الأخبار

“غزة السفلى”.. تزلزل أمن إسرائيل

250

“غزة السفلى”.. مصطلح أطلقه جيش الدفاع الإسرائيلي على شبكة أنفاق حفرها نشطاء فلسطينيون ليتمكنوا من التسلل إلى إسرائيل.

حكام حماس في غزة ينظرون إليها باعتبارها العنصر المغير لقواعد اللعبة في صراعهم مع إسرائيل، بينما يعتبرها جيش الدفاع الإسرائيلي تهديدًا خطيرًا لأمن بلاده ويتخذ من تدميرها هدفًا رئيسيًا لغزو غزة الأخير.

وتعلم إسرائيل أمر تلك الأنفاق منذ سنوات عديدة، لكنها كانت تجد صعوبة كبيرة لإيجاد وسيلة فعالة لمنعها، والآن تعتمد إسرائيل على غزو غزة برية لتقليل التهديد الذي تصنعه الانفاق.

وقال شلومو بروم، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد: “عرفت إسرائيل أن هناك مشكلة مع وجود تلك الأنفاق ، لكنها لم تستوعب مدى أهميتها”، وتابع: “في أي لحظة، يمكن أن ترسل حماس عشرات المسلحين عبر الأنفاق لمهاجمة المجتمعات المحلية في إسرائيل.”

وتمتلك مجموعتين من الأنفاق، واحدة تصلها بمصر والأخرى بإسرائيل، وتهدف الأنفاق التي تصل غزة بمصرإلى تجاوز الحصار على القطاع بعد أن تم تشديده من قبل إسرائيل ومصر عقب سيطرة حماس على القطاع في 2007، حيث تعد الأنفاق شريان الحياة الاقتصادية، وتستخدم لتوفير مواد البناء والوقود، والسلع الاستهلاكية، وحتى الماشية والسيارات.

ويتلقى المسلحون في غزة الأسلحة والنقدية عبر تلك الأنفاق أيضًا من أصدقائهم في الخارج، ولا سيما إيران، إلا أن مصر دمرت تقريبًا جميع الأنفاق خلال العام الماضي، ما تسبب لحماس التي فرضت ضرائب على الواردات المهربة في أزمة مالية حادة.

وبشكل منفصل، توسعت حماس في حفر الأنفاق التي تصلها بإسرائيل عقب الهجوم البري الكبير الذي نفذته القوات الإسرائيلية على قطاع غزة قبل 5 سنوات.

وقال عدد من كبار مسؤولي حماس لوكالة “أسوشيتد برس” أن التوسع في تلك الأنفاق كانت جزءًا من تحول واسع في التكتيكات العسكرية الفلسطينية بعد عام 2009، مع مدخلات من جماعة حزب الله في لبنان، والتي خاضت حروبًا مع إسرائيل مرارًا وتكرارًا.

“هناك الآلاف من المقاومين يعملون تحت الارض وآلاف غيرهم من العاملين فوق سطح الأرض، للتحضير للمعركة المقبلة”، وفقًا لما قاله إسماعيل هنية أحد قادة حماس في غزة في وقت سابق من العام الجاري، وأضاف: “لا يمكن لأحد أن يتصور ما يمكن للمقاومة أن تفعل لمواجهة المحتلين.”

وقال مسؤولون فلسطينيون، رفضوا الكشف عن هويتهم، أنه بالإضافة إلى الأنفاق، عززت حماس ترسانتها من الصواريخ المضادة للدبابات، والتي أثبتت فعاليتها في معركة حزب الله البرية مع القوات الإسرائيلية في لبنان في عام 2006.

كما غيرت حماس العديد من مواقع إطلاق الصواريخ ومواقع التخزين الموجودة تحت الأرض، مما جعل من استهدافها من قبل إسرائيل أمرًا غاية في الصعوبة، ومنذ الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس التي بدأت في 8 يوليو الجاري، أطلق مسلحون في غزة أكثر من 2000 صاروخ على إسرائيل وحاولوا مرارًا التسلل إلى داخل إسرائيل عبر الأنفاق.

وأثارت هذه المحاولات دعوات جديدة في إسرائيل لتدمير الأنفاق وأدت إلى ارتفاع معدلات التأييد الشعبي للغزو البري لغزة رغم ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين.

ووفقًا لإحصاء أجرته الأمم المتحدة، قتل أكثر من 800 فلسطيني، ثلاثة أرباعهم من المدنيين، منذ العملية البرية الاسرائيلية التي بدأت منذ 8 ايام وتستهدف ضرب الأنفاق، كما قتل34 إسرائيليا بينهم 32 جنديًا، وعامل تايلاندي.

وتقول إسرائيل أن حماس حفرت عشرات الأنفاق، وربطتها مع بعضها البعض كما ربطتها بمواقع تصنيع الصواريخ ومرافق الصيانة، بالإضافة إلى مواقع الإطلاق ومراكز القيادة والسيطرة، لتسهيل الهجمات على الإسرائيليين، وذلك فضلًا عن عمليات الخطف، التي بدأتها حماس في وقت سابق.

وكان نشطاء فلسطينيون تسللوا تحت الحدود عبر الأنفاق إلى قاعدة للجيش الاسرائيلي، وقتلوا جنديين كما أسروا ثالث، وهو الجندي الأسير جلعاد شاليط الذي تم استبداله بأكثر من 1000 سجين فلسطيني في عام 2011، بعد احتجازه في غزة لأكثر من خمس سنوات.

وقال الجيش الإسرائيلي، أمس، أن جنوده وجدوا 31 نفقًا منذ بدأت الحرب الأخيرة على غزة، وأضاف أنه تم العثور على نشطاء فلسطينيين ومعهم مهدئات وأصفاد أثناء محاولتهم التسلل إلى إسرائيل عبر الأنفاق، في إشارة إلى أنهم كانوا يهدفون إلى اختطاف الإسرائيليين، وفقًا للجيش الإسرائيلي.

وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي: “حفرت حركة حماس الأنفاق تحت المستشفيات والمساجد والمدارس والمنازل، لاختراق أراضينا، وخطف وقتل إسرائيليين، والآن وفي مواجهة هذا الإرهاب الوحشي، لا يمكن لإسرائيل الجلوس مكتوفة الأيدي”، على حد قوله لبان كي مون، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، خلال زيارته الأخيرة التي قام بها لإسرائيل هذا الأسبوع.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى