسائل حل أزمتها المالية والمؤتمرات العالمية الكبرى، التي عقدت في عهده وتتعلق بالبيئة والمرأة والسكان وحقوق الانسان والتنمية الاجتماعية‏ وأيضا خطته للسلام وللتنمية والديمقراطية وقد أدان الولايات المتحدة في مواقفها من البوسنة والصومال ورواندا.‏

‏ ويقول غالي إن أمريكا وبعض الدول الكبرى في مواجهة المشكلات الصعبة تكتفي بالمواقف الظاهرية الصاخبة‏وتزج بالأمم المتحدة في أتون المعارك دون أن توفر لها القوة الحقيقية ولا المال اللازم ‏ورغم حضور النعرة التشاؤمية إلا أن غالي يبدي تفاؤله بأن اقوي العظمي ظاهرة عابرة‏,‏ وأن العولمة ظاهرة دائمة في قادم الأعوام لكن الأمم المتحدة تظل المنظمة الأجدر بحل هذه المشكلات إذا حظيت بتأييد ودعم أمريكي حقيقي.

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى