الأخبار

عمليتان انتحاريتان في مسجدين

25

بعد مرور أيام معدودة، تلقت المملكة العربية السعودية، ثاني الضربات الإرهابية التي بدأت تعصف بها، دون سابق إنذار، حيث كان أولها العملية الانتحارية التي استهدفت مسجدًا في بلدة “القديح” في محافظة القطيف، أدى لسقوط 22 قتيلاً، فيما تجاوز عدد المصابين 100 فرد، واليوم، تكرر الحادث الانتحاري ليستهدف المصلين أثناء صلاة الجمعة ليسقط ضحيته 4 قتلى بمسجد “العنود” في مدينة الدمام، ليكون القاسم المشترك بين المسجدين هو كونه تابعًا لـ”الشيعة”.

وقال الدكتور مالك عوني، مدير تحرير مجلة السياسة الدولية، والخبير في الشؤون العربية، إن انتشار الطائفية والصراعات الدفينة الناتجة منها، والتي تتناقل في العقول داخل الأراضي السعودية، هو ما يسمح لتنظيم “داعش” بأن يتغلل داخل المواطنين، حيث يسعى التنظيم إلى دعم وجوده داخل المنطقة العربية، ليكون هو السبب الرئيسي وراء تلك العمليات الإرهابية.

 

وتابع “عوني” قائلاً، في تصريح لـ”الوطن”، إن المملكة السعودية مستهدفة من عدة جهات دولية تسعى إلى الضغط عليها لمساومتها فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية الأخرى كالملف السوري والعراقي واليمني، مرجحًا أن يكون لجماعة الحوثيين باليمن تأثير غير مباشر في هذه التطورات.

وأضاف الخبير في الشؤون العربية أن على السعودية السعي لطرح استراتيجية إقليمية للحد من الإرهاب، على أن تقوم على أساس وطني وليس طائفي، يشمل كل الفئات في الوطن العربي المعني بهذه الأزمة، مشيرًا إلى أن اجتماع الرياض الأخير لم يؤتِ ثماره لتغييب العديد من الجهات الممثلة للطوائف الدينية والعربية عنه.

ورجَّح “عوني” أن تستمر العمليات الإرهابية في السعودية بشكل أكثر جسامة وخطرًا من المرات السابقة، وهو ما يجب أن يقابله المزيد من الانفتاح السياسي لمنع تأثير الأطراف التي تسعى لزعزعة الاستقرار السعودي، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الرياض عمليات إرهابية حيث نفَّذ تنظيم القاعدة عددًا كبيرًا بها في عام 2005.

 

وهو ما أكده الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والمتخصص في الشأن العربي، بقوله إن السعودية تتعرَّض لموجة من عمليات العنف السياسي في الداخل، نتيجة أعوام طويلة من التشدد والتطرف الذي يمارسه عدد من رجال الدين بالمملكة، وهو ما كوَّن عداءًا شديدًا وكراهيةً لتجاه الشيعة يفوق اليهود.

وتوقع سلامة حدوث المزيد من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة من الممكن أن تنال من دول الخليج أيضًا، التي من شأنها التأثير على سمعة قوة المملكة على المستوى الدولي.

وأكد أن على السعودية أن تتخذ إجراءات أمنية سريعة لتأكيد قدرتها على السيطرة، بجانب قمع أصوات الشيوخ المتطرفين التي تبث العنف بين المواطنين، والاتجاه نحو تكريس التوحد الوطني لنشر التسامح والتوافق مع الجميع، فضلًا عن تعديل المناهج الدينية النابذة لمختلف الفئات.

ولفت رئيس وحدة دراسات الخليج إلى أن المملكة السعودية أصبحت تتخذ خطوات جادة إصلاحية نحو تحسين الأوضاع، تهدف إلى التأكيد على قيمة المواطنة والوطنية، في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي قال في أحد خطاباته إن “الوطن فوق الجميع”.

 

كما أوضح السفير أحمد أبوالخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تنظيم “داعش” الإرهابي، تكوَّن من أجل المنطقة العربية، ولتفتيتها وتقسيمها بحسب المخطط الأمريكي، كتنظيم القاعدة الذي فتك بأفغانستان، ويهدف إلى إثارة الفرقة الطائفية والمذهبية بين السعودين من السنة والشيعة، لإشعال الحرب بين الطائفتين لصالح أمريكا وإيران.

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق قائلاً إن العمليات الإرهابية التي تشهدها مؤخرًا تهدف إلى جر المنطقة العربية لحرب مذهبية، يجب على السعودية أن تنتبه لها، وعليها أن تعمل على ضرب مصادر الإرهاب الداخلي، لكونها أًصبحت مهددة من الجنوب لوجود الحوثيين، ومن الشرق لوجود الشيعة المتمركزين بها.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى