الأخبار

جريمة دير أبو مقار.. من المستفيد؟

حادث مقتل رئيس دير أبو مقار الاسقف أبيفانيوس، ربما يعد الأول فى تاريخ الرهبنة القبطية للكنيسة الأرثوذكسية, الذى يستهدف شخصية بهذا الحجم داخل أسوار الدير وعلى بعد أمتار من قلايته، فالجريمة مروعة والمصاب جلل، والتداعيات خطيرة فى ظل استهداف مصر وبالذات أقباطها، فمرتكب الجريمة يعلم جيدا ماذا يفعل، وكيف ينفذ جريمته؛ فهو ليس قاتلا بالصدفة أو فعلها لمجرد الانتقام من راهب مسالم بدرجة رئيس دير.

فالراهب عموما مات عن العالم، لا يضمر شرا لأحد ولا يتسلل الحقد الى قلبه، فلا خصومة أو عداء مع الآخرين، إذن القاتل كانت له مقاصد من جريمته، منها اثارة الفتنة والانقسام بين الأقباط بعضهم بعضا أو بينهم وبين إخوتهم المسلمين، وأيضا إثارة الفزع بين مجتمع الرهبنة الآمن المسالم؛ ومن ثم إثارة الخوف فى نفوس الاقباط المترددين على الاديرة، كما حدث عقب حادث «دير الانبا صموئيل المعترف» بالمنيا.

وأعتقد أن فريق البحث الذى تشارك فيه كل أجهزة وزارة الداخلية، يضع كل الاحتمالات أمامه؛ فقد كان تحرك الجهات الأمنية على مستوى الحدث الخطير وادراكا لتداعياته.

وحسنا فعل البابا تواضروس عندما طالب رهبان الدير بعدم التحدث الى الإعلام وطرد الانحراف من داخلهم لان الرهبنة موت عن العالم، لقد جاءت كلمات البابا باكية حزينة وهو يغالب دموعه يحاول التماسك أمام رعيته، حزنا على رحيل أسقف من الوزن الثقيل، وكما وصفه البابا كان يتمتع بوداعة الحكمة وغزارة المعرفة والبساطة فى كل شىء، وهى سمات قديس يعيش بيننا، ويبدو أنه تعجل الرحيل، ولكن من هو المستفيد من هذا الرحيل المفاجئ؟.. أعتقد أنه فشل فى مقصده.

 

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى