الأخبار

حوار مع المواطنة مصرية

 

60

 

مصرية: فى محيطى الاجتماعى والمهنى الكثير من الباحثين عن فرص للعمل فى الخارج والابتعاد عن البلاد، والبعض يسعى للهجرة الدائمة بأسرهم ويجتهد ليجد لأولاده أماكن لمواصلة التعليم المدرسى والجامعى، والمبرر هو سوء الأوضاع المعيشية وتدهور مستويات الخدمات الأساسية، وأحيانا الشعور بعدم الارتياح أو الخوف من المستقبل. عن أفراد وأسر فى الطبقة الوسطى أتحدث، عن شركات واستثمارات صغيرة ومتوسطة تغلق، عن أطفال وشباب ومتوسطى عمر ننتظر منهم أن يتأقلموا بسهولة مع مصاعب ومتاعب الارتحال عن الوطن والحياة فى بلدان ليس لهم بها شبكات التضامن الإنسانى التى هم بقلبها هنا.

الكاتب: الجديد فى الأمر هو تحول الابتعاد والارتحال والهجرة إلى ظواهر مرتبطة بالطبقة الوسطى المصرية التى يفترض أن تمكنها مهاراتها المهنية المكتسبة وعلاقاتها الاجتماعية من الحفاظ على أوضاع معيشية مقبولة ومن الحصول على مستويات جيدة من الخدمات الأساسية، ويتصور تمسكها أكثر من غيرها بالبقاء فى الوطن وبالأمل فى الحراك المجتمعى الصاعد. والمؤكد أن الموجة الحالية سبقها موجة مؤلمة أخرى حدثت فى عام ٢٠١٢ وبدايات عام ٢٠١٣ وتعلقت ببحث الكثير من الأسر المسيحية المنتمية للطبقة الوسطى عن فرص للعمل وللاستثمار فى الخارج أو للارتحال والهجرة أو لمجرد الإقامة بعيدا عن مصر التى أخافهم على تنوعها وتسامحها عبر الحواجز الدينية والمذهبية حكم اليمين الدينى. ودون أن أقلل من الكارثة الإنسانية والمجتمعية المتمثلة فى تنامى ظاهرتى الهجرة غير الشرعية وتصدير العمالة غير الشرعية وصلتهما وثيقة بالقطاعات الشعبية الفقيرة ومحدودة الدخل وبالقطاعات العمرية الشابة التى مازلت معدلات بطالتها تتجاوز ٥٠ بالمائة، تضع التداعيات السلبية لابتعاد وارتحال وهجرة الطبقة الوسطى مجتمعنا أمام تحديات كبرى.

مصرية: نعم، فكر فقط فى الشركات والاستثمارات الصغيرة والمتوسطة التى يرتب إغلاقها تراجع إنتاجية الاقتصاد المصرى وارتفاع معدلات البطالة والمزيد من الأزمات المعيشية، فكر فقط فى كون المنتمين إلى الطبقة الوسطى هم الأكثر حرصا من غيرهم على جودة خدمات التعليم المدرسى والجامعى والأكثر قدرة على الابتكار المهنى والمغامرة المهنية بمبادرات فردية تواكب روح العصر، فكر فقط فى حقيقة أن الطبقة الوسطى دوما ما تحمل فى مجتمعها قيم التسامح وقبول التنوع وإدارة الاختلاف بسلمية ودوما ما تجسد بسلوكها الجماعى قيمة المعرفة والعلم واحترام سيادة القانون والعمل والادخار والاستثمار والبحث المستمر عن فرص الترقى. الكاتب: وللأسف لن تتراجع ظواهر ابتعاد وارتحال وهجرة الطبقة الوسطى إلا حين تدرك الأسر المنتمية إليها والأجيال المختلفة بداخلها أن بمصر مسارات حقيقية للتقدم وللتنمية المستدامة ولاحترام سيادة القانون والحقوق والحريات وقبول التنوع دون قمع أو قهر أو تخوين. المسئولية هنا هى مسئولية منظومة الحكم/ السلطة والنخب الاقتصادية والمالية والإعلامية المتحالفة معها، تماما كما أن مسئولية تحسين الأوضاع المعيشية للقطاعات الفقيرة ومحدودة الدخل وتجفيف منابع ظواهر كالهجرة غير الشرعية تقع أيضا على عاتقهم. والمعضلة المصرية هى أن المنظومة هذه والنخب المتحالفة معها تبدو إلى اليوم مهمومة فقط بالحفاظ على مواقعها وامتيازاتها وإقصاء المعارضين / المنافسين.

غدا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى