الأخبار

إخوان ولا بزنس؟

182_1203491

باسل عادل

سقط نظام مبارك لأسباب كثيرة، أهمها زواج السلطة والمال، وبسبب سطو رجال أعمال على مقاعد الحكم والسيطرة، ولذلك وبالأخص، قامت ثورة يناير ونادت بالعدالة الاجتماعية فى مواجهة مجتمع النصف فى المائة الذى أعاده أنجال مبارك للوجود بعد أن ترصده عبدالناصر وقضى عليه.

مجموعة محدودة من رجال أعمال مبارك سيطرت على الصناعة والتجارة والزراعة والإسكان فى أكبر عملية نهب واستنزاف منظم ومقنن!!! فلقد كانت أوراقهم سليمة ولكن طبقاً لقوانين فاسدة ولتوقيعات مسئولين أكثر فساداً.

ثم ركب الإخوان حكم مصر فى ظرف استثنائى وظلوا يتعللون بالفساد الذى عشش ويحول بينهم وبين النجاح والإنجاح، وفى نفس الوقت تجد الرئيس الذى يئن من الفساد يومياً أو هكذا يدعى، يصطحب معه فى كل «سفرياته» مجتمع النصف فى المائة الذين يمثلون رجال أعمال مبارك ويحاول أن يساعدهم لفتح أسواق جديدة تزيد من أرباحهم على حساب دمائنا ومن رصيد فرص شبابنا الذى نزل الميادين يبحث عن العدالة الاجتماعية والعيش، أى الكسب الحلال.

فى نظام مبارك، كان المال يتزوج السلطة، ولكن الآن وتحت الحكم الإسلامى، فهو يتزوج السلطة والعمة فهما مثنى حسب الشرع!!

لم يفكر مرسى وهو يهرول إلى تركيا أو إيران أو الصين فى صنع مستقبل لصناعات الشباب الصغيرة، لم يفكر فى عرق الكادحين المصريين الذين يتكدس إنتاجهم أمام الوارد البخس من تركيا والصين وخلافه، ففتح لهم أسواقاً وأغلق هنا بيوتاً لتكدس الإنتاج المصرى لصالح تسويق الأجنبى، وكل الحوافز والتسهيلات تذهب للحيتان القدامى ولا عزاء للساعين الباحثين عن فرصة من بطن هذا الاستغلال والدنس.

فمصر بقيادة مرسى، تفتح للجميع أسواقها مقابل دعم لقيادة مرسى يغلق جميع الأسواق السياسية الأخرى!!

لم يتعظ نظام الإخوان من سجن أحمد عز، ٣٧ سنة، فى قضية حديد الدخيلة، وأقاموا سلسلة من ٣٧ سوبر ماركت (للزاد والزواد) فى حى واحد فقط، وكأن قدر مصر أن يكون لكل نظام سياسى سلسلة السوبر ماركت الخاص به، فمن مترو لزاد يا قلبى لا تحزن!!

استباح الإخوان بعد غزوة الصناديق التسويات المالية مع رجال مبارك الفاسدين، ادفع لتنال البركة، ادفع لترضى عنك آلهة السياسة الجديدة، واستشاطت عمليات السمسرة و«المنى فاتورة» فى أقذر وأحقر أنواعها، وعلى الصعيد الآخر، تم نحر آخرون مثل آل ساويرس؛ لأنهم عارضوا النظام وشكلوا أحزاباً وقفت فى طريق صعودهم وتمكينهم!!

توهم الكثيرون حينما تصوروا الإخوان رجال دين عابدين قانتين زاهدين؛ ولكنهم استفاقوا على أصوات ماكينات عد النقود فى محلات الصرافة وتغيير العملة وهى تستفيد من كل ارتفاع للدولار على حساب الجنية المعمم المسكين!!

مصر الآن تسير عكس خط السير وتؤشر للمجهول، وتصلى بلا وضوء، بالاستمرار فى ظل حكم الإخوان والبزنس الجديد، وسيدفع الإخوان قريباً ثمن هذا العبث باقتصاد مصر ووأد آمال ثورتنا الحالمة بتحالفهم مع قوى الظلام والثورة المضادة، وبالخلط بين الإخوان والبزنس!!

الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى