الأخبار

مواطنون يبحثون عن “صدفة سعيدة” لحل مشاكلهم

242

 

 

 

صدفة سعيدة قد تحيل مواطن من التعاسة إلى الفرح، فقط إذا توافرت وانتبه له المسؤول تصبح طلباته البسيطة والبديهية أوامر، ويشعر فجأة كأنه ملك الكون، ابتسامة واسعة على وجه الأم الشابة “أسماء” بعد مقابلتها رئيس الوزراء الذي وعد بعلاج ابنها بعدما ظهرت فجأة خلال وقفة الكلب “ماكس” تطالب بعلاجه، حظ اعتبرته الشابة سعيدًا جدًا، لكنها تمنَّت في الوقت نفسه أن يتوافر للمئات ممن مرَّت بهم في رحلة عذابها وطفلها الصغير.

الشعور ذاته راود أهالي ترعة الطويلة بالمطرية، الذين وقفوا ساعات طويلة بلا أمل أمام مخزن الأنابيب قبل أن يفاجئهم محافظ القاهرة ويسأل عن سر الوقوف ليكتشف أن حصة المخزن 300 أنبوبة لم تصل بعد، ويأمر للواقفين بـ1000 أنبوبة لتسد احتياجاتهم، صدف لا تتوافر لكثير من المواطنين ومن بينهم وليد أبو دسوقي، الشاب المنتمي لرابطة بطالة الحوامدية، تمنى لو أن مسؤولًا ينتبه له ولمشكلته هو وعشرات من زملائه الراغبين في العمل دون جدوى: “حاولنا نمشي بالطرق الطبيعية، شكاوى والتماسات مفيش فايدة، المحافظ ماقبلناش غير لما عملنا وقفة، قالولنا كلام لا قدم ولا آخر ونهاية المتمة مخدناش حق ولا باطل ولسة عايشين نفس الأزمة”.

كثيرًا ما تمنى الشاب الثلاثيني صدفة تضعه أمام رئيس الوزراء أو مسؤول كبير وتجعل قلبه يرق له ولأسرته الصغيرة، لعل وعسى يحصل على عمل جيد براتب يوفر لهم حياة كريمة: “بلد ماشية بالصدف، الواحد قلبه وجعه، والوضع هايستمر على كده لأن المسؤولين بيتعاملوا بطريقة بلاش شوشرة، طول ما الناس ساكتة وبتتعامل في المتاح ينشفوا ريقنا، لازم فضيحة أو موقف مؤلم عشان ينتبهولنا”.

“للأسف الشديد نرى أسلوب إدارة غريب على طريقة (برامج الجوائز) تمارسه رؤوس الدولة، رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين، يعتمدون فيه على طريقة توحي للمواطنين بأن الفائز هو من يستطيع الوصول للمسؤول، وهو أمر مستحيل لملايين المصريين إلا قلة ممن يسعدهم زمانهم بهذا” يتحدث الدكتور أحمد أبو النور، الخبير في إدارة الأزمات، مؤكدًا: “المتعاملون مع هذا النظام أصبحوا يوقنون أنهم ليسوا حيال جهاز حكومي وإنما أمام برنامج جوائز يفوز به البعض بحل مشكلته التي عادة ما تكون من أبسط الحقوق كأنبوبة أو علاج، ويشعر فيه الباقون أن لسان حال الحكومة لهم حظ سعيد المرات المقبلة”.

يرى أبو النور أن هناك انفصالًا كبيرًا بين ما تنادي به الحكومة الحالية من إصلاح وبين غياب آليات واضحة لحل مشاكل المواطنين دون الحاجة لحظ أو صدف: “يتحدثون عن الإصلاح الإداري كأنه مطلوب تحقيقه في مكان آخر بخلاف الحكومة نفسه، بينما يرسخون طوال الوقت لدى الجمهور اليأس والاحباط بطريقتهم الحالية في إدارة الامور، والتي تعني بكل أسف انسداد كامل في شرايين الجهاز الإداري”.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى