الأخبار

لماذا قال المصريون «ولا يوم من أيامك يا مبارك؟»

لم يكن من السهل نطق الكلمة، التفوه بها هكذا، مبارك لم يكن يحبه الكثيرون، يشهد على ذلك ملايين الثائرين الذين طالبوا بخلعه في 25 يناير 2011، «ولا يوم من أيامك يا مبارك» تجسيد للكفر بالثورة، واعتراف بالفشل.

ما الذي دفع المصريون إلى قول تلك الكلمة، هذا الكفر، خبراء علم النفس يحاولون تحليل تلك الظاهرة التي تعد فريدة، شعب ثار على رئيس وترحم على أيامه بعد ذلك.

«الناس بتقول كده من اللي شافوه.. الأسعار ولعت والشعب كتر خيره أنه مستحمل كل ده» هكذا بدأ الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي حديثه لـ«فيتو»، متابعًا: المصريون يرددون هذه الجملة، هذه الأيام، على سبيل التحسر والتهكم على الأوضاع التي يعيشها حاليًا في ظل تدني الأجور وعدم قدرتها على سد احتياجاتهم الأساسية.

إنجازات الرئيس
وتابع «فرويز»، أن الأمر ليس تقليلًا من الرئيس السيسي ولا إنكارًا لمجهوداته المستمرة لبناء مصر وتنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية، مضيفا أن الذي ينكر إنجازات الرئيس إما جاحد أو حاقد.

وأضاف أن أسلوب الفكاهة يغلب دائمًا على مواقف الشعب المصري حتى في وقت الأزمات، لافتًا إلى المثل الشعبي «متعرفش قيمة أمك غير لما تجرب مرات أبوك».

واستطرد، أستاذ الطب النفسي، أن ثورة يناير لم تظهر لنا إلا الجانب السيئ حتى الآن، مشيرًا إلى أن الأمر طبيعيًا وأن الثورة الفرنسية استغرقت 125 سنة حتى جنت ثمارها.

وأكد أن مؤسسات مصر جميعها تهاوت بعد الثورة ما عدا المؤسسة العسكرية، ونحن الآن في مرحلة البناء وإعادة الهيكلة وعلى الشعب أن يصبر حتى يتخطى أزماته، مطالبًا بضرورة نشر الوعي السياسي بين جميع فئاته.

الأمل موجود
«الشعب المصري شيال ولما يكون في محنة بيتحمل»، هذا ما أكدته الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ضاربة المثل بالفترة التي عاشها المصريون في أعقاب نكسة 1967 واختفاء السكر والعيش والفراخ، فقدم نموذجًا في التحمل والمسئولية.

وتابعت «خضر» في حديثها لـ«فيتو»، أن عددًا كبيرًا من الأسر المصرية أصبحت تعيش معاناة حقيقية، ولكن رغم صعوبة المشهد إلا أن المصريين مكملون والأمل موجود في مستقبل أحسن، مؤكدة أن الرئيس السيسي لا يدخر جهدا في إعادة بناء مصر ويفعل من أجلها ما لا يستطيع أحد أن يتخيله، ليصل بها إلى مرحلة الاستقرار الاقتصادي.

30 سنة من غير تنمية حقيقية
وتعليقًا على المقولة، أكد الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أنه ليس كل ما يقال ويردد على مواقع التواصل الاجتماعي «صحيح» ويعكس رأي الشارع المصري، مشيرًا إلى أن هناك جماعات تسعى إلى دس شائعات وأفكار مغلوطة من أجل إرباك المجتمع.

وأشار إلى أن مثل هذه المقولات لا تخرج إلا من «متخلفين» أو ضعاف العقل، متابعًا، «إن ما وصل إليه البلد من تدهور بسبب 30 سنة بدون أي مشروعات تنمية.. مبارك كان بيضحك على الناس بالأكل والشرب في ظل عدم سيطرة على التضخم وخصخصة لمشروعات كانت ملء السمع والبصر».

وتابع في حديثه لـ«فيتو»، «السيسي مش ساكت وعلى نهاية السنة كل الموازين هتتعدل»، مطالبا المصريين بالصبر 6 أشهر كما وعد الرئيس، مشيرا إلى أن مصر مستهدفة وتواجه خطر الإرهاب في سيناء والصحراء الغربية.
فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى