الأخبار

القدس على وشك انتفاضة ثالثة

14

املأوا الأرض بتراتيل السلام.. املأوا الصدور والقلوب بآمال السلام.. اجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر”، جملة قالها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، على منصة الكنيست، في خطاب أذهل الرأي العام الإسرائيلي، وقتها، وأثار جدلًا إلى يومنا هذا في مصر والعالم.

الخطاب الذي قتل صاحبه، كلمة يطلقها البعض على خطاب السادات الذي أراد به السلام، وإنهاء حدًا للصراع الأزلي بين العرب والإسرائيليين، لكنه لم يكن يدرك أنه سوف يتسبب في استشهاده.

بعد 37 عامًا من هذا الخطاب، يبقى الوضع في القدس متوترًا بعد الهجوم على كنيس إسرائيلي، وسط مخاوف من إعادة غلق المسجد الأقصى مرة أخرى من قبل قوات الاحتلال، الأمر الذي جعل الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داوود شهاب، يصرح أن الحالة الفلسطينية أمام انتفاضة وثورة حقيقية جاءت كرد طبيعي على السياسات الاحتلالية المتراكمة، وبفعل الاعتداءات المتواصلة بحق مدينة القدس ومسجدها، الأمر الذي وافقه فيه موسى المرزوقي المتحدث باسم حركة حماس، والذي اعتبر أن هناك انتفاضة وشيكة ستشهدها القدس.

9 نوفمبر 1977، أدهش السادات المصريين حين كان يخاطب أعضاء مجلس الشعب، وقال: “ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم”، وبالفعل دهشت إسرائيل والعالم كله من استعداد الرئيس المصري للذهاب إليهم، بعدما زار بالفعل إسرائيل، 19 نوفمبر 1977، وألقى خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي في 20 نوفمبر 1977، وقال فيه إنه يستهدف السلام الشامل.

وبدأ السادات خطابه أمام الكنيست، قائلًا: “أيها السيدات والسادة اسمحوا لي أولا أن أتوجه إلى السيد رئيس الكنيست بالشكر الخاص، لإتاحته هذه الفرصة، لكي أتحدث إليكم.. وحين أبدأ حديثي أقول: السلام عليكم ورحمة الله، والسلام لنا جميعا، بإذن الله السلام لنا جميعا، على الأرض العربية وفي إسرائيل، وفي كل مكان من أرض هذا العالم الكبير، المعقَّد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادَّة، المهدَّد بين الحين والحين بالحروب المدمِّرة، تلك التي يصنعها الإنسان، ليقضي بها على أخيه الإنسان.. وفي النهاية، وبين أنقاض ما بنَى الإنسان، وبين أشلاء الضحايا من بنِي الإنسان، فلا غالب ولا مغلوب، بل إنَّ المغلوب الحقيقي دائما هو الإنسان، أرقى ما خلقَّه الله. الإنسان الذي خلقه الله، كما يقول غاندي، قدّيس السلام، (لكي يسعى على قَدَميه، يبني الحياة، ويعبد الله)”.

enn   الأخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى