الأخبار

هذه خيارات أوباما بعد مغادرة البيت الأبيض

156

يتحلى الرئيس الأميركي الشاب باراك أوباما بكاريزما وخبرة تخوِّلانه أن يكون أستاذًا ناجحًا، وأن يساعد في دعم جامعات ومعاهد ومدارس متعثرة ماديًا ومعنويًا.
فيما يمضي الرئيس الأميركي باراك أوباما أشهره الأخيرة قبيل انتهاء مدة ولايته، تتنامى الأسئلة راهنًا بشأن إمكان ما يمكن أن يفعله مع زوجته ميشيل بعد مغادرتهما البيت الأبيض.

وعلى الرغم من أن أوباما يبدو غير واثق كليًا بعد من أي اتجاه يسلكه في حياته بعد انتهاء مسيرته الرئاسية، فإنه لم يتوانَ عن استدعاء فريق من الاستشاريين منذ أوائل العام الفائت لمساعدته على وضع تصور يمكنِّه من العودة إلى حياته المدنية. فهو لا يزال شابًا، بالمقارنة مع أسلافه من الرؤساء، وليس ثمة كثير من الخيارات أمام شخص بمواصفاته.

قليل من الخيبة
وسبق أن لمّح أوباما في مقابلة إعلامية مع الصحافي جيفري توبين عن إحدى الأفكار المتعلقة بخططه بعد الرحيل عن واشنطن، إذ قال: “أنا أحب التعليم، فأنا أشتاق إلى صفوف الدراسة والتفاعل مع الطلاب”.

وكان أوباما يشير في ذلك إلى الوقت الذي أمضاه في كلية الحقوق التابعة لجامعة شيكاغو، حيث كان مدرسًا للقانون الدستوري، وقادرًا على ضبط صفٍّ يعجُّ بالطلاب.

في آب (أغسطس) الفائت، قال لي بولينغر، رئيس جامعة كولومبيا: “ربما يعود أوباما إلى هذه الجامعة القائمة في نيويورك”، حيث تخصص في العلوم السياسية إضافة إلى تخصصه في العلاقات الدولية.

ومن الثابت أن جامعة كولومبيا تعطي أوباما امتيازًا عن غيره للتعليم فيها، لكن أن يقوم أول رئيس أميركي أسود اتخذ خطوات جريئة تجاوزت عادات المكتب البيضاوي، بينها إلقاء خطاب في مسجد وزيارة كوبا، بالتدريس في جامعة كولومبيا أو سواها من الجامعات المشابهة، فهو أمر يدعو إلى الخيبة. بتعبير آخر، لا يحتاجه الطلاب البيض الأثرياء في المدارس المخصصة لهم، إنما ثمة طلاب آخرون في مدارس أخرى يطلبون مساعدته.

للسود تاريخيًا
تبرز هنا ثلاثة مقترحات، حيث يمكن أن يمارس أوباما مهنة التعليم.

ويمكنه أن يدرِّس أولًا في جامعة مخصصة للسود، معروفة باسم Historically Black Colleges and Universities أو اختصارًا H.B.C.U. .

تعلَّم في هذه الجامعات على مرِّ التاريخ الأميركي أسماء لامعة، ابتداءً من مارتن لوثر كينغ جونيور وصولًا إلى ثورغود مارشال وتوني موريسون.

وأدى وضع حدٍّ للتمييز العنصري دورًا مهمًا في دعم تعليم السود، بما أن كثيراً من الأميركيين من أصول أفريقية بدأوا يتوجهون نحو جامعات للبيض، وبالتالي فإن العديد من المثقفين السود من الأجيال الحديثة تابعوا التدريب في هذه الجامعات.
ولربما كانت هذه الجامعات التي خصِّصت للسود حصرًا في مرحلة ما من التاريخ أحوج إلى الدعم راهنًا أكثر من أي وقت مضى، بحيث تبلغ قيمة الدعم المالي الحكومي المخصص لجامعة هاورد، التي تصنَّف ضمن قائمة هذه الجامعات، 659 مليون دولار بالمقارنة مع حصة قدرها أكثر من تسعة مليارات دولار لجامعة كولومبيا.
والحالمون أيضًا
أما جامعة جونز هوبكنز، فتحظى بدعم مالي فدرالي تفوق قيمته مجموع ما تتلقاه 107 جامعات من الجامعات المصنفة للسود تاريخيًا.

وبالتالي، تعاني هذه الجامعات مصاعب مالية خطيرة إلى حدِّ أنها مهددة بالإقفال.

ويسود الاعتقاد بأن حضور أوباما في مثل هذه الجامعات يمكن أن يجذب المواهب وحتى المانحين لدعمها من جهة، ويتيح له في أن يبرهن مدى جديته في رسم ملامح الجيل الجديد لأصحاب البشرة السوداء من الأطباء والمحامين والكتاب والرؤساء.

ويستطيع أوباما التعليم أيضًا في معاهد التعليم العالي التي يفوق عددها المئة في الولايات المتحدة.

فهذه المعاهد لا تستقطب أولاد السود والبيض من ذوي الدخل المنخفض فحسب، بل يرتادها كذلك أولاد المهاجرين اللاتينيين، أو “الحالمين” الذين تحدث عنهم أوباما بشغف سابقًا.

ففي عام 2012، قال: “هؤلاء شباب يُتابعون تحصيلهم العلمي في مدارسنا، وهم يلعبون في أماكننا ويصادقون أولادنا ويضربون التحية لعلمنا، هم أميركيون في قلوبهم وعقولهم وكل شاردة وواردة”.

وتبيِّن إحصائيات عن تجمع معاهد التعليم العالي لتعليم المهاجرين، أن ربع الطلاب في معاهد التعليم العالي هم مهاجرون أو أولاد مهاجرين.
دعم معنوي
وعلى غرار الجامعات المخصصة للسود تاريخيًا، تواجه معاهد التعليم العالي الأميركية نقصًا في هيبتها والدعم السياسي.

فقد تعرَّض العديد منها لاقتطاع حاد في الحصص المخصصة لها ضمن الموازنة الحكومية في السنوات الأخيرة، ما أجبرها على زيادة الأقساط والتوصل إلى تسويات في تعليم الطلاب من ذوي الدخل المتدني الذين يعتمدون عليها.

أمام هذا الواقع المرير، مَن أفضل من رئيس سابق يقصد حرم بعض هذه المعاهد لتعليم العلوم السياسية مرتين أسبوعيًا ليجذب كل الانتباه والأموال والاهتمام السياسي الذي تحتاج إليه معاهد التعليم العالي.
أما الوجهة التعليمية الثالثة التي يمكن أن يختارها أوباما فهي التعليم في مدرسة ضمن القطاع العام للطلاب حتى سن 12 عامًا.

كما يناسبه أيضًا أن يعطي حصة تعليمية واحدة حول الحكومة الأميركية للطلاب في المرحلة الثانوية العليا. فوجود أوباما في المدارس العامة يُعطي دعمًا معنويًا للأساتذة هناك.

في كتابها “حروب المعلمين “(The Teacher Wars)، وصفت دانا غولدنشتاين كيف ساد اعتقاد في العقد الماضي أن “التعليم في المدارس العامة، خصوصًا التعليم في مناهجه الحديثة، مهنة فاشلة إلى حدٍّ كبير”.

وبانضمامه إلى صفوف الأساتذة في المدارس العامة، فإن أوباما سيشعرهم على الأقل أنهم جديرون بالتقدير.

الانباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى