الأخبار

ابن كتالونيا يصنع انتفاضة

114

رغم أن أداء جوزيه مورينيو التكتيكي لم يختلف كثيرًا عن مباراتيه السابقتين، إلا أن الوافد الجديد بيدرو بالاشتراك مع توني بوليس المدير الفني لوست برومويتش أبيا ألا أن يمنحاه نقاط المباراة كاملة.

توجب على مورينيو إشراك جون تيري البطيء في ظل إصابة كاهيل بكسر في الأنف، لكن استمر تأخير فابريجاس لمركز الإرتكاز بجانب ماتيتش مع منح ويليان الفرصة لإثبات كفاءته في مركز صانع الألعاب خلف المهاجم الوحيد دييجو كوستا ، بدلًا من مكانه المعتاد على الجهة اليمنى، والذي شغله بيدرو بطبيعة الحال.

تميزت أول ربع ساعة في المباراة بأداء متوازن بين الدفاع والهجوم لكلا الفريقين وإيقاع سريع للهجمات، شهد سيولة غير مبررة ولا مفهومة بين الثلاثي المنوط به صناعة اللعب: هازارد، ويليان، وبيدرو، فكنا نرى بيدرو على اليمين مرة وفي العمق مرة وعلي اليسار مرة، وهكذا كان الحال لمجاوريه، مرة أخرى حاول مورينيو تجربة هازارد في مركز صانع اللعب وفشل قبل أن يعود لقواعده سالمًا ويتخذ الثلاثي مواقعهم الأنسب: هازارد على اليسار، ويليان في القلب وبيدرو على اليمين.

كانت نقطة التحول في المباراة بالطبع، هي ركلة الجزاء التي تصدي لها العملاق البلجيكي تيبو كورتوا، منقذًًا فريقه من سيناريو مشابه لمباراته الأولى أمام سوانزي، بعد مراوغة ناجحة من أحد نجوم المباراة كالوم ماك مانامان، فشل ماتيتش في التعامل معها بالطرق المشروعة.

حتي تلك اللحظة كانت الأمور مقبولة لبوليس، وكان عليه التراجع أمام البطل الذي لا حل أمامه سوى الهجوم بكثافة لحسم المباراة وإستغلال الدفعة المعنوية الناتجة عن التصدي لركلة الجزاء، إلا أن المدير الفني للباجيز وبلا مبرر واضح استمر في فتح اللعب على الأطراف ونشر فريقه بطول الملعب وعرضه، ليتلقي عقابه سريعًا من الجناح الأسباني الذي سجل الهدف الأول بعد ثنائية ناجحة مع هازارد بتصويبة حالفها التوفيق لتسكن شباك مايهيل.

بعد صدمة عكس النتيجة في ثمان دقائق فقط من 1-0 لأصحاب الأرض لنفسها للضيف، أبى كبرياء الباجيز الاستماع للعقل، واستمروا في محاولاتهم للضغط بلا جدوى كبيرة، على فريق يجيد الإنكماش والإنطلاق بسرعة فائقة، فعاقبهم الأزرق اللندني بهدف آخر من مرتدة سريعة قادها ويليان، مستغلًا أخطاء برانت ظهير أيسر البروم المتكررة والمساحات الشاسعة التي يتركها خلفه عندما يتقدم لمساندة جاردنر أو ماك مانامان، والتي تكررت طيلة المباراة وحتي دقائقها الأخيرة، في ظل أداء باهت من ييكوب وفلتشر ثنائي إرتكاز البروم الذي عجز عن توفير الحماية لظهيري الجنب، زاد الأمور سوءًا إنعزال بوليس عن المباراة وأخطاء فريقه المتكررة، فبدا وكأن الباجيز يلعبون بلا مدرب، وفشلوا تمامًا في إستغلال نقاط ضعف البلوز وأخطاء مورينيو التكتيكية، الذي صمم على دفن أحد أفضل صناع اللعب في أوروبا، فابريجاس، في آخر سبع سنوات في مركز الإرتكاز المساند، فلم يستطع تقديم المساعدة لزميله ماتيتش ولم يتمكن من صنع خطورته بالمعدلات المعتادة في نصف ملعب ويست بروم، بالإضافة لخطأ مورينيو ببيع فيليبي لويز الظهير الأيسر البرازيلي قبل توفير البديل بابا رحمن القادم من أوجسبورج الألماني، ما أجبره على إشراك «القنبلة الموقوتة» في دفاع البلوز، إيفانوفيتش، الذي يزداد بطئًا ورعونة مع كل مباراة ويظهر عجزه عن مجاراة الأجنحة السريعة المهارية كماك مانامان وبرنت في المساحات الضيقة، ناهيك عن المرتدات.

استمر بيدرو المنفجر في صنع الخطورة بتمريرة لويليان أخطأ إيداعها المرمي بغرابة شديدة، ليستفيد البروم من رعونة البرازيلي مرتدين بهجمة سريعة أحياها المقاتل روندون بخلفية مزدوجة إستقبلها موريسون بتسديدة لم يرها حارس ودفاع البلوز إلا وهي تعانق الشباك، ولم تمر إلا 6 دقائق حتي جاء الإنقاذ من أزبليكويتا المندفع ليلتقط تمريرة كوستا ويودعها الشباك بغرابة شديدة وسط مشاهدة حارس الباجيز ومدافعيه.

بدت الأمور رائعة والمباراة في طريقها للانتهاء عمليًا بعد الهدف الثالث، قبل أن يظهر حكم المباراة مارك كلاتنبرج البطاقة الحمراء لجون تيري بعد إعاقته روندون الذي كان في طريقه للإنفراد بالمرمي إثر تمريرة ذكية من برنت، وللمرة الثانية كان خروج تيري من الملعب نبأ سار لإيفرتون، إما ببقاء ستونز مدافعهم الأبرز، أو إضافة عشرة ملايين أخرى لسعره كما فعلوا عقب الهزيمة المدوية للبلوز أمام السيتي، ليستغلوا حاجة البرتغالي العاجلة لضمه.

ورغم التغيير الدفاعي المنطقي الذي أجراه مورينيو بنزول كاهيل بدلًا من ويليان، إلا أن 6 دقائق أخرى من الإندفاع الهجومي أعادت للباجيز آمالهم في التعادل برأسية موريسون العبقرية، عقبها تبديل جريء من بوليس الذي بدا وكأنه أفاق من غيبوبته أخيرًا، بنزول لامبرت بدلًا من ماكلين، ورغم عودة ماك مانامان لتصدير المتاعب لدفاع البلوز، إلا أن محاولات الباجيز باءت كلها بالفشل لينخفض إيقاع المباراة الأسرع في هذا الأسبوع تدريجيًا حتي النهاية، ساعد في ذلك رعونة كل من جنابري جناح الأرسنال المعار، وكوستا مهاجم البلوز، في الفرص التي أتيحت لهما.

ورغم كل الإشادة المتوقعة التي سيتلقاها بيدرو من الإعلام الإنجليزي، فلاشك أن الحكم على بيدرو من مباراة البروم سيكون متسرعًا، فمن الواجب الوضع في الإعتبار أنه لن يجد تلك المساحات في أغلب مباريات البلوز على ملعبهم أو خارجه، بالإضافة لأن وجوده على الجهة اليمنى يفقده ميزة الإختراق التي يجيدها على الجهة المقابلة التي يفضلها، في نفس الوقت يبدو التعاقد مع ستونز ضرورة عاجلة لاستبدال تيري الذي خسر سباق سرعة لصالح مهاجم كروندون يحتاج لفقد عدة كيلوجرامات من وزنه ولم تكتمل لياقته بعد.

على الناحية الأخرى، ورغم البهجة التي صنعتها الأنباء عن قرب التعاقد مع بول بوجبا في صفوف مشجعي النادي اللندني، يبدو ضم الفرنسي الشاب رفاهية لا يحتاجها البلوز على الأقل في الوقت الحالي، فمورينيو يمتلك بالفعل أفضل صانع لعب في البريميرليج وهو فابريجاس، ويمكنه شغل مركز أوسكار أو ويليان في القلب بفعالية أكبر إذا ما تم التعاقد مع إرتكاز دفاعي آخر لمساعدة ماتيتش المرهق ومنح مزيد من الحرية لثلاثي صناعة اللعب في هذه الحالة فابريجاس، بيدرو وهازارد، لاشك أن بوجبا سيضيف الكثير لتشكيلة البلوز التي من المتوقع أن تتغير لـ4-3-3 التقليدية بوجود ماتيتش في المحور وبوجبا وفابريجاس على اليمين واليسار، وإستقرار ويليان على مقاعد البدلاء مع حجز بيدرو وهازارد وكوستا لأماكنهم في المقدمة، ما سيزيد من قدرة تشلسي على صناعة اللعب والاختراق، رغم ذلك سيظل ماتيتش بلا بديل مناسب في ظل الفارق الكبير بين مستواه ومستوى بديليه راميريس وأوبي ميكيل.

كل ما سبق لا يهدد حظوظ مورينيو في المنافسة على اللقب، فهو بالفعل قطع نصف الطريق تجاه سد ثغرات تشكيلته بضم بيدرو الذي أحيا الجبهة اليمني الميتة إكلينيكيًا منذ زمن، وبابا رحمن الذي تبدو الحاجة للبدء به أكثر ضرورة من أي وقت مضى، ليعود أزبليكويتا ذو المجهود الوافر لموقعه الأصلي في الجبهة اليمنى التي سببت صداعًا لمورينيو في المباريات السابقة، بل وحتي إذا لم ينجح تشلسي في ضم بوجبا واكتفى بقلب دفاع إيفرتون الشاب، ستونز، فسنكون على موعد مع معركة شرسة على لقب البريمييرليج يستطيع مورينيو أن يجعلها أكثر سخونة بكل تأكيد.

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى