أعلن الأب وليم سيدهم اليسوعى، قبل قليل، وفاة الأب منير خزام اليسوعى.
الأب منير هو الرائد الكبير فى مجال العمل الاجتماعى والتطوعى بمصر.
ولد الأب منير فى مصر الجديدة عام 1932، لأسرة ملتزمة روحيًا تتكون من 8 أبناء 4 أولاد و4 بنات، وكان والده يعمل مستشارًا بالقضاء، ووالدته ربة منزل.
وحصل على شهادة الثانوية من مدرسة العائلة المقدسة Jesuit بالفجالة، وليسانس الآداب فى الفلسفة وعلم النفس من جامعة بيروت.
وترهبن فى الرهبنة اليسوعية الكاثوليكية وهى رهبنة أسسها القديس أغناطيوس دليولا وهو إسبانى، لكنه بدأ فى باريس وكان عدد رهبانها 10 رهبان أصدقاء، وانتشرت فى الهند على مستوى العالم، واسم يسوعى نسبة ليسوع المسيح.
حيث بدأ حياة الرهبنة فى دير الآباء اليسوعيين بالمنيا عام 1965 وخدم بها لمدة 12عاما، وتركز عمله خلالها على تكوين الأطفال والشباب والمعاقين، من خلال العديد من الأنشطة.
فى عام 1965 تكون أول فريق كشافة يجمع بين المسيحيين والمسلمين فى حى جنوب مدينة المنيا لخدمة أحياء الإسعاف وأبو هلال بالمنيا، وفى عام 1966 بدأ أول برنامج لتمكين ودمج المعاقين جسديا بالتعاون مع الدكتور جلال زكى بأسيوط وتم عمل مركز متكامل للمعاقين جسديًا بالمنيا وأصبحت فيما بعد جمعية الجزويت بالمنيا المسؤولة عن قطاع المعاقين فى محافظة المنيا بدلا من مركز الدكتور جلال ذكى بعد تدريب وتأهيل فريق عمل على مستوى عال من الكفاءة.
وفى عام 1988 طلب منه الأنبا اغناطيوس يعقوب مطران إيبراشية طيبة الأقصر، أن يذهب هناك لخدمة ثلاث قرى غرب مدينة الأقصر “المريس، أرمنت الحيط وأرمنت الوابورات”.
ووصل إلى الأقصر وساعد 4 من المتطوعين فى تنفيذ مجموعة من الأنشطة للأطفال والشباب والفتيات تمثلت فى أنشطة ومعسكرات كشفية، دروس تعليمية، أنشطة رياضية وتقديم الإسعافات الأولية.
فى ذلك الوقت، أيضا حاولت فتح قنوات للتواصل والتعاون مع المؤسسات والقيادات الدينية والطبيعية والرسمية، قُوبِلَت تلك المبادرات بالترحاب من قيادات ومؤسسات مجتمعية كثيرة.
بدأ الأنبا منير خدمته مع الأطفال الفقراء والأيتام، حيث كان وشباب القرى يجمعون الأطفال، ويقدمون لهم الوجبات ويساعدوهم فى مصاريف دروس المدرسة ثم اختار الأطفال الأشد احتياجًا وأسس دارا “النعمة” للأيتام عام 1993 لخدمة الأطفال الأيتام من محافظات الجنوب، وكانت الدار بقرية أرمنت الوابورات ووصل عدد الأطفال 7 أطفال، وتخرج من هذا الدار أكثر من 100 شاب.
وفى عام 1993 قام بإشهار جمعية “مفتاح الحياة” برقم 416 قنا، لتكون المائدة التى يلتقى حولها الجميع، والشريك الذى يعمل بكل جهد وحب لتنمية القرية المصرية فى صعيد مصر.
وتعمل الجمعية حتى الآن فى 40 قرية، بالشراكة مع 50 جمعية محلية والجهات الحكومية المعنية، فى تنفيذ العديد من المشروعات فى مجالات التعليم مثل دروس تقوية للأطفال مسلمين ومسيحيين.
وقد استطاع خزام جمع الشباب حوله من المسلمين والمسيحين، بسبب بساطة طريقته فى التعامل واستخدامه لأساليب تربوية جاذبة، كما بدأ أول نشاط اجتماعى ورياضى بين الشباب المسيحى والمسلم المحيط بدير الآباء اليسوعيين بالمنيا، وكوَّن فرق كشافة تجمع بين المسيحيين والمسلمين من أبناء الحى وتلاميذ المدرسة.
استطاع خلال فترة قصيرة تكوين مجموعة كشفية مميزة وقام بتسجيلها فى الاتحاد الإقليمى للكشافة بالمنيا، وأصبحت مسؤولة عن تكوين فرق كشفية فى قرى محافظة المنيا ومتابعتها لأكثر من 10 سنوات متتالية.
ولم تعلن بعد ترتيبات صلاة الجنازة على جثمان الأب الراحل.