الأخبار

انسحاب أردوغان من احتفاليه يثير جدلا

197

 

اهتزت أنقرة أمس السبت بعد انسحاب رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان من حفل إحياء الذكرى السنوية ال 146 على تأسيس المحكمة الإدارية العليا على إثر انتقادات رئيس اتحاد نقابات المحامين متين فيزى أوغلو فى كلمته لمواقف حكومة العدالة والتنمية، حيث أثار الانسحاب ذهول الحاضرين وعلى رأسهم الرئيس التركى عبد الله جول ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال نجدت أوزال وكبار المسؤولين فضلا عن جدل كبير فى الأوساط السياسية حول الانسحاب.

وقال أردوغان، فى كلمة ألقاها فى افتتاح الاجتماع الاستشارى ال 22 لحزبه فى مدينة آفيون بوسط الأناضول، إن كلمة فيزى أوغلو رئيس اتحاد نقابات المحامين، لم تكن إلا خطابا سياسيا لا علاقة له بالمناسبة، مطالبا إياه بخلع عباءة المحاماة والنزول إلى ميدان السياسة وإثبات جدارته به.

ومن جانبه، أشار وزير العدل التركى بكير بوزداغ، فى تصريحات للصحفيين، إلى أن أردوغان كان محقا فى ردة فعله الغاضبة على كلمة فيزى أوغلو لأن الجانب السياسى طغى على القضائى فى كلمته أمس ، متهما فيزى أوغلو بالسعى لتحقيق أهداف سياسية.

أما فيزى أوغلو فقد أكد للصحفيين بعد التوتر مع رئيس الوزراء أن خطابه بناء ودستورى ولا يتضمن أية إهانة لرئيس الوزراء، موجها نداء إلى رئاسة المحكمة الإدارية العليا بأن تكون محايدة وتقرأ بتمعن الكلمة التى ألقاها فى الحفل بدلا من القول بأن الكلمة سياسية دون تدقيقها بشكل جيد.

يشار إلى أن المحكمة الإدارية العليا قد ذكرت فى بيان لها أمس أن كلمة رئيس اتحاد نقابات المحامين خلال الاحتفال بالذكرى ال 146 على تأسيس المحكمة تضمنت محتوى سياسيا وموضوعات إدارية قضائية ليست من اختصاصه فضلا عن تجاوزها المدة الممنوحة له.

أما سزجين تانرى كولو مساعد رئيس حزب الشعب الجمهورى ونائبه عن مدينة اسطنبول، فأكد أن التوتر الذى شهده الحفل هو أحد مظاهر النزعات الاستبدادية، مضيفا أنه لم يشهد تاريخ الجمهورية التركية انسحاب رئيس الوزراء من قاعة الاحتفال.

وأشار تانرى كولو إلى أنه كان على جول منع رئيس الوزراء أردوغان من مغادرة الحفل وإذا لم ينجح فى القيام بذلك كان عليه ألا يترك القاعة هو الآخر فموقف جول هذا غير لائق بمنصب رئيس الجمهورية، على حد وصفه.

وفى سياق متصل، أعرب أوكتاى فورال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية، عن استغرابه لموقف رئيس الوزراء أردوغان وأسلوبه المتبع الذى يعتبر فى نفس الوقت عدم احترام لرئيس الجمهورية لأنه لا يمكن لرئيس الوزراء التصرف بهذه الطريقة فى المكان الذى يتواجد فيه رئيس الجمهورية.

ومن جانب آخر، أشار حسيب كابلان نائب حزب الشعوب الديمقراطية الكردى عن مدينة شرناق، إلى أنه من المعتاد عليه فى الكلمات التى تلقى فى احتفالات الذكرى السنوية للمحكمة الدستورية والمحكمة الإدارية العليا بشكل عام أن تمتلئ بالانتقادات، معربا عن اعتقاده بأن الحكومة معتادة على هذا الأسلوب وهو أمر طبيعى فى المجتمعات الديمقراطية ومن المفترض أن يتحلى رئيس الوزراء بالصبر وسعة الصدر بدلا من الانفعال.

وكما هى عادة الصحف التركية، كانت هناك حالة من الانقسام ما بين صحف علمانية مناهضة لرئيس الوزراء أردوغان وصحف موالية له فى كل القضايا السياسية بالبلاد، حيث انتقدت صحف حرييت وراديكال وسوزجو ويورت وجمهوريت العلمانية موقف أردوغان بعد انسحابه من الاحتفال وتهجمه على رئيس اتحاد نقابات المحامين جراء انتقاداته لمواقف حكومة العدالة والتنمية بزعامة أردوغان.

وأكدت الصحف العلمانية أن أردوغان لا يتحلى بالصبر عندما يتعلق الأمر بانتقاده أو حكومته وهو ما قد يدفع البلاد إلى منعطف سلبى وخاصة فى الفترة التى يستعد فيها أردوغان لتولى منصب رئاسة الجمهورية، مشيرة إلى أن تاريخ الجمهورية التركية لم يشهد مثل هذا الحادث فضلا عن أن هناك أمورا سلبية شهدتها البلاد ولم يتحدث أو يتدخل فيها أردوغان ومنها القبض على العديد من كبار العسكريين ومحاكمتهم بطريقة خاطئة، وأن أردوغان يسعى للسيطرة على السلطة التشريعية بعد سيطرته على المؤسسة العسكرية ووسائل الإعلام.

أما الصحف الموالية لأردوغان مثل صباح وستار وينى شفق وعقد فقد أعلنت دعمها المطلق لأسلوب رئيس الوزراء من خلال الرد على رئيس اتحاد نقابات المحامين ومغادرة قاعة الاحتفال.

وأشارت الصحف المؤيدة لحكومة العدالة والتنمية إلى أن أردوغان وضع حدا للقضاة والمدعين الذين يحاولون بين الحين والأخر التدخل فى السياسة، ومنهم رئيس المحكمة الدستورية هاشم كلج، فى محاولة منهم لإظهار أنفسهم أمام الرأى العام التركى لترشيح أسمائهم لمنصب رئاسة الجمهورية، مضيفة أنه ينبغى على السلطة القضائية التركيز فى شؤونها القضائية فقط والابتعاد عن الشأن السياسى.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى