هذه خيارات أوباما بعد مغادرة البيت الأبيض
وعلى الرغم من أن أوباما يبدو غير واثق كليًا بعد من أي اتجاه يسلكه في حياته بعد انتهاء مسيرته الرئاسية، فإنه لم يتوانَ عن استدعاء فريق من الاستشاريين منذ أوائل العام الفائت لمساعدته على وضع تصور يمكنِّه من العودة إلى حياته المدنية. فهو لا يزال شابًا، بالمقارنة مع أسلافه من الرؤساء، وليس ثمة كثير من الخيارات أمام شخص بمواصفاته.
وكان أوباما يشير في ذلك إلى الوقت الذي أمضاه في كلية الحقوق التابعة لجامعة شيكاغو، حيث كان مدرسًا للقانون الدستوري، وقادرًا على ضبط صفٍّ يعجُّ بالطلاب.
ومن الثابت أن جامعة كولومبيا تعطي أوباما امتيازًا عن غيره للتعليم فيها، لكن أن يقوم أول رئيس أميركي أسود اتخذ خطوات جريئة تجاوزت عادات المكتب البيضاوي، بينها إلقاء خطاب في مسجد وزيارة كوبا، بالتدريس في جامعة كولومبيا أو سواها من الجامعات المشابهة، فهو أمر يدعو إلى الخيبة. بتعبير آخر، لا يحتاجه الطلاب البيض الأثرياء في المدارس المخصصة لهم، إنما ثمة طلاب آخرون في مدارس أخرى يطلبون مساعدته.
ويمكنه أن يدرِّس أولًا في جامعة مخصصة للسود، معروفة باسم Historically Black Colleges and Universities أو اختصارًا H.B.C.U. .
تعلَّم في هذه الجامعات على مرِّ التاريخ الأميركي أسماء لامعة، ابتداءً من مارتن لوثر كينغ جونيور وصولًا إلى ثورغود مارشال وتوني موريسون.
وبالتالي، تعاني هذه الجامعات مصاعب مالية خطيرة إلى حدِّ أنها مهددة بالإقفال.
ويسود الاعتقاد بأن حضور أوباما في مثل هذه الجامعات يمكن أن يجذب المواهب وحتى المانحين لدعمها من جهة، ويتيح له في أن يبرهن مدى جديته في رسم ملامح الجيل الجديد لأصحاب البشرة السوداء من الأطباء والمحامين والكتاب والرؤساء.
فهذه المعاهد لا تستقطب أولاد السود والبيض من ذوي الدخل المنخفض فحسب، بل يرتادها كذلك أولاد المهاجرين اللاتينيين، أو “الحالمين” الذين تحدث عنهم أوباما بشغف سابقًا.
ففي عام 2012، قال: “هؤلاء شباب يُتابعون تحصيلهم العلمي في مدارسنا، وهم يلعبون في أماكننا ويصادقون أولادنا ويضربون التحية لعلمنا، هم أميركيون في قلوبهم وعقولهم وكل شاردة وواردة”.
فقد تعرَّض العديد منها لاقتطاع حاد في الحصص المخصصة لها ضمن الموازنة الحكومية في السنوات الأخيرة، ما أجبرها على زيادة الأقساط والتوصل إلى تسويات في تعليم الطلاب من ذوي الدخل المتدني الذين يعتمدون عليها.
كما يناسبه أيضًا أن يعطي حصة تعليمية واحدة حول الحكومة الأميركية للطلاب في المرحلة الثانوية العليا. فوجود أوباما في المدارس العامة يُعطي دعمًا معنويًا للأساتذة هناك.
وبانضمامه إلى صفوف الأساتذة في المدارس العامة، فإن أوباما سيشعرهم على الأقل أنهم جديرون بالتقدير.