الأخبار

“شمال سيناء”.. رمال وحيدة على الشواطئ

 

47

سماء زرقاء، ومياه دافئة تبعث في نفسك الإحساس بالانتعاش ممزوجة بنسمات الهواء العليل، وشماسي متراصة بجوار بعضها البعض، يحتمي أسفلها آلاف السائحين الوافدين من مختلف محافظات مصر من حرارة شمسها، للاستمتاع بحبات رمالها الذهبية، في مشهد أقرب إلى كرنفال، وسط مرور الجمال التي يتهافت عليها المتواجدون لامتطائها وأخذ الصور التذكارية معها، بالتزامن مع تواجد بائعي الترمس والفريسكا، إضافة لمظاهر الاحتفال على كورنيش العريش والمساعيد اللذان لم يكنا يفرغان أيام الصيف والشتاء من الأمسيات الجميلة، وتجمعات الأسر والشباب، وإقامة حفلات الشواء.

قدري الكاشف، خبير التنمية المتكاملة لإقليم القناة وسيناء، يقول إن شاطئ شمال سيناء يبلغ طوله 180 كيلو ويبدأ من قرية بالوظة غرب العريش إلى مدينة رفح شرق العريش، مضيفًا أن السمة الغالبة على سواحل شمال سيناء، هي ارتباطها ببحر الرمال الشمالي الذي يبلغ حوالي 4000 كيلومتر، كما أن شواطئ سيناء تتميز بظاهرة الاتزان الحراري، وفقًا لدراسة لقياس طول الموسم السياحي في مصر ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا إلى أنه وجد أن ساحل شمال سيناء به ظروف مدهشة لإعطاء أطول موسم سياحي ما بين 6 إلى 7 أشهر، متفوقًا بذلك على ساحل الإسكندرية، من ناحية ظروف الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح وسطوع الشمس.

“شواطئ العريش التي كانت تعج بالآف السائحين، تجدها الآن خاوية، فليس بوسعك إلا أن تسمع صوت تلاطم الأمواج الصاخب في أيام الشتاء العاتية، الكورنيش هو الآخر لم يسلم من هذا الفراغ القاتل، فليالي الصيف المرحة انطفأت بهجتها، إبان ثورة يناير ومع ظهور الجماعات الإرهابية في المحافظة”.. هذا ما أكده “الكاشف”، قائلًا إن سواحل محافظة شمال سيناء كانت تستقبل أكثر من عدد سكانها المقدر بحوالي 400 ألف نسمة من السياح قبل ثورة يناير وعمليات الإرهاب الغاشم، لافتًا إلى أن كورنيشي المساعيد والعريش تأثرا أكثر من الشواطئ لأن هاتين المنطقتين كانتا متكدستين بالسياح القادمين من خارج المحافظة، متابعًا: “أهل البلد كلهم كانوا بيطلعوا على البحر.. حاليًا محدش بيطلع وأمسيات العريش الجميلة على شواطئها انتهت بفعل العمليات الإرهابية، وحظر التجوال، حتى ابن المنطقة مبيقدرش أن يقضي ليلة في الصيف على الشاطئ حتى النشاطات الرياضية اللي كان بيعملها الشباب توقفت تمامًا”.

لم تسلم قرى شمال سيناء السياحية مثل قرى كورال بيتش، وسما العريش، وبالم بلازا، والزهور هي الأخرى من مشاهد الفراغ، رغم امتلاك مدينة العريش أكبر طاقة فندقية موجودة على مستوى محافظة شمال سيناء، بعدد 20 فندقًا وأكثر من 3000 سرير، إضافة لهوائها النقي وفقًا لتقرير أعدته أكاديمية الإعلام الأمريكية في عام 2007، أكد أن أفضل جو موجود في العالم هو جو مدينة العريش، مع ذكر جمال شواطئها الغنية بأشهى الأطباق والمأكولات البحرية الشعبية، فشمال سيناء التي كانت تستقبل الآلاف من السائحين المصريين والأجانب خاصة الفلسطينيين وعدد من الجنسيات الآخرى، لم تعد هي كسابق عهدها، فعندما تنظر إلى الفنادق والقرى السياحية تجدها خاوية الآن، كما يؤكد قدري الكاشف: “لو نظرنا لسمعة شمال سيناء فسنجدها منطقة سيئة السمعة سياحيًا، للأسف الشديد هنلاقيها بتتساوي مع مناطق مثل الصومال والعراق، وبقيت منطقة غير جاذبة للسياح بسبب الإرهاب”.

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى