تكنولوجيا

لماذا تلجأ المواقع الكبرى إلى «الزيارات الوهمية»؟! «22»

 

تلقى أحد أصدقائي المقربين، عرضًا من أحد أعضاء «مافيا الزيارات الوهمية»، المعروفة في سوق الصحافة الإلكترونية، بمقابل مادي زهيد للغاية، وذلك بدافع رغبته في تحسين ترتيب موقعه المتخصص، حتى يستطيع جلب إعلانات.

بعيدًا عن موضوع «مافيا الزيارات الوهمية»، وما يتضمنه من كواليس وأسرار، تكشف كيف وقعت مئات المواقع في الفخ؟.. قد أتفهم الحافز النفسي، لكثير من صُناع المواقع الصغيرة إثر تحسين ترتيبهم في التصنيف، حتى لو كان ذلك مجرد أوهام، فـ«الوهم صناعة مصرية أصيلة»، لكن لماذا تلجأ المواقع الكبرى؟!، وهل الترتيب المتقدم دليل على قوة الموقع؟.

«سوق المنافسة»، في المواقع الإخبارية، كأي صناعة، ينقسم إلى 44 فئة رئيسة، هي «القادة، والمغامرون، والتابعون، ومتجنبو المنافسة»، ولكل فئة، صفات ومميزات واستراتيجيات وخطط تختلف عن الأخرى.

«في مصر»، لا توجد سوى 3 مواقع فقط، تحمل بعضًا من سمات «القادة»، وليس كلها، فيما تقع 98%، من المواقع، ضمن فئة التابعين، يقلّدون كل جديد، يطرحه «القادة» في السوق، هذا الوضع يجعل لجوء المواقع الكبرى إلى الزيارات، جريمة لا تغتفر، فهي لا تضر نفسها فقط، بل تنقل المرض إلى المواقع الأخرى.

إذا ما وضعنا «الفوضى والعشوائية»، في تدشين المواقع الإخبارية، وأضفنا لها بعض الظواهر السلبية، التي باتت راسخة في مجال الإدارة، ونتج عنها ظهور مافيا «الزيارات الوهمية والتصميمات المقلدة»، سنجد أن من المنطقي، أن تلجأ المواقع الكبرى إلى الزيارات الوهمية، بهدف الحفاظ على صدارتها للمشهد، ولتخفيف حدة الضغوط التي تتعرض لها، فكل يوم تظهر مواقع جديدة، وتتمكن من جذب عدد من القراء، فتتقلص حصص المواقع الكبرى كنتيجة طبيعية.

وفي هذه الحالة تسعى المواقع الكبرى إلى تطبيق استراتيجية «الحفاظ على الصدارة» التي تتضمن 3 خيارات علىالنحو التالي:

الدفاع الوقائي: عبر زيادة المخصصات المالية لصالح التسويق، في محاولة لاجتذاب الجمهور الهارب منها، ويكون ذلك إجراء وقتي.

الدفاع المتحرك: عبر الاهتمام بمواد صحفية جديدة سقطت سهوًا مع دورة العمل السريعة؛ بهدف جذب جمهور جديد.

الدفاع بالانسحاب المؤقت: عبر ترك مساحة للمواقع الصغرى، للاستحواذ على بعض الجمهور، الذي يحتاج نوعية معينة من الموضوعات، لا يستطيع الموقع إنتاجها في الوقت الحالي.

لكن لأن «الوهم صناعة مصرية»، خرج خيار رابع يعتمد على صناعة الوهم عبر شراء الزيارات لتحسين التصنيف على موقع «أليكسا»، رغم أن أغلب المُعلنين لا يعتمدون حاليًا على هذا الموقع؛ «لسوء سمعته» و«ضعف حساباته».

استراتيجية «الحفاظ على الصدارة»، هي في الأساس مفهوم فطري، فالقوي دائمًا يسعى للحفاظ على سيطرته بكل الطرق، ومجرد التفكير في انهيار مكانته، سيكون دافعًا قويًا له للانتحار، ومن هنا ستجد أن الزيارات الوهمية ما هي إلا أعراض ظاهرة، تؤكد إصابة المواقع الكبرى بـ«الاكتئاب»، وأنها بدأت مسلسل «الانتحار السريع».

الخلاصة

«المواقع الإخبارية»، كأي كائن حي، يمر بمرحلة تكوين منظمة، ثم يولد ويبدأ في النمو بشكل تدريجي، حتى يصل إلى قمة النضج، ثم يبدأ مسلسل التدهور، بفعل عوامل المُنافسة والصراع والتطور التقني، وهنا تكمن الحاجة الملحة لـ«استراتيجية التطوير المستمر».

للتواصل:

علي التركي

مدير عام تحرير موقع «البوابة نيوز»

[email protected]

 

مقالات تهمك:-

مبادرة لإنقاذ الصحافة الإلكترونية «1»

لماذا «جوجل» منقذ الصحافة الإلكترونية؟ «2»

لماذا تخسر المواقع الإخبارية مع «جوجل»؟ «3»

كيف تربح المواقع الإخبارية؟ «4»

الكيان المؤسسي في المواقع الإخبارية.. الفريضة الغائبة «5»

فن صناعة المواقع الإخبارية.. «التخطيط» «6»

تصور مبدئي لإنشاء موقع إخباري ناجح «7»

شركات الإنترنت وتدمير «صحافة الفيديو».. «8»

كيف تحمي موقعك من النصابين؟ «9»

7 يفسدون موقعك الإخباري «10»

«مسمار جحا» في قانون الصحافة «11»

«أنا منافق إذا أنا موجود».. «12»

عن أزمة الصحافة.. كيف تصنع بطلًا من ورق؟ «13»

العلاقة بين الصحفي والمصدر «تجارة رقيق».. «14»

«التصميم التجاوبي» والمواقع الإخبارية «15»

«الذهنية الورقية» تحرق المواقع الإخبارية «16»

الصحافة الورقية «ماتت».. والإلكترونية مريضة بـ«التوحد»! «17»

«الصحافة» و«فيس بوك» صراع دائم وهدنة مؤقتة «18»

عبدالله كمال ونبوءة المحتوى المتعمق في المواقع الإخبارية «19»

هل تستطيع «الذهنية الإلكترونية» صناعة صحيفة ورقية؟ «20»

كيف جعلت الصحافة الإلكترونية «العلم في الراس والكراس»؟ «21»

لماذا تلجأ المواقع الكبرى إلى «الزيارات الوهمية»؟! «22»

 

 

 

 

اليوابة نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى