الأخبار

“اشلينا كولاي” مرض يهدد المصريين

 

 

تحذير:
تغذية الأسماك بـ”أحشاء الدواجن” يسبب التسمم
البلطي والبوري الأكثر تضررا من أكل الأحشاء
السلامونيلا تصيب الإنسان والسمك بسبب إلقاء المخلفات في البحيرات
يتم تحويل أسماك المزارع إلى “ذكور” بعملية الهرمنة في غياب الرقابة
منظومة الهرمونات في الجسد البشري تتأثر بتناول السمك “المهرمن”
بعض الأسماك “تنفق” فور تناولها أحشاء الدجاج
“القراميط” واحدة من ضحايا التغذية على أحشاء الدجاج
حالات شاذة فقط التي تلقى فيها مخلفات الدجاج في البحيرات
خبير تغذية: أحشاء «الدواجن» تصيب الإنسان بـ«بكتيريا القولون»
اتحاد منتجي الدواجن:
“أحشاء الطيور” بروتين حيواني للأسماك بشروط

“أحشاء الفراخ”، و “الهرمنة العشوائية” لا يتوقف تأثيرهما على الأسماك فقط، فالخطر يطال الإنسان.

فكثير ما يثير “غذاء الأسماك” في المزارع والبحيرات جدلا كبيرا حوله، البعض يؤكد إلقاء كميات كبيرة من أحشاء الدواجن و مخلفات المجازر في المسطحات المائية الممتلئة بالاسماك، و بالحديث مع الخبراء تبين أن الهرمنة العشوائية للأسماك لا تقل خطرا عن التغذية الخاطئة، والتحقيق التالي يتقصى عن كل ما يضر الأسماك و بالتالي يتأثر به الإنسان الذي يعتمد على الأسماك كأحد أهم أشكال البروتين المفيد له.

“سلامونيلا و تسمم”

في البداية ، أدان الدكتور سامي طه، نقيب البيطريين السابق، استخدام أصحاب مزارع الأسماك أحشاء الطيور ومخلفات المجازر في تغذية الأسماك، موضحًا أنهم يخلطونها مع أعلاف الأسماك للتغلب على أزمةارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية.

ولفت “طه” في تصـريح خــاص لــ”صدى البلد”، إلى أن إلقاء هذه المخلفات في الماء، يصيب السمك والإنسان معا بـمرض “السالمونيلا” علي حد سواء، وتعني التسمم الغذائي الذي تسببه المخلفات الحيوانية.

وتابع أن،أكثر أنواع الأسماك تأثرا بالمواد الملوثة” السمك البلطي والبوري”، وأوضح أن وزارة الزراعة أصدرت بالفعل في وقت سابق قرارا يلزم بالإشراف الطبي علي الثروات الحيوانية بما فيها السمكية، ولا سيما أن مزارع الأسماك بمصر تحتل مكانا كبيرا في الإنتاج السمكي.

“ذكور فقط”

وقال إن الرقابة على مزارع الأسماك غائبة، سواء من جانب وزارة الصحة أو البيطريين، فمزارع الأسماك تتلقى جرعات “الهرمونات” التي تعمل على تحويل جميع الأسماك في المزرعة الواحدة إلى “ذكور” بهدف تحقيق عائد اقتصادي أعلى، مشددًا على ضرورة وضع معايير محددة ودقيقة تحت إشراف من كبار البيطريين.

وحذر “طه” من إعطاء السمك جرعات من الهرمونات دون إشراف طبي بيطري، مؤكدا أنه يؤدي إلى ضرر منظومة الهرمونات عند الإنسان أيضا عند تناوله الأسماك التي خضعت لهذه العملية.

“سمعة سيئة”

ومن جانبه أكد الدكتور علاء الحويط، عميد كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن أغلب المصريين يتجنبون أكل أسماك المزارع بسبب السمعة السيئة الموصومة بها على عكس الحقيقة تماما.

وقال “الحويط” في تصريح لـ”صدى البلد”: إن هناك عدة أسباب نفرت الناس من تناول أسماك المزارع، ولها “هرمنة الأسماك”، فقد ظهرت حملات مضادة لمزارع الأسماك تتهمها بإعطاء هرمونات لتغذية لأسماك وأن هذا له خطورة على صحة الإنسان، وهذا غير صحيح، حتى إن بعض الدول منعت استخدام الهرمونات ومازالت السمعة تلاحق مزارع السمك، والأمر الثاني هو الثقافة، فالمصريون معتادون على طعم أسماك البحار التي يختلف طعمها بالطبع عن أسماك المزارع التي تتغذى على “عليقة” – علف أسماك- تتكون من بعض العناصر الغذائية بنسب معينة لرفع الطاقة الإنتاجية للأسماك، وبالتالي فمن اعتاد على طعم معين قد لا يتقبل مغايرة هذا الطعم.

“حالات شاذة”

وأضاف أنه منذ فترة شنت وزارة البيئة حملات تفتيشية على المزارع السمكية وضبطت بعض الحالات الشاذة التي يقوم فيها أصحاب المزارع على إطعام السمك أحشاء الدجاج ومخلفاته، وهذا الإجراء له خطورته رغم أن هناك أنواعا معينة من الأسماك تأكل هذه الأحشاء مثل القراميط، وهذا الطعام قد يؤدي إلى نفوق الأسماك، والمشكلة الأكبر إذا تبقى شيء من هذه المخلفات في السمكة وانتقلت إلى الإنسان، فسيكون له ضرر على صحة الإنسان، ورغم أن هذه المخالفة تم ضبطها في عدد محدود من المزارع إلا أن سمعتها السيئة تطارد أسماك المزارع إلى الآن.

وأوضح أن المزارع السمكية تستخدم نوعا من الغذاء يسمى (بيلتس) وهي عبارة عن عناصر غذائية مختلفة بنسب معينة توضع داخل قمح ويتم تغذية الأسماك عليها، لرفع طاقتها الإنتاجية.

“اشلينا كولاي”

وفي السياق ذاته أكد الدكتور مجدي نزيه، خبير التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، أن تغذية الأسماك على أحشاء الدواجن يصيب الإنسان بنوع من البكتيريا وهو بكتيريا القولون التي يطلق عليها اسم “اشلينا كولاي”؛ وذلك لاحتواء أحشاء الدجاج على فضلات.

وأوضح نزيه في تصريحات لـ”صدى البلد” أن بكتيريا القولون تسبب التسمم الغذائي والذي قد يصل إلى حد التسمم الغذائي الشديد.

ومن جانبه أكد أستاذ الثروة السمكية والإنتاج الحيواني بجامعة الإسكندرية الدكتور عبد العزيز نور أن تناول السمك لأحشاء الدواجن يصيب الجهاز الهضمي والمناعي للسمكة، وهو الأمر الذي قد ينتقل إلى الإنسان ومن ثم إصابته بأمراض خطيرة منها الأمراض السرطانية.

يذكر أن مزارع الأسماك في الفترات القليلة الماضية أشيع أنها تستقبل كميات كبيرة من أحشاء مجازر الدجاج التي تسبب كثيرًا من الأمراض التي تهدد مستقبل الثروة السمكية وتلحق الضرر بصحة الإنسان.

“التغذية السليمة”

أكد الدكتور محمد الشافعي ، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن ، أن المجازر تفرم الأحشاء الخاصة بالدواجن والدماء معا ثم تطهوها على درجة حرارة معينة وذلك لتحويلها الي بودرة يتم استخدامها في تصنيع بروتين حيواني ، مؤكدا أن استخدام الاحشاء بشكل مباشر دون فرمها كغذاء للحيوان يؤدي الي إصابة الحيوانات بأمراض كثيرة في الجهاز الهضمي والمناعة ومن ثم نقلها الي الإنسان.

وقال نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن في تصريحات خاصة لـ”صدى البلد ” إن البودرة التي تنتج من طحن أحشاء الدواجن مع الدماء سليمة ونقية تماما ولا يوجد بها أي أضرار أوميكروبات، موضحا أن تلك البودرة يتم استخدامها إما في تصنيع أسمدة عضوية غنية بالبروتين الحيواني تستخدم كأعلاف للحيوانات أو في غذاء الثروة السمكية التي تُربى في المزارع.

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى