منوعات

اللحظات الحرجة.. أسرار الأيام الستة الأخيرة قبل توقيع “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل

 

 

فى وقت متأخر من مساء الأحد ١٧ سبتمبر ١٩٧٨، وقع كل من الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجن، بوساطة الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، داخل منتجع «كامب ديفيد»، اتفاق السلام الذى أنهى ٣٠ عامًا من الصراع بين مصر وإسرائيل، والذى حلت ذكرى توقيعه الـ٤٠، أمس الإثنين.
وكشفت تقارير لصحيفة «لو فيجارو» الفرنسية، ووكالة «سى إن إن» الأمريكية، عن تفاصيل الاجتماعات والمفاوضات التى سبقت توقيع المعاهدة، والتى بدأت فى الثلاثاء ٥ سبتمبر ١٩٧٨، واستغرقت ١٣ يومًا.
وضم الوفد المصرى بجانب الرئيس السادات كلًا من محمد إبراهيم كامل، وزير الخارجية، وبطرس غالى، وزير الدولة للشئون الخارجية، وأشرف غربال، سفير مصر لدى الولايات المتحدة، وأحمد ماهر، مدير ديوان وزير الخارجية، وأسامة الباز، وكيل وزارة الخارجية، وعبدالرءوف الريدى، مدير التخطيط السياسى فى الوزارة، ومحمد حسن التهامى، نائب رئيس وزراء مصر.
وتكون الوفد الإسرائيلى من وزير الخارجية الإسرائيلى، موشيه ديان، ووزير الدفاع، عيزرا وايزمان، والبروفيسور أهارون باراك، عضو المحكمة الإسرائيلية العليا، المستشار القانونى لرئيس الوزراء، واللواء أبراهام تامير، مدير تخطيط الجيش، والسفير سيمشا دينتز، ومئير روزين، المستشار القانونى لوزير الخارجية.
وأكدت التقارير أن الأيام الستة قبل توقيع الاتفاقية كانت الأصعب من ناحية المفاوضات والمباحثات التى سبقت التوقيع، والتى بدأت فى الثلاثاء ١٢ سبتمبر ١٩٧٨.
12 سبتمبر 1978
عقد جيمى كارتر وكامل وأحمد ماهر مباحثات ثلاثية، والغريب أن كارتر التقى كامل وماهر أثناء ركوب الدراجة، وكان اللقاء عبارة عن مناقشة عامة موجزة، قال فيها كارتر إنه لا يريد أن يتحمل السادات عبء المفاوضات حول الضفة الغربية وحده، وينبغى أن يشارك الملك حسين فى محادثات السلام، معتبرًا أن الإسرائيليين سيكونون على استعداد للنظر فى الاقتراحات المصرية الأخرى.
والتقى كارتر كلًا من السادات وبريجنسكى وبيجن، ودار النقاش بين الثلاثة حول المستوطنات، فى الوقت الذى التقى فيه فانس مع وديان خلال وجبة غداء، قال ديان لـ«فانس» خلالها إنه «لتفادى انهيار المفاوضات، ينبغى فصل اتفاق الضفة الغربية وغزة عن سيناء».
13 سبتمبر 1978
التقى كارتر كلًا من باراك وأسامة الباز، ودار اللقاء حول صياغة بيان بشأن تنقيح ورقة الاتفاقية الشاملة. وفى اليوم نفسه أيضًا التقى كارتر مع باراك وأسامة الباز مجددًا لمواصلة إعادة الصياغة بشأن ورقة إطار شامل جديدة.
14 سبتمبر 1978
التقى كارتر الرئيس السادات لمعرفة رد فعل الأخير على عمل لجنة الصياغة المشتركة التى تمت فى اليوم السابق، فيما التقى إييلتس مع كامل، ودار الاجتماع حول وثيقة مشروع سيناء.
15 سبتمبر 1978
شهد لقاء فانس مع السادات وبراون وكامل وغربال، وحاول الرئيس المصرى أن يؤكد صعوبة توقيع اتفاقية مع كارتر، إذا لم يوقع بيجن عليها أيضًا، وقال لـ«كارتر»: «إذا لم يوقع بيجن فسوف يصبح الاتفاق بداية لمزيد من التنازلات فى أى مفاوضات مستقبلية».
فى نفس اليوم التقى كارتر مع السادات منفردًا، وحاول امتصاص غضب الرئيس المصرى وطلب منه ألا يغادر وفد بلاده وينتظر حتى يوم الأحد، ما يسمح ببذل جهد آخر مع الإسرائيليين للحصول على موافقتهم على النصوص الشاملة المنقحة وإطار سيناء.
16 سبتمبر 1978
التقى كارتر، السادات، وخلال «تمشية» صباحية ناقش الرئيسان الإطار الأخير للاتفاقية، فيما التقى فانس وايزمان، ولم تكشف الوثائق عن موضوع لقائهما. وناقش مونديل مع ديان وفانس وباراك وهارولد ساوندرز وسام لويس ووليام كواندت، التغييرات النصية الإسرائيلية المقترحة على وثيقة الإطار الشاملة.
وفى اليوم نفسه، التقى كارتر ووايزمان لمناقشة الإطار الخاص بسيناء، كما التقى كارتر والسادات وفانس وأسامة الباز لمناقشة الصياغة والجزء الخاص بسيناء، ثم التقى كارتر وبيجن وفانس وديان وباراك وباقى الوفد الأمريكى لمناقشة قضية المستوطنات.
17 سبتمبر 1978
التقى فانس وديان والوفد الأمريكى باراك والوفد الإسرائيلى، لمناقشة أوضاع القدس، فيما بحث كارتر وديان ومونديل ووايزمان وفانس وباراك وهاملتون جوردان وسيمشا ديانتز فى لقاء ثانٍ الملف ذاته بجانب عدة نقاط فى اتفاق سيناء.
والتقى كارتر مع السادات وفانس وأسامة الباز، لوضع الصيغة النهائية على الوثائق الإطارية للاتفاقية، تلاه لقاء مماثل بين كارتر وبيجن وفانس وباراك.
وصافح السادات وبيجن بعضهما بعضًا فى نفس اليوم، وأقلعت طائرات هليكوبتر مصرية وإسرائيلية من كامب ديفيد لنقل وفدى البلدين إلى البيت الأبيض، حيث أقيم حفل لتوقيع الوثائق والاتفاقية.

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى