الأخبار

في العالم الموازي كل شيء جائز

124

 

في العالم الموازي كل شيء جائز
لم يكن غريبا أن يخرج صفوت حجازي بين الحين والأخر ليعلن أن هناك مفاجأة وأن مرسي “سيصلي معنا غدا”، أو أنه سيكون في القصر يوم الإثنين… إلخ
قادة رابعة والمسؤولون عن برنامجها الترفيهي على المنصة تعودوا على الحديث عن رؤاهم وأوهامهم بصوت مرتفع لآلاف الحضور هناك وعلى شاشات الجزيرة المتعددة. لم أشك لحظه فيما يقال هناك لأن للعالم الموازي قوانينه التي تخلتف عن قوانين عالمنا الواقعي الصارم الجاف.
عالم رابعة عالم ملائكي، يسكنه الأبرار ويتدافع فيه أصحاب الرؤى ليقصوها على الحاضرين وسط التكبير والتهليل. ربما ظن البعض أن “التثبيت” هو الهدف، أو أن ما يقال على المنصة كذب (تحت رخصة الكذب الشرعية في الحرب) لكنني لم أره كذلك.
إنه حقيقة ككل الحقائق. ولكنها حقيقة محكومة بقواعد مختلفة عن تلك التي تحكم الحقيقة في عالمنا الممل.. التقليدي.
في عالم رابعة الموازي تظهر الملائكة، تطير، يزور المعتصمين سيدنا جبريل ويصلي معهم، تنزل على الحاضرين موائد الرحمن في موعد الإفطار كل يوم، ويعلن مرسي عبر أنصاره عن سلاسل من المفاجآت التي لم يكشف عنها أبدا. تماما كما كان يعلن في وقت حكمه عن مؤامرات ستنكشف، وخطط ستعلن، ثم يطلع النهار فإذا بها تذوب في حرارة شمس الواقع.
في كل يوم يعلن حواريوه عن عودة مرتقبة، محددة التاريخ باليوم والساعة.
وتتجدد النية وتتجدد العودة.
يعود الشخص في عالمنا مرة، ولكن مرسي يعود ألف مرة. سيكون في “قصره” في أول رمضان، سيفطر معنا بعد غد. سيظهر، سيتجلى ولكن العودة تتأجل ومرسي رغم ذلك يعود ويعود ويعود ولكنه لا يعود.
هكذا هو العالم الموازي..
مطاط..
يتحدى منطق العقل ويتسع لمن كشف عنهم السر ورفع عنهم الحجاب.
عالم رابعة نقي وطاهر في عيون أهل رابعة، نظيف وشفاف في أفئدة مواطنيه.
مليء بالحب والمودة والعطف والرحمة.
قد تتناقض رؤية من يعيشون فيه مع توصيف منظمات حقوق الإنسان لما جرى فيه من خلال شهود من العالم الواقعي بعد أن اعلنت عن حالات قتل وتعذيب.
وقد لا تتفق رؤية جماهير رابعة مع ما يراه جيران المكان، الذيك اشتكوا من التحرش والاعتداءات والقذارة والروائح النتنة والتبول والتبرز في مداخل البيوت وحولها. ولكن هيهات عالمكم غير عالمهم
ففي رابعة تضوع روائح المسك والعنبر
وتحف المكان الملائكة لتصون من يعيشون فيه.
على أسوأ تقدير، لا يعدو الأمر أن يكون خلافا في وجهات النظر.
والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
سيعيش العالمان جنبا إلى جنب في حب وتآلف تحسمه العودة الأخيرة لمرسي
نعم… فمرسي قد عاد
نعم.. عاد ليحسم الجدل الذي دار في الأسابيع الماضية.
عاد ليحقن الدماء، دماء شعبه. وليقدم الخونة للمحاكمة
ليعاقب السيسي، والجيش، والشرطة، والقضاة، والإعلام،
والقلة القليلة التي خرجت في الثلاثين من يونيو لتتآمر على الديمقراطية التي آمن بها منذ نعومة أظفاره
الديمقراطية التي دافع عنها بحياته
عاد مرسي مجددا.
لم يعد بعد أن كان سيعود
هذه المرة.. عاد مرسي، بعد أن عاد
وهي عودة لن يعود بعدها أبدا… لأنه بالفعل عاد.
دخل مكتبه وجلس فيه وباشر أعماله.. فأولويات العمل الوطني لا تحتمل الانتظار…
ثم خرج من باب مكتبه في المسجد، إلى إشارة رابعة..
استبشر المعتصمون.
هنأوه بسلامة الوصول للعالم الموازي. تبادلوا القبل والأحضان
اختار العودة الآن ليحتفي معهم بالعيد
أحلى عيد!!
ابتسم مرسي في أبوة وحنو وصعد إلى المنصة.
الصمت ساد الميدان.
ابتسم مرسي في تردد.
نظر في حنو لشعبه ثم قل:
“مش قلتلكم، العالم بتاعهم والعالم بتاعنا دونت ميكس”
تكبييييييييييييييييييييييييييير
أحبيبي يا مرسي

 

حسام سكرى “facebook”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى