فيديو

«إن بقيت عمران.. وإن غادرت إيلان»

 

 

هزت صور الطفل السورى، عمران، العالم، لتثور العواصم بالتعليقات الغاضبة التى عجزت عن إنقاذ الطفل البرىء بنظراته التائهة ومسح دمائه التى اختلطت بتراب أنقاض حلب، بعد تعرض بيته للقصف غير معلوم المصدر.

عمران دنقيش، طفل حلبى، 5 سنوات، انتشل من تحت الأنقاض بعد قصف منزله مساء أول من أمس الأربعاء، صوره صدمت العالم أجمع وأعادت إلى الذاكرة صورة الطفل إيلان الكردى ذو الـ3 سنوات.

إيلان الذى قضى نحبه على السواحل التركية فى 2 سبتمبر 2015 هربًا من من الحرب الدائرة فى سوريا منذ اندلاع ثورتها، وتحولت صورته إلى رمز لمعاناة اللاجئين السوريين الهاربين فى زوارق الموت باتجاه أوروبا.

وفى رسمة كارتونية، نشرتها الوكالات العالمية وتداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، للكاريكاتير السودانى خالد البيه، تضمنت رسالة قاسية لكنها واقعية مفادها أن خيارات أطفال سوريا تنحصر بين تلقى مصير عمران إن بقوا فى سوريا أو مصير إيلان إن غادروا.

وقال مصطفى الصاروت، الذى صور الفيديو الذى انتشر انتشارا واسعا، لصحيفة الجارديان البريطانية: “رأيت أطفالا كثيرين ينقذون وسط الأنقاض فى الحرب، ولكن هذا الطفل ببراءته، لم يكن يدرى ما يحدث، صورت الكثير من الهجمات الجوية فى حلب، ولكن وجه عمران كان يحمل الكثير”.

وتقول الصحيفة إنه بعد ساعات من إنقاذ عمران وأسرته، سمح الأطباء بخروج عمران من المستشفى، حيث لم تكن إصابته خطيرة، ولم تتعد بعض الكدمات، مضيفة أن أخته الكبرى وأخاه كانا معه فى سيارة الإسعاف، ولم يصب والده أيضا بسوء رغم دمار منزلهم بالكامل فى القصف.

ونقلت الجارديان عن محمود، طبيب جراح فى حلب، وهو من تولى الاعتناء بعمران فور وصوله المستشفى، إنه فوجئ بدرجة الذهول التى أصابت الطفل: “كان خائفا ومصدوما كان جالسا فى أمان فى المنزل وربما كان نائما وانهار البيت فوقه عندما كنا نعالجه لم يكن يصرخ أو يبكى كان مذهولًا فقط”.

وفى شهادة أخرى، من طبيب حلبى يدعى زاهر سهلول كان شاهدا على الآثار المروعة للهجمات الجوية، قال إنه يحتفظ برسومات رسمها طفل فى السابعة يعانى من الصدمة لطائرات مروحية تقصف المدينة ودماء ودمار، ولكن أكثر ما لفت انتباهه فى رسوم الصغير هو أنه رسم الأطفال الموتى مبتسمين بينما رسم الأطفال الأحياء باكين.

عمران، الذى تابعته الكاميرات فور انتشاله من تحت الأنقاض ليجلسه المسعف على كرسى فى سيارة الإسعاف، جلس بثبات تائه لا يبكى يحاول استيعاب ما يحدث، ثم يتحسس وجهه بكفه وينظر عليها ليرى الدماء التى أغرقت وجهه طبعت على يده، ثم يمسح الدم من على كفه فى الكرسى، وكأنه يحاول الهروب من الواقع ويطمئن نفسه بأن كل شىء على ما يرام ولم يحدث سيئا.

وفى السياق ذاته، نشر صورة تظهر عمران جالسا على مقعد سوريا فى قاعة اجتماعات جامعة الدول العربية وفى عينيه تساؤلات يجهل إجابتها، كما نشرت له صورة أخرى جالسا بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما والروسى فلاديمير بوتين، عمران يمثل فيها النتيجة الطبيعية لـ”خناقة” واشنطن وموسكو على السيادة على سوريا.

أيضا انتشرت على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” هاشتاج #عمران_من_تحت_الركام، وقال أحد المغردين عليه: “قدر الأمة أن تفجع فى صغارها فمن محمد الدرة مرورا بمعاذ الخطيب وإيلان وأصدقاء وإخوة عمران فمن سيكون الأخير؟!”.

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى