الأخبار

«حمير» الغربية في طريقها للانقراض

20

سادت حالة من السخط والفزع بين أهالي مراكز وقرى محافظة الغربية بعد انتشار  ظاهرة العثور على العديد من جثث الحمير مذبوحة وميتة ومنزوع أو مسلوخ جلدها بجوار العديد من الترع ومصارف المياه بقرى المحافظة.

وانتشر نوع جديد من الوظائف وهو “سمسار الحمير”، وتكون مهمته البحث عن الحمير النافقة والمريضة أو غير القادرة على الحركة وذبحها إذا كانت حية، وسلخ جلودها والاستيلاء عليها، علاوة على شكوى العديد من الفلاحين والمزارعين بقرى المحافظة من انتشار سرقة الحمير الخاصة بهم من أراضيهم الزراعية، ثم العثور عليها نافقة أو مذبوحة وملقاة في أحد المجاري المائية ومسلوخ جلدها ويترك اللحم والجثة.

كما اختفى العديد من الحمير الخاصة بالفلاحين بالقرى في الآونة الأخيرة نظرًا لضعف وقلة أسعار الحمير المستخدمة في الحقول الزراعية، ليقوم أصحابها بإبلاغ أقسام الشرطة وتحرير محاضر بسرقتها إلا أن ذلك أصبح ظاهرة كبيرة في قرى المحافظة.

وأكد شكري منصور، من أهالي قرية الدلجمون بمركز كفر الزيات، أنه في الأيام الحالية انتشرت ظاهرة غريبة ومثيرة للجدل وهي ظاهرة البحث عن الحمير النافقة والمريضة، فهناك أرقام تليفونات للاتصال في حالة العثور على حمار نافق أو مصاب بالشلل أو لا يصلح للعمل، مشيرًا إلى أن سائقي مركبات التوك توك يعملون مع هؤلاء السماسرة، حيث يقوم السماسرة بدفع مبالغ تتراوح ما بين 50 جنيه و100 جنيه للشخص المتصل، حسب حالة الحمار المبلغ عنه، وينقلون الحمار إلى أحد المصارف ويسلخونه وبعد الحصول على الجلد يتركون الجيفة بالمصرف (مصرف دنشواي) الموازي لطريق كفر الزيات- قصر نصر الدين، بعد الكوبري الدائري بـ100متر.

وكشف منصور أن هذا المصرف تنتشر به جثث الحمير النافقة والملقاة بالمياه ومنزوع ومسلوخ جلدها داخله، وفي بداية الأمر اعتقد أنهم يبيعونها كلحوم، ولكن بعد ذلك عرف أنهم لا يلزمهم سوى الجلود، والغريب أنه توجد حيوانات أخرى نافقه في نفس المصرف, مثل (حصان- جاموسة- كلاب) فوجدت هذه الحيوانات بجلودها وغير مسلوخة، لأنهم  لا يعنيهم إلا جلد “الحمير” بالأخص.. وليس بالضرورة أن يكون سليمًا أو بحالة جيدة، ويتم بيعه بسعر يبدأ من 300جنيه إلى 500جنيه.

وأشار ابن قرية الدلجمون إلى أنه قام بسؤال جزار مشهور بالقرية عن ثمن جلد الجاموس والأبقار، وأكد أن الأسعار تتروح بين 150جنيه و200جنيه للجلد الواحد, والغريب أن جلد الحمار الميت يصل إلى 500 جنيه على الرغم من صغر حجم جلد الحمار بالمقارنة بجلد البقرة، ويعتبر جلد الحمار من أردأ الجلود وليس له أي استخدام في مشغولات الجلود، ويعتقد أن جلود الحمير تستخدم في استخراج إحدى المواد التي تستخدم في صناعة الحلويات، وهى الجيلاتين، وأن هذه المادة تستخرج من جلد الخنزير وجلد الحمار الأقرب إلى ذلك، ونحن أمام كارثة، ويجب تحرك المسؤولين بدءًا بالطب البيطري والري والتموين، لضبط هؤلاء ومَن يقفون خلف ذلك.

 

وأضاف محمد عبد الخالق أن العديد من جثث الحمير النافقة يجدها العديد من الأهالي والفلاحون بالترع والمصارف مسلوخ جلدها بمصرف دنشواي الذي يبلغ طوله عشرات الكيلومترات.

ومن ناحيته أكد الدكتور مصطفى الشيخ مدير مديرية الطب البيطري بالغربية، أن المديرية لم تتلقَّ بلاغات بخصوص ذلك، وأن حديقة الحيوانات الوحيدة الموجودة بمدينة طنطا لا توجد بها حيوانات مفترسة تتغذى على الحمير أو تأكلها، وأن ذبح الحمير قد يكون في المناطق التي يوجد بها سيرك أو حدائق للحيوان بها حيوانات مفترسة تقدم الحمير لها في غذائها.

وما يتردد عن استخدام جلودها في تصنيع بعض المواد التي تدخل في صناعة الحلويات لا علم لنا به، وقد سمعناه سابقًا، ولا يعرف مدى صحته، ولا توجد أي بلاغات في الغربية بخصوص ذلك.

كما نفت الدكتورة ميرفت معروف، مدير إدارة الطب البيطري بكفر الزيات، ذلك، وأكدت أن المسؤولية تقع على أجهزة الري، لضبط مَن يلقون الحمير في المياه أو بقايا منها، و”نقوم بالتعامل مع أي بلاغات تأتي لنا من المواطنين وننظم حملات دورية على المزارعة”.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى