الأخبار

«هيكل» يتميز بـ«سلاسة التفكير وتشويق في السرد»

332

 

 

ناقش الكاتب والروائي يوسف القعيد علاقة الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر بالثقافة والمثقفين، خلال حضوره لندوة «كاتب وكتاب» في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وتحدث «القعيد» عن كتابه «هيكل يتذكر.. عبد الناصر الثقافة والمثقفون»، وشارك في الندوة الكاتب الصحفي، حلمى النمنم، وعبدالله السناوي، وأدارها الإعلامي حسين عبد الغني.

وقال «القعيد»: «توثقت صلتي بهيكل في أواخر حكم السادات عندما كان يعد كتابه خريف الغضب، ثم نبتت فكرة إجراء الحوار معه وكنت أتصور أنه سيرفض، ولكنه رحب بالحوار وجلسنا جلسات مطولة وأشهد أنه لم يرفض أي سؤال أو يعترض عليها، ورفض نشر بعض الحكايات الشخصية، التي لا تفيد العامة».

وأضاف أن «هذا الكتاب أثبت لي أن هيكل لديه حس روائى يكاد يصل لحدود الموهبة الكاملة، ولو لم يكن يحترف هذه المهنة لكان روائيًّا من الطراز الأول، لأنه يتميز بسلاسة في التفكير وبتشويق في السرد، وكان حريصًا على ألا يحكي إلا ما كان طرفًا فيه بشكل مباشر».

وتابع: «هيكل تميز بأنه لم يكن الصحفي الأقرب لعبدالناصر، لكنه تمكن من إقامة علاقة إنسانية معه قبل أن يدخل في ضباب الأسطورة والزعامة»، لافتًا إلى أن «كل من حاول التقرب إليه بعد أن أصبح رئيسًا لم تتطور علاقته بهم».

وأوضح «القعيد» أن «هيكل قابل عبدالناصر لأول مرة في حرب فلسطين، وكان ثائرًا وناقمًا على تناول الصحافة المصرية للحرب، ثم التقى به اللقاء الحاسم في منزل محمد نجيب، قبل الثورة بـ12 يومًا، وقام هيكل بتوصيل عبد الناصر بسيارته».

وتابع: «سأله عبدالناصر فيما لو حدث شيء ما هو رد فعل الإنجليز، فقال هيكل لن يحدث شيء، وقدم له خريطة القادة الإنجليز وأنهم في إجازات، وهي الرواية، التي حسمت موعد الثورة، وفي هذه الليلة ذهب عبدالناصر مع هيكل لمنزل الأخير، وجلسا حتى منتصف الليل ونشأت العلاقة الإنسانية بينهما في هذه الليلة».

وقال «القعيد»: «أعتقد أن علاقة هيكل بعبدالناصر لعبت دورًا أساسيًا في كثير من الإيجابيات، التي شهدتها مصر على يد عبدالناصر ودور مصر الحضاري، وأن هيكل استمر حتى هذه اللحظة من أكثر المخلصين لعبدالناصر والمدافعين عنه بشكل موضوعي».
وقال: «الكتاب يتضمن علاقة توفيق الحكيم وصلاح عبدالصبور وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، وكذا نزار القبانى بعبدالناصر»، لافتًا إلى أن «هيكل رجل موقف فكان يعبر عن موقفه بعد أن يقص الحكاية».

كما تحدث عن علاقة نجيب محفوظ وجمال عبدالناصر، مشيرًا إلى أن «أهم إبداعات محفوظ كانت في عهد عبدالناصر، حيث أصدر أهم إبداعاته الأدبية، ومنها أولاد حارتنا، وتم نشرها يوميًّا رغم احتجاج الأزهر عليها»، لافتًا إلى أن «عبدالناصر خلال زيارته للأهرام قال لـ(محفوظ): (أنا لم أقرأ لك منذ فترة)».

وأوضح أن «هذه الجملة لم يقلها رئيس فيما بعد لأي كاتب»، فيما دعا «القعيد» من سيحكم مصر في الفترة المقبلة إلى قراءة كتابه «لأن جمال عبدالناصر كان يدرك معنى مصر وأهمية الثقافة للمصريين جميعًا».

وعن علاقة عبدالناصر بتوفيق الحكيم، أوضح «القعيد» أن الرئيس الراحل «ساند الحكيم ومنع خروجه في حملة التطهير من وزارة الثقافة، وعندما تمت مهاجمة الحكيم من كتاب المسرح الشباب في الستينات قدم له جائزة ليؤكد أن الدولة كلها معه».

وقال: «عندما كتب توفيق الحكيم كتابه عودة الوعي توجه له هيكل ليسأله عن سبب كتابته لهذا الكتاب فقال الحكيم (كنت بجرب شكل جديد فى الكتابة ولكن لم أنشره)، رغم أن الكتاب قد تم الانتهاء منه لنشره في بيروت، وعنفه هيكل ولكنه رفض أن يذكر ما قاله له»..

وأشار «القعيد» إلى أن «الحكيم على مستوى شخصي يحب أن يفتح الصحف ليرى نفسه فيها، لذلك اخترع قصة عدو المرأة، وانه كان يمشي من جاردن سيتي إلى مبنى الأهرام».

ولفت إلى أن «الحكيم شعر أن صفحة يوليو قد طويت في عهد السادات فأراد أن يقدم نفسه للنظام الجديد».

في السياق نفسه، اعتبر أن «ما حدث في عهد عبدالناصر بشأن الصحف القومية لم يكن تأميمًا، ولكنه تنظيم لها»، موضحًا أن «هيكل كان ضد تأميم الصحافة، وقد دخل في معارك في الصحافة لم نراها في فترة السادات ومبارك، ويكفي أنه صاحب تعبير زوار الفجر، الذي استخدم لأول مرة في الأهرام، رغم علاقته بعبدالناصر».

وعن علاقة محمد نجيب بجمال عبدالناصر، قال «القعيد»: «نجيب كان يعرف أنه يلعب دور الواجهة، وكان لا يأخذ قرارًا واحدًا إلا لما ينظر لعبدالناصر، فهو رجل صدفة لاحتياج الضباط لرجل كبير»، لافتًا إلى أنه «لو كان عبدالناصر أرسل هيكل لأحمد لطفي ليطلبه لتولي الرئاسة قبل أن يطلبوا نجيب لتغير التاريخ».

 

الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى