الأخبار

أسرار رحلة وزير الخارجية الأولى إلى واشنطن

 

187

 

جون كيرى وضع نبيل فهمى أمام ممثلى الأجهزة الأمريكية وجهاً لوجه على طريقة جهاز كشف الكذب
■ القوى الخمس المؤثرة فى واشنطن «البنتاجون وتجار السلاح وشركات النفط وأجهزة المخابرات والمحافظين فى الكونجرس واللوبى اليهودى» أجبرت البيت الأبيض على مساندة مصر وإعادة المعونات العسكرية إليها 
■ صدق أو لا تصدق: آن باترسون تساند مصر فى الإفراج عن المعونات المجمدة وتوقيع بروتوكول للتعاون فى مجال إعادة الآثار المهربة
■ مستشارة الأمن القومى تركت القضايا الخطيرة وسألت عن سقوط باسم صبرى من شرفة بيته
■ وزير الخارجية الأمريكى ينفى التآمر على مصر ويعلن دعم أوباما للرئيس القادم ولو كان السيسى
ولد نبيل فهمى فى نيويورك عام 1951.. وتخرج فى كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية.. وخدم 9 سنوات سفيرا لمصر فى واشنطن قبل أن يصبح وزيرا للخارجية بعد ثورة يونيو.
لقد منحته هذه الخبرات ما لم تمنحه لغيره فى فهم العقلية السياسية الأمريكية.. وفك طلاسمها المعقدة.. المتشابكة.. يضاف إلى ذلك تشربه الحياة الدبلوماسية التى عاشها منذ صغره بجانب والده وزير الخارجية إسماعيل فهمى الذى استقال من منصبه أثناء مفاوضات كامب ديفيد.
وقت تجلت تلك الخبرات وأظهرت كرامتها فى زيارة نبيل فهمى الأخيرة إلى الولايات المتحدة.
إن القرارات التى تخرج من البيت الأبيض تتأثر بخمس قوى لها نفوذها فى اللعبة السياسية.. البنتاجون أو المؤسسة العسكرية.. تجار السلاح.. شركات البترول.. المحافظون.. والإيباك أو اللوبى اليهودى.
ولا تشغل تلك القوى نفسها بالقواعد الأخلاقية فى معاملاتها السياسية، وإنما تسأل عن حجم المصالح التى يمكن أن تحققها ومدى الاستفادة منها.. وقد أجمعت كلها على أن ما حدث فى مصر بعد 30 يونيو يحقق منفعة لها.. فلم تتردد فى مساندته رغم اعتراض البيت الأبيض عليه.
البنتاجون استثمر فى الجيش المصرى نحو 40 مليار دولار، ويصعب عليه تركها بسهولة.. يضاف إلى ذلك أن القيادة العسكرية القائمة الآن تؤمن بدور الجيوش النظامية على خلاف ما سبقها من جنرالات حرضوا على الحروب الأهلية واعتمدوا نظريات الفوضى.
وتجار السلاح يساندون بالفطرة كل ما يتخذه البنتاجون من مواقف وقرارات.. المصلحة بينهما مشتركة ودائمة ولم تتعرض من قبل لخلافات أو انقسامات.
وبتأثير من السعودية والإمارات ودول خليجية نفطية أخرى انضمت شركات البترول دون تردد إلى تلك الجبهة.
ويكره المحافظون كل ما يوصف بتنظيمات الإسلام السياسى من الإخوان إلى القاعدة ويرونها كلها- بلا تفرقة- تنظيمات إرهابية.. فوقفوا بالمرصاد فى الكونجرس لكل من يطالب بعقاب مصر بعد الإطاحة بحكم الجماعة.. وفى انتخابات التجديد النصفى لمجلس النواب فى نوفمبر المقبل سيسعون لكسب 13 مقعدا إضافيا حتى يتمتعوا بأغلبية تشل أوباما.. وتجعله رئيسا بلا صلاحيات طوال المدة المتبقية له فى الحكم.
ومن جانبه لم يتردد الإيباك فى الضغط على الكونجرس لمنع صدور قرارات بعقاب مصر فى يوليو الماضى.. حرصا على معاهدة السلام بينها وبين إسرائيل.. وخوفا من تزايد العمليات الإرهابية فى سيناء.. على حدودها.
لاشك أن نبيل فهمى يستوعب تضاريس هذه الخريطة.. ويجيد التعامل مع سهولها وهضابها.. والدليل على ذلك برنامج رحلته الأخيرة إلى واشنطن بدعوة من وزير الخارجية جون كيرى.. وقد كنت هناك.. أتابعها خطوة بخطوة.. ولقاء بقاء.
كانت الزيارة هى الأولى لوزير خارجية مصر بعد 30 يونيو.. وقد كان مجرد وجوده فى العاصمة الأمريكية فى حد ذاته وبدعوة رسمية من حكوماتها نوعا من الاعتراف بالواقع السياسى الجديد فى مصر.. وإن كانت الإدارة هناك ظلت حريصة على عدم توصيف ما جرى فى مصر.. لا وصفته بالثورة.. ولا أعلنته انقلابا.. وهو ما منحها مراجعة فى التفكير.. ومرونة فى الحركة.. ومؤخرا وجدت أن عليها التفاهم مع مصر على خارطة مستقبل العلاقات معها.
طوال الشهور الماضية لم تتوقف الاتصالات بين جون كيرى ونبيل فهمى.. ولكن.. فجأة طلب الوزير الأمريكى من نظيره المصرى اللقاء وجها لوجه فى واشنطن.. فكانت الزيارة التى تجاوزت حدود وزارة الخارجية إلى ما هو أبعد واشمل.
فى لقاء الوزيرين كانت هناك أكثر من مفاجأة غير متوقعة.
منها أن المباحثات بينهما لم تقتصر على ممثلى الخارجية فى الجانبين كما هو معتاد وإنما فرضت على الجلسة شخصيات غريبة تمثل مؤسسات وجهات مختلفة فى الإدارة والأجهزة الأمريكية جاءت تشارك وترصد وتتأمل وتراقب.. والمؤكد أنها وضعت كل كلمة يقولها نبيل فهمى وكل حركة تصدر عنه تحت الفحص الدقيق.
ومنها أن جون كيرى قطع فجأة سياق حديثه المتدفق فى اتجاه ما منحرفا بحدة ناحية اتجاه آخر ليقول: «إن بلاده لم تتآمر على مصر».. فهل كان يتحسس «بطحة» فى رأسه؟.. أم أراد تصفية أجواء غائمة تسيطر على العلاقات بين البلدين؟.. ومهما كانت اجتهادات الإجابة، فإن نفى التآمر على مصر جسد رغبة أمريكية فى عدم خسارتها خاصة بعد أن دخلت روسيا على الخط.
وقبل الزيارة كانت مصر تعرف بخبر تسلمها طائرات «الأباتشى» العشر، وإن أعلن الخبر قبل وصول نبيل فهمى إلى واشنطن فى لقاء جون كيرى مع مدير المخابرات المصرية اللواء محمد فريد التهامى.
كان تسليم هذه الطائرات بمثابة اعتراف من الإدارة الأمريكية بأن مصر تحارب الإرهاب وإن جاء هذا الاعتراف متأخرا بعد أن أدركت واشنطن أنها لن تنجو من الخراب والدمار الذى تسببه التنظيمات الإسلامية المسلحة.. إن جنودها فى جنوب ليبيا يقتلون بالسلاح الأمريكى.. وجنود الجيش الأردنى الذين تدربهم فى عمان سرعان ما ينضم بعضهم إلى القاعدة.. ليقاتل فى صفوفها.
لقد ساهمت واشنطن بحسن نية فى دعم الإرهاب واصبح عليها أن تعود للتعاون مع مصر لمحاربته.
وهنا.. نال الملف الليبى عناية خاصة فى مباحثات نبيل فهمى مع جون كيرى بجانب مباحثاته مع وزير الدفاع تشاك هيجل.. إن ليبيا أصبحت أفغانستان الشرق الأوسط.. جذبت كل التنظيمات الإرهابية إليها.. مستفيدة من ثروات النفط.. بلا حاجة إلى تمويل خارجى.. ومستفيدة من مخازن السلاح المتطور التى ضمت على سبيل المثال 20 ألف صاروخ حرارى محمول على الكتف يمكنه إسقاط الطائرات كما حدث فى سيناء.
ويشعر جنرالات البنتاجون بالقلق من فكرة التدخل العسكرى فى ليبيا.. عقدة فيتنام لا تزال تحكمهم.. كما أنهم يشعرون بنفس الكم من القلق من فكرة عدم التدخل.. عقدة رواندا لا تزال تحكمهم أيضا.. فقد تركت رواندا فريسة لحروب أهلية شرسة شهدت مذابح جماعية لم تعرفها البشرية من قبل.. ورغم أن هناك رغبة فى تقوية السلطة المركزية فى ليبيا، لكنها رغبة لن تسفر عن شىء.. وربما كان الحل الوحيد الأقرب للصواب أن تتدخل الأمم المتحدة كما فعلت فى الكونجو بقوات مقاتلة تحت شعار فرض السلام وحماية الاستقرار.
ومن جانبها أعلنت الإدارة الأمريكية منظمة «أنصار بيت المقدس» منظمة إرهابية بعد أن توافرت لديها الأدلة على ذلك، منها اعتراف تلك المنظمة بنفسها بعمليات قامت بها منها تفجير خط الغاز فى سيناء ومحاولة اغتيال وزير الداخلية.. وفى الوقت نفسه طالبت الإدارة مصر بتقديم الأدلة على أن الإخوان جماعة إرهابية.. ملقية بالكرة فى ملعبنا.
وكثيرا ما يتورط الإعلام المصرى فى روايات خادعة مثل رواية شريف سبعاوى المصرى المهاجر إلى كندا.. فقد قدم طلبا إلى البرلمان هناك باعتبار الإخوان جماعة إرهابية ونفخت صحف وقنوات فى الطلب بينما لا يزال مجرد طلب مثل عشرات الطلبات المشابهة.
لكن.. لو كانت بريطانيا جادة فى التحقيقات التى تجريها بشأن الإخوان فإن ذلك سيؤثر بالقطع على الموقف الأمريكى من الجماعة.. فلو كانت الولايات المتحدة عضلات فإن بريطانيا العقل الذى يحركها.
وناقش نبيل فهمى مع جون كيرى مشكلة سد النهضة قائلا: «نحن نريد أن نكسب ولكن دون أن تخسر أثيوبيا» وهو ما أراح الوزير الأمريكى الذى كان على وشك بدء زيارة عاجلة إلى أديس أبابا.
وامتدت لقاءات نبيل فهمى مع رموز الإدارة الأمريكية إلى سوزان رايس مستشار الأمن القومى.. الطرف المتشدد فى التعامل مع الملف المصرى.. صحيح أن جون كيرى نقل إلى نبيل فهمى دعم أوباما خارطة المستقبل بما فى ذلك مساندة الرئيس القادم لمصر لكن.. صحيح أيضا أن سوزان رايس ومجموعتها فى البيت الأبيض تؤمن فى سرها بأن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى فرضت المصالح التعامل معه.. وربما لهذا السبب كان نبيل فهمى يتوقع حوارا شرسا معها.. لكن.. مرت المقابلة فى هدوء.. فقد كانت سوزان رايس عائدة من رحلة إلى الشرق الأقصى وفاقدة التوازن بسبب فرق التوقيت.. فطلبت من نبيل فهمى أن يتكلم ويشرح رسالته.. وكل ما سألت عنه.. الناشط باسم صبرى الذى سقط من شرفة بيته.
لم يكتف نبيل فهمى بلقاءات الإدارة.. وإنما امتدت لقاءاته إلى كل المؤثرين فى صناعة القرار الأمريكى.. والمعبرين عنه.. إنه يعرف جيدا أن واشنطن ليست البيت الأبيض فقط.. إنها مؤسسات متنوعة وسلطات متصارعة يجب الوصول إلى كل منها على حدة لشرح وجهة النظر المصرية.
التقى نبيل فهمى بأكثر من مركز للدراسات السياسية والاستراتيجية.. إنها مراكز تؤثر فى صناعة القرار.. لكنها.. فى الوقت نفسه تعد نوعا من البيزنس.. قائماً بذاته.. يمكن اختراقه وتوجيهه من جهات خارجية.. بتمويل مؤتمرات ولقاءات وندوات تتيح الفرصة للتعبير عن وجهات نظر بعينها.
وبسبب الثورة الخومينية تكونت مجموعات من الباحثين المتخصصين فى الإسلام السياسى.. أصبحوا نجوما على شاشات التليفزيون وأعمدة الصحف وجنوا من وراء ذلك ما يوفر لهم حياة مناسبة.. وبصعود الإخوان إلى الحكم ضمن هؤلاء الباحثون عملا لسنوات طويلة.. لكنهم.. صدموا من السرعة التى سقط بها الإخوان فى مصر.. وربما شعروا بأن مستقبلهم مهدد فقاوموا ما جرى فى 30 يونيو.. فالاعتراف به ينهى حياتهم المهنية.. كما حدث لجيوش الباحثين فى الحرب الباردة بعد سقوط الاتحاد السوفيتى.
أمام المركز الاستراتيجى للدراسات الدولية عبرت الشخصيات السياسية والإعلامية والأكاديمية التى حضرت لقاء نبيل فهمى عن مخاوفها على حرية التعبير فى مصر بعد 30 يونيو وطالبت بتحديد مستقبل جمعيات المجتمع المدنى الأهلية والحقوقية.. وحماية الآثار المصرية من المهربين الذين نشطوا بعد ثورة يناير فى غياب الأمن.
إن الولايات المتحدة تعد سوقا كبيرا للآثار المصرية المهربة ويصل حجم تجارتها السنوية إلى نحو ثمانية مليارات دولار والأخطر أنها وسيلة لتمويل العمليات الإرهابية.. مثل الأفيون الذى استخدمت التجارة فيه لتمويل الإرهاب فى باكستان وأفغانستان.
وحسب ما عرفت فإن السفارة المصرية فى واشنطن تضغط على الإدارة الأمريكية لتوقيع بروتوكول للتعاون فى حماية الآثار المصرية.. وعلى وشك أن تنجح فى ذلك خلال وقت قصير.. إن الجيل الشاب من الدبلوماسيين المصريين يستحق أن ينال فرصة أفضل فى التعبير عن المصالح المصرية بعد جيل سابق صعد فى زمن مبارك بسبب ضعفه واستسلامه.. ولم يتردد فى نفاق الإخوان والسير فى ركبهم ولو لم يكن جزءاً منهم.
وامتدت لقاءات نبيل فهمى إلى لجان الكونجرس الخاصة بالشئون الخارجية وبالاعتمادات المالية.. بجانب لقاءات مع جمعيات اللوبى العربى واليهودى.. وأجهزة الإعلام المختلفة.. وأعترف أنه لم يسترح إلا ساعات قليلة.. وفى معظم أيام الزيارة كان يتكلم أكثر من عشر ساعات.. يشرح ويفسر ويبرر ويضغط ويواجه ويهدد.. فى حالة نادرة من حالات التفانى الوطنى لمستها بنفسى.
لقد كان نبيل فهمى يشعر بأنه يعبر عن بلاده فى مرحلة حرجة تمر بها.. تنفيذا لوعد قطعه على نفسه منذ أن أصبح وزيرا بأن يساعدها بكل ما يملك من جهد وخبرة فى تجاوز ما تمر به ولو لم يظل فى منصبه.
لكن.. ما سهل مهمته هذه المرة أن الشعب المصرى أصبح طرفا مباشرا فى اتخاذ القرار على خلاف ما كان عليه قبل ثورتى يناير ويونيو.. حين كانت الكلمة الوحيدة للحاكم والشعب خارج المعادلة.
ويغفر له ذلك وصفه العلاقات المصرية- الأمريكية بأنها ليست نزوة وأشبه بالزواج الأبدى.. ربما كان الوصف مناسبا للثقافة الأمريكية.. ربما كان مفزعا للثقافة المصرية.. لكنه.. فى النهاية لا يجوز أن ينسف كل ما بذل.. وما حقق.
لقد شاركته عشاء عمل مع عشر شخصيات أمريكية مؤثرة سابقة وحالية.. كان العشاء فى بيت السفير وبدعوى منه.. والبيت بالمناسبة اشتراه الملك أحمد فؤاد الأول عام 1922 لينزل فيه خلال زياراته لواشنطن.. لكن.. الزيارة لم تتم.. فأهدى البيت للخارجية ليكون مقرا للسفارة وبيتا للسفير.. على أن نمو العلاقات وتنوعها فرض بناء سفارة مستقلة ومناسبة.. ليبقى البيت مقرا للسفير.. ويضم البيت متحفا صغيرا.. طبعت صور مقتنياته الفرعونية والإسلامية على كروت وضعت على مائدة العشاء.
حضر العشاء السفيرة الأمريكية السابقة فى القاهرة آن باترسون ولابد من الاعتراف بأنها تدعم مصر الآن وقد أصبحت مساعدا لوزير الخارجية فى الحصول على المعونة العسكرية والاقتصادية كما تضغط من أجل توقيع بروتوكول التعاون فى منع تهريب الآثار.. وقد ظلت صامتة طوال العشاء.
وتحدث فرنك ويزنر السفير الأمريكى الأسبق وطالب مصر بتعريف العالم ما يحدث على أرضها، خاصة فى الأمور الملتبسة مثل أحكام الإعدام بالمئات وكانت هذه الأحكام مثار جدل فى كل لقاء عقده نبيل فهمى.
وكانت هناك شخصيات أمريكية أخرى مثل ستيفن هاردلى المستشار السابق للأمن القومى فى البيت الأبيض.. وإريك ميلبى العضو السابق فى مجلس الأمن القومى.. ودوف زاكيم العضو السابق فى الإدارة الأمريكية.. وجون نيجربونتى وزير الأمن الوطنى وقت الرئيس جورج بوش.. وغيرهم.
وقد ظل نبيل فهمى يحاورهم نحو ساعتين.. لكن ذلك لم يمنع أغلبهم من تناول قطع اللحم المشوى وحلوى الشيكولاتة.
إن نبيل فهمى واحد من أهم الوزراء الذين تولوا وزارة الخارجية.. وهو مزيج من شخصية إسماعيل فهمى وخبرة عمرو موسى.
لقد طمأن نبيل فهمى كل من يهمه الأمر فى الولايات المتحدة بأن مصر جادة فى تحولها الديمقراطى ليس من أجل أحد وإنما من أجل شعبها.. وهى رسالة كان على الطرف الآخر التأكد منها.. لتكمل زيارة عمرو موسى إلى واشنطن نفس الرسالة بأسلوب آخر.. التأكد من أن الرئيس القادم سيمشى فى نفس الطريق.

الفجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى