الأخبار

بعد غلاء “الترامادول”..

 

206

 

“الفرولة”.. كلمة اشتهرت بين الشباب للإشارة إلى عقار “ترامادول” المخدر، وظهر عقار الترامادول تدريجيا منذ عام 1998، حينما اتجه الأطباء إلى وصفه بجرعات محددة كمسكن قوي ومخدر للآلام، خاصة التهاب المفاصل والسرطان، وغيرها من الحالات الشديدة.

انتشر عقار الترامادول في السنوات الأخيرة بشكل واسع، وساء استعماله بين أفراد المجتمع وخصوصاً الشباب، ووصل لطلاب الجامعات والثانوي، حتى وصل لدرجة الإدمان عند البعض، ويعاني بعض الشباب من عدم وجود هذا العقار بعد اختفائه منذ شهر، وزيادة سعره، في السوق السوداء إلى 200 جنية لشريط العقار، والبعض الآخر لجأ إلى العلاج فى بعض المستشفيات العسكرية.

وقال المدعو “حسن.س”، 31 سنة صاحب مخبز، إن استخدامه لعقار الترامادول جاء بعد عدة أزمات في حياته، فلجأ إليه بعدما نصحه أحد أصدقائه بتناوله لكي ينسى به كل همومه، فوجده في غاية الروعة على حد تعبيره، مضيفًا “جعلني أشعر وكأني ليس لدي أي مشكلة”، موضحاً “تناولته باستمرار حتى أصبحت مدمناً له، ولم أتخيل حياتي بدونه، لأنه يعطيني الإحساس بالكمال واللذة”.

وأضاف “هذه المادة تعطي حلولاً سهلة وسريعة لمشاكل لا حل لها، بل وتقدم أيضا نشوة جميلة، بحاول اللجوء للعلاج، بس بصراحة مش قادر”، مؤكداً “حاليا بأقوم بشرائه عن طريق السوق السوداء”.

وأضاف “إسلام.م” سائق توك توك، أنه بدأ في العلاج في مستشفى عسكري منذ 15 يوما، لترك تعاطي العقار نهائيا، موضحاً “كان قرار صعب في البداية، لكن نظرت إلى نفسى وندمت لأن أبي رجل مسن، ومعى شقيقتان أصغر مني في المدرسة، ويحتاجون بعض المصاريف يوميا، قائلاً “أرجو من الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يهتم بالشباب”.

وفي نفس السياق، قال الدكتور محمد إبراهيم، مسؤول في شركة “نوفا” للأدوية، إن “الترامادول أحد مشتقات المورفين، عند تناوله باستمرار يوقف الإفراز الطبيعي لمادة الأندورفين التي يفرزها الجسم لمقاومة الألم، وبالتالي يجبر المريض على تناول الترامادول مرة أخرى، فيعتمد عليه جسديا ونفسيا، وهذا هو الإدمان”، مضيفا “بعض الشباب اعتادوا على استعمال جرعات من الترامادول لعلاج سرعة القذف، مما قد يؤدي إلى خطر كبير”.

وأضاف إبراهيم، في تصريحات لـ”الوطن”، يجب أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب متخصص في علاج الإدمان، لأن أعراض انسحاب الترامادول خطيرة وقاتلة، موضحاً “يتبع ذلك مرحلة مكثفة من التأهيل النفسي والسلوكي والمعرفي لضمان عدم العودة للتعاطي مرة أخرى، حيث أن الهدف من التأهيل ليس مجرد الامتناع المؤقت عن الترامادول، بل الاستمرارية في التعافي بدون الارتداد”.

وأكد الدكتورعلاء الدين محمد، صيدلي، أن بعض الشباب تستهلك كمية كبيرة من عقار “الفلاجيل” بدلاً من “الترامادول”، هو مطهر للمعدة فقط، وليست له أي أعراض جانبية سيئة على الشباب مثل الترامادول، قائلاً “الشباب تعتقد أن المادة المخدرة الموجودة في الترامادول هي نفس المادة التي توجد بعقار الفلاجيل”.

 

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى