الأخبار

ننصح سفير تل أبيب الجديد بالحذر والصبر

211

 

 

على هامش تقديم سفير إسرائيل الجديد بمصر أوراق اعتماده مؤخرا، أجرت صحيفة “معاريف” العبرية مقابلات مع عدد من سفراء تل أبيب السابقين، الذين تحدثوا عن فترات عملهم في القاهرة.

 

ونقلت عن يتسحاق لفنون السفير الإسرائيلي بين أعوام 2009- 2011 قوله “لقد كانت المرة الأولى والأخيرة التي أسير فيها كسفير بشوارع القاهرة بسيارة  يرفرف عليها علم تل أبيب، وفي اليوم الذي قدمت فيه أوراق الاعتماد أرسلت وزارة الخارجية المصرية سيارة ليموزين للسفراء، وقتها مررت بشوارع القاهرة وترافقتا دراجات الشرطة البخارية وتحت تأمين شديد وصلنا لقصر الرئاسة،  وهناك يتم الترحيب بنا، ويقدمون لك كوبا من الشاي أو القهوة، وعندما يأتي دورك تقترب من الرئيس المصري، وتصافحه، وتقول له عبارات مجاملة، وينتهي الأمر”.

 

وأضاف لفانون “لقد خرجت عن قواعد هذا الطقس وأعربت للرئيس الأسبق حسني مبارك عن رغبتي في تطوير العلاقات مع مصر وأملي في التعاون الثنائي بين الجانبين، وبعد مصافحتي له، ذهبت إلى باحة القصر، واستمعت إلى الفرقة الموسيقية الرئاسية وهي تغني النشيد الوطني الإسرائيلي ، كانت هذه اللحظة مليئة بالأحاسيس والعواطف”.

 

وعن واقعة اقتحام السفارة الإسرائيلية من قبل المتظاهرين المصريين في سبتمبر 2011، قال لفانون “لقد كان هناك خطر حقيقي على حياتنا، في أعقاب الهجوم تم إخلاء مبنى السفارة وإغلاقه، ومن وقتها والسفير يعمل من منزله، الأمر الذي يجعل العمل الدبلوماسي صعبا”.

 

وأضاف لفانون “أحيانا يتم توجيه العداء ضدي وضد شخصي، ذات مرة كتبوا عني في وسائل الإعلام المصرية وقالوا إنني طردت من أحد المطاعم، وهذا أمر غير صحيح، الإعلام هناك يحب الإثارة، وبينه وبين الواقع مسافة كبيرة”، لافتا إلى أن “الحياة الاجتماعية في مصر بالنسبة للإسرائليين ليست كما لو كنت تعيش في أوروبا، إلا أنني كنت أذهب للمطاعم والتقي بأشخاص، من الصعب القول إن الجميع يكرهوننا هناك”.

 

وأشار السفير الإسرائيلي الأسبق إلى أن “العداء المصري لحركة حماس لا يشير إلى شئ فيما يتعلق بعلاقتها مع تل أبيب، في أعين المصريون، حماس خانت القاهرة، لهذا يصفون حساباتهم مع الحركة الفلسطينية، العلاقات مع إسرائيل ليس لها صلة بحماس، السلام مركب من منظومة علاقات كاملة، تتضمن زيارات وعلاقات تجارية وثقافية، وليس لدينا هذا الأمر مع المصريين”، وعن نصائحة للسفير الجديد حاييم كورين، قال لفانون”عليه ان يكون صبورا، الأمور هناك تستغرق وقتها كي تنضج”.

 

ونقلت الصحيفة عن تسيبي مازائيل، السفير الإسرائيلي بمصر بين أعوام 1966 – 2000 قوله إن “العمل في القاهرة من أكثر التحديات التي تقف أمام أي دبلوماسي إسرائيلي، صحيح أن هناك جوا عدائيا في الشارع ضد تل أبيب، إلا أن المصريين يعلمون أن هناك 34 عاما من السلام معنا، ويدركون أعمية الحفاظ على هذا السلام، حتى إذا كان هناك عناصر متطرفة تعارضه، المصريون يعلمون جيدا كيف أدت الحرب مع إسرائيل بهم للخراب وأضرت باقتصادهم وهم لا يريدون العودة إلى هذا الوضع”.

 

وأضاف مازائيل “كل السفراء الإسرائليين في القاهرة يعملون في أجواء غير ودية، العداء كان موجودا دائما بالرغم من السلام، لهذا عليك العمل بحذر وحرص في مصر، ولابد من محاولة إقامة علاقات كثيرة بقدر الإمكان وتطوير حوار مع العناصر الحكومية، إنني أتمنى بمرور الوقت إذا نجح الرئيس السيسي في حربه على الإرهاب وقاد إصلاحات اقتصادية واستقرت البلاد، أتمنى وقتها أن يحدث تعاون على الصعيد الاقتصادي بين القاهرة وتل أبيب”.

 

وقال”خلال فترة خدمتي في مصر، كان للسفراء حياة خاصة، وكان هناك كباريهات مفتوحة وراقصات شرقيات، وقتها كان من الممكن الجلوس مساءا على نهر النيل والذهاب للأوبرا، الأن أصبح هذا الأمر إشكاليا جدا، بسبب الوضع الأمني، لكنني واثق أن كورين، وهو دبلوماسي محنك، سيفعل الأفضل للنجاح في منصبه”، وعن نصائحة للسفير الجديد قال مازائيل “أفضل نصيحة يمكنني تقديمها له هي أن يعمل بحذر ويتفائل خيرا”.

 

وأجرت “معاريف” مقابلة مع روث ويسرمان لندا نائبة السفير الإسرائيلي الأسبق بمصر –عملت في السفارة بين أعوام 2003 و2006-، والتي قالت “يبدو لي أن أحد أكبر التحديات اليوم في مصر هو المجال الاقتصادي، ومحاولة تحقيق الاستقرار هناك في هذه السفينة التي تحمل 90 مليون نسمة”، مضيفة “على سبيل المثال، في عام 2005 تم توقيع اتفاق تجارة حرة بين القاهرة وتل أبيب، وكان قاعدة للتعاون الذي يمكن توسيعه”.

 

وعن نصائحها للسفير الجديد قالت “أنا لا أريد أن أعطيه نصائح، هو رجل محنك ودبلوماسي عتيق يعرف الحلبة جيدا ويدرك أن الحديث يدور عن منصب دبلوماسي رفيع المستوى،  منصب هام وحساس بالنسبة لتل أبيب، وليس لدي شك أنه سينجح في هذه الفترة الحساسة لخلف التعاون وبشكل مبدع”.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى