الأخبار

“داعش ولاية غزة” تتحدى حماس

42

 

 
قال موقع ستراتفور البحثي الأمريكي، إن في الوقت الذي تحاول فيه حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس ـ على كسر الحصار والتواصل مع دول المنطقة وخاصة مصر يظهر لها تحد جديد هو داعش ” ولاية غزة”، مشيرا إلى أنها قد تواجه الجهاديين لكسب رضا مصر.

وتابع الموقع أن صمت حماس على أي نشاط للجهاديين داخل القطاع سيجعلها محطة أنظار العالم الذي تحالف لمحاربتهم في سوريا والعراق، والمواجهة ستجعلها أكبر هدف للجهاديين، مشيرا إلى أن حماس تواجه معادلة صعبة تفرضها تطورات الوضع الإقليمي عامة وفي سيناء المجاورة لها بصفة خاصة.

وتشير بعض الأحداث التي جرت مؤخرا في غزة إلى إمكانية وجود عناصر لها علاقة بداعش داخل القطاع وكان أبرزها القبض على داعية سلفي يٌدعى عدنان خضر في القطاع يوم 6 أبريل وما ارتبط به من هجمات سابقة وتالية له.

ويؤيد تلك المزاعم أن محيط مدينة غزة شهد العديد من التفجيرات تبنتها حركة أطلقت على نفسها ” داعش مقاطعة غزة”، لكن كل من حماس والمجموعات السلفية كلاهما نفي وجود آثر لداعش في القطاع وأن ما جرى يمكن أن يكون محاولة منها لتهديد سلطة حماس.

ولفت الموقع إلى أن جماعة تدعي تبعيتها لداعش أعلنت أنها متواجدة في غزة تحت اسم “ولاية غزة” وأصدرت عدة تصريحات منذ أواخر العام الماضي تضمنت الإعلان عن مسؤوليتها في تنفيذ الهجوم على المركز الثقافي الفرنسي في أكتوبر من العام الماضي.

ويمكن القول بأن تهديد داعش في القطاع بصورة عامة يجعل حماس تواجه وضعا معقدا فهي تحاول احتواء أنشطة المسلحين السلفيين دون الدخول في مواجهة معهم.

ولفت الموقع إلى أن حماس تعتبر إنكار وجود داعش في غزة أمرا هاما للحفاظ على شرعيتها فهي تواجه معارضة في الداخل لكن ظهور جهاديين على شاكلة المنتمين لداعش سيطرح العديد من التساؤلات حول قدرة حماس على مواجهة التسلح الزائد في قطاع غزة.

وتابع أنه يجب على حماس أن تٌثبت في مفاوضاتها مع مصر أو إسرائيل أن القطاع لا يوجد به أي أنشطة لها علاقة بالجماعات الجهادية وخاصة تلك التي كانت تٌعرف بـ أنصار بيت المقدس قبل ان تٌعلن نفسها باسم ولاية سيناء عندما أعلنت ولاءها لداعش في 2014.

وأوضح الموقع أن حماس بدأت ترى ضرورة المواجهة مع الجهاديين، مشيرا إلى أن القبض على عدنان خضر كان أول خطوة على طريق المواجهة.

ونوه الموقع إلى أنه إذا لم تحدث مواجهات بينها وبين الجهاديين فإن ولاية غزة ستحصل على إمداداتها من سيناء وستواجه حماس صعوبات في احتواء ومنع تلك الجماعة، مشيرا إلى أن ما يٌطلق عليه ولاية سيناء ليست المنظمة الجهادية الوحيدة التي لها علاقة بداعش.

ولفت الموقع إلى أنه إذا حاولت حماس الاعتماد على قوى خارجية مثل مصر وإيران للحفاظ على قوتها في غزة فإنها ستواجه صعوبات في ظل تغير خريطة العلاقات التي تربط بين دول المنطقة والتي تدع حماس بلا خطوط دعم ثابتة.

فحرب مصر ضد المتمردين في سيناء وعلاقتها بإسرائيل أدت إلى الحد من قدرة حماس على الحصول على أسلحة عبر شبه جزيرة سيناء الممر الذي أصبح أكثر صعوبة بعد نجاح السعودية في سحب إيران من نطاق النفوذ الإيراني.

ونتيجة ما تقوم به إيران في سوريا والعراق وتصرفاتها في ضوء الاتفاق النووي بينها وبين الدول الكبرى فقد تغيرت معايير الدعم الذي تتلقاه حماس.

وأوضح الموقع أن شن حملة على الجماعات المرتبطة بداعش مثل جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطيني والجماعات السلفية التي يمكن أن تقوم بتنفيذ هجمات ضد إسرائيل تمثل مفتاح بقاء حماس كلاعب رئيسي في عملية السلام الفلسطينية.

وختم الموقع ” إذا استطاعت حماس من بذل جهودا فعالة في هذا الاتجاه فإنها ستظهر لمصر انها قادرة على التعامل مع المشكلة بصورة تساعد القاهرة في التعامل مع مشكلة سيناء، لكن سياسة المواجهة مع الجهاديين في غزة سوف تجعل حماس أكبر أهدافهم”.

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى