الأخبار

واشنطن تحضّر لضربات «أقوى» ضد سورية

 

269

 

 

– خطط أمريكية لاستخدام قاذفات سلاح الجو ضد قوات النظام المشتتة

– المعارضة تستعيد معلولاً وتستعد «لاستغلال» الهجوم العسكري المحتمل

– مقاتلات بريطانية تعترض طائرتين حربيتين سوريتين قرب قاعدتها في قبرص

– عدة لقاءات صحافية لأوباما اليوم.. وطهران تؤكد أنه «معزول» دوليا

 
واشنطن – عواصم – وكالات: أفادت صحيفة «لوس انجليس تايمز» الأحد ان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تحضر ضربات أقوى ولفترة زمنية اطول مما كان مقرراً أساساً ضد سورية ويرتقب ان تستمر لثلاثة ايام.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن المخططين للحرب يسعون حالياً لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات اضافية على أهداف قد تكون اخطأتها او لا تزال قائمة بعد الضربة الأولى.
وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة إن البيت الأبيض طلب لائحة موسعة للأهداف لكي تشمل «عدة اهداف اضافية» مقارنة مع اللائحة الأساسية التي كانت تضم حوالي 50 هدفاً.
وهذه الخطوة هدفها القيام بقصف اضافي لإلحاق ضرر بقوات الرئيس السوري بشار الأسد المشتتة.
ويدرس مخططو البنتاغون حاليا استخدام قاذفات سلاح الجو وكذلك خمس مدمرات صواريخ أمريكية تقوم بدوريات في شرق المتوسط لاطلاق صواريخ كروز وصواريخ جو-أرض من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية بحسب تقرير الصحيفة.
ويمكن لحاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» وسفينة حربية وثلاث مدمرات متمركزة في البحر الأحمر اطلاق صواريخ كروز أيضاً على سورية.
وقال ضابط مطلع على التخطيط لصحيفة «لوس انجليس تايمز» «ستكون هناك عدة دفعات وسيجري تقييم بعد كل دفعة، لكنها كلها لمدة 72 ساعة مع اشارة واضحة لموعد الانتهاء».
ويأتي تكثف المخططات العسكرية فيما يستعد الرئيس الأمريكي باراك اوباما للتوجه بخطاب الى الأمة لكي يشرح موقفه والضغط بشكل اضافي على اعضاء الكونغرس لإعطاء موافقتهم على التحرك ضد النظام السوري المتهم باستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه الشهر الماضي.
وسيعطي اوباما الاثنين عدة مقابلات مع ابرز شبكات تلفزة وطنية وكذلك مع «سي إن إن» و«بي بي إس» و«فوكس نيوز».
وستبث المقابلات مساء الاثنين قبل خطاب اوباما الى الشعب الأمريكي الثلاثاء وقبل التصويت المرتقب في مجلس الشيوخ.
وقالت الصحيفة إن الرئيس يفضل هجوماً محدوداً مع عدد مخفض للطائرات الحربية التي تلقي قنابل فوق سورية.
ووسط شكوك في ان تؤدي الضربة العسكرية الأمريكية الى كبح قدرات الأسد العسكرية، قال ضابط للصحيفة إن العملية التي يجري التخطيط لها ستكون بمثابة «عرض قوة» لعدة ايام ولن تؤدي الى تغيير كبير في الوضع على الأرض.
وقال ضابط أمريكي آخر للصحيفة إن الضربة الأمريكية المزمعة «لن تؤثر استراتيجياً على الوضع الحالي للحرب على الرغم من أن القتال قد يستمر لسنتين اضافيتين».

كيري

جاء ذلك فيما واصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في اوروبا جهوده الدبلوماسية للحصول على تأييد لتوجيه ضربة عسكرية الى سورية، وذلك غداة تأكيد واشنطن وباريس انهما تحصلان على دعم متزايد لهذه الخطة.
وقبل تصويت الكونغرس الأمريكي الذي سيجري في الأيام المقبلة ونشر تقرير الأمم المتحدة حول استخدام أسلحة كيميائية في هجوم وقع في ريف دمشق في 21 اغسطس، التقى كيري وزراء خارجية عدد من الدول العربية يطالب بعضهم بتوجيه ضربة عسكرية الى سورية حيث تتواصل المعارك بين مقاتلي المعارضة المسلحة والجيش السوري.

مقاتلات بريطانية

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «صندي بيبول» ان مقاتلات من طراز (تايفون) تابعة لسلاح الجو البريطاني، اعترضت مقاتلتين سوريتين بالقرب من القاعدة الرئيسية للمملكة المتحدة في قبرص.
وقالت الصحيفة، إن المواجهة المثيرة وقعت بعد ان أرسل قادة القوات الجوية السورية مقاتلتين من طراز (سوخوي 24) الروسية الصنع لاستكشاف الدفاعات الجوية البريطانية في قبرص رفضتا الرد على المحاولات المتكررة من قبل برج المراقبة في القاعدة الجوية البريطانية (أكروتيري) للاتصال بهما.
واضافت ان مقاتلات (تايفون) حلّقت قبل دخول المقاتلتين السوريتين من طراز (سوخوي 24) منطقة الحظر الجوي التي تفرضها بريطانيا على مسافة تصل الى نحو 22 كيلومتراً عن قاعدتها الجوية أكروتيري، للاتصال بشكل مرئي مع طياريها.
واشارت الصحيفة الى أن المقاتلتين القاذفين السوريتين عادتا الى بلادهما بعد ان رصدتا على راداراتهما مقاتلات (تايفون) البريطانية، التي كانت ستسقطهما لو أنهما دخلتا منطقة الحظر الجوي وفقاً لمصادر عسكرية بريطانية.
ونسبت الى متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، قوله «إن طائرات من طراز (تايفون) تعمل من القاعدة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني (أكروتيري) حلّقت الاثنين الماضي للتحقيق في طائرة مجهولة الهوية شرق قبرص».
واضاف المتحدث ان الطائرة «كانت تحلّق بشكل قانوني في المجال الجوي الدولي، ولم تكن هناك حاجة لاعتراضها».

معلولا

على صعيد آخر، استولى مسلحو المعارضة السورية على مدينة معلولا المسيحية في شمال دمشق حسب ما ذكر الأحد المرصد السوري لحقوق الإنسان واحد سكان المدينة.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» «ليلاً دخلت قوات النظام الى المدينة لكنها عاودت الانسحاب جراء دخول أعداد كبيرة من مقاتلي الكتائب المقاتلة، الى البلدة، التي سيطرت عليها بشكل كامل».
واكدت امرأة من سكان المدينة في اتصال هاتفي انسحاب الجيش وانتشار مقاتلي المعارضة في المدينة.
وقال المرصد إن المعارك أدت الى سقوط 17 قتيلاً واكثر من مئة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية واكدت سيدة تقيم في معلولا في اتصال هاتفي انسحاب الجيش وانتشار مسلحي المعارضة في معلولا احدى اقدم واشهر البلدات المسيحية في سورية.
واضافت هذه السيدة التي طلبت عدم كشف هويتها ان الوضع هادئ صباح أمس الأحد.
واضافت ان «مسلحي المعارضة داخل معلولا في كل المدينة وقوات الحكومة تنسحب».

خطط «الحر»

واستنفرت قيادة أركان الجيش السوري الحر طاقاتها لإعداد خطط من اجل «استغلال الى اقصى حد» لأي ضربة عسكرية غربية محتملة على النظام، بحسب ما صرح المستشار السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي مقداد لوكالة “فرانس برس».
وقال مقداد في اتصال هاتفي «نحن في حال استنفار كامل ورئيس قيادة هيئة الاركان اللواء سليم ادريس يقوم بزيارات على الجبهات، وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة، ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها الى أقصى حد».
واضاف ان الرئيس السوري «بشار الأسد هو من أتى بهذه الضربة من خلال المجزرة الانسانية التي يقوم بها منذ اكثر من سنتين ضد الشعب السوري التي كان آخر فصولها مجزرة الكيميائي في الغوطة» (ريف دمشق).
واشار الى أن «الخطط الموضوعة لهذا الاستغلال قد تلحظ اقتحامات وفتح جبهات جديدة وغنم أسلحة وتحرير مناطق».
وقال مقداد «نعتقد أن الضربات ستشجع تشكيلات عسكرية كبيرة على الانشقاق وستضعضع قوات النظام»، معرباً عن أمله في ان تكون «البوابة التي تقود الى إسقاطه».
وعن الاهداف المحتملة للضربة العسكرية، قال مقداد إن «تحالف القوى الغربية الذي سينفذ الضربة لا يحتاج الى معلومات من الجيش الحر لتحديد بنك اهدافه، لأن النظام مكشوف تماماً لكل الدول».

 

محللون: الضربة ستعطي «زخماً» للمعارضة

في اتجاه مواز يرى محللون ان الضربة الأمريكية المحتملة ضد النظام السوري ستعود بالفائدة على المعارضة السورية المسلحة بكل فصائلها على الرغم من تشتتها، لكنهم يستبعدون انقلاباً شاملاً في موازين القوى يدفع في اتجاه إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
ويقول المحلل تشارلز ليستر من معهد «آي ايتش إس جاينز» الأمريكي للدراسات حول الإرهاب وحركات التمرد إن «سورية مؤلفة من عدد لا يحصى من ساحات العمليات»، مضيفاً ان «الضربات ستؤثر على الأرجح على مناطق عمليات محددة (…) إلا أن تأثيراً على المستوى الوطني مستبعد، ولو أن إحراز المعارضة بعض الانتصارات في محيط دمشق وحلب يبقى أمراً ممكناً».
ويبدي آرون لوند الخبير في الشؤون السورية والحركات الإسلامية، بدوره شكوكا في هذا الشأن.
ويقول «إن الثوار لا ينسقون بشكل جيد بين بعضهم على نطاق وطني»، مشيراً الى أن 11 مجموعة مقاتلة تبنت قبل فترة عملية صغيرة واحدة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق.
ويضيف «اذا ركزت الضربات على منطقة معينة، فقد ينتج عنها متنفس للثوار في هذه النقطة بالتحديد».
بالنسبة الى دمشق ومحيطها مثلاً، تنشط كتائب مقاتلة عدة لا تحصى معظمها يعمل تحت لواء الجيش السوري الحر.
ويقول ليستر «هناك أكثر من 12 كتيبة تحمل لواء الجيش الحر (في منطقة دمشق) ضمن تحالفات فضفاضة، إلا أن لواء الإسلام هو الجهة المرجح ان تستفيد من اي ضربة أكثر من سواه».
في مناطق اخرى، لا يمكن تحديد المستفيدين، وإن كان البعض يشير الى أن كتائب الجهاديين المعادية للولايات المتحدة قد تكون من ضمن المستفيدين أيضاً.
وتقاتل مجموعتا جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطتان بتنظيم القاعدة بشكل مستقل عن الجيش الحر.
ويقول ليستر «من شأن اي ضربة عسكرية غربية ان تعود بالنفع على اي مجموعة مسلحة في سورية».
إلا أن المستشار السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي مقداد يؤكد استحالة ان تستفيد الكتائب الجهادية من اي ضربة محتملة. ويقول لوكالة «فرانس برس» «لا يمكن للمجموعات الجهادية ان تستفيد على الإطلاق من اي ضربة أمريكية… ومراقبة للوضع على الأرض تؤكد ذلك».
ويضيف «الدولة الإسلامية او جبهة النصرة لا تفتحان اي جبهة مع النظام. هل رأيتم مقاتلاً من الدولة الإسلامية في القصير او في تلكلخ (حمص)؟ او في دمشق؟. مقاتلوهم يتمركزون في المناطق المحررة، مثلاً في حلب وريف ادلب والرقة… ولا يشاركون في القتال على الجبهات الحامية».
في المقابل، يؤكد مقداد ان الجيش الحر سيعمل على استغلال الضربة ان حصلت «الى أقصى حد».
ويقول «نحن في حال استنفار كامل ورئيس قيادة هيئة الأركان اللواء سليم ادريس يقوم بزيارات على الجبهات وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها الى أقصى حد».

مناع: الوضع يزداد تعقيداً لعدم حسم أمريكا موقفها السياسي

من ناحيته، اعتبر رئيس «هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير السلمي» المعارضة السورية في الخارج، هيثم مناع، ان الوضع في سورية يزداد تعقيداً لعدم حسم الولايات المتحدة موقفها من الحل السياسي بسبب تحالفاتها الإقليمية والمحلية.
وقال مناع في حديث لقناة «روسيا اليوم»، نشر أمس الأحد، إن «وضعنا حقيقة معقد جداً.. وما يزيد من تعقيده هو عدم حسم الإدارة الأمريكية بسبب تحالفاتها المحلية والإقليمية لموقفها من الحل السياسي».
وأضاف ان «ما يعملونه والتصرف المتخبط وأحياناً الصبياني للإدارة الأمريكية ندفع ثمنه فعلاً كشعب (سوري) وكديموقراطيين».

الناخبون البريطانيون يرفضون الهجوم

وأظهر استطلاع جديد للرأي أمس الأحد ان الناخبين البريطانيين يعارضون شن أي هجوم عسكري على سورية، حتى في حال ثبت وبما لا يدع مجالاَ للشك، ان حكومة الرئيس بشار الأسد استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين أواخر الشهر الماضي.
ووجد الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة (آي سي إم) لصحيفة «صندي تليغراف»، ان الغالبية العظمى من الناخبين البريطانيين لا تريد أن يجري نواب بلادها تصويتاً ثانياً في مجلس العموم (البرلمان) على التدخل العسكري في سورية، حتى اذا تأكد مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة بأن أسلحة كيميائية استُخدمت في الهجوم المزعوم على المدنيين في ريف دمشق يوم 21 أغسطس الماضي.
وقال إن أقل من واحد من كل خمسة ناخبين بريطانيين يعتقد أنه يتعيّن على بريطانيا الانضمام الى الولايات المتحدة اذا ما قررت شن غارات على سورية، في حين دعم نصفهم تقريباً حصر التحرك في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين.

الرئاسات العراقية الـ 3 تجتمع بشكل طارئ

في سياق متصل، أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي، همام حمودي، ان الرئاسات العراقية الـ3 ستعقد اجتماعاً طارئاً اليوم الاثنين، لمناقشة تداعيات الأزمة السورية على العراق.
وقال حمودي في بيان مقتضب إن الرئاسات (العراقية) الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب)، ستعقد بحضور رؤساء الكتل السياسية اجتماعاً طارئاً لبحث تداعيات الأزمة السورية على البلاد.

البابا يكرر معارضته للحرب

من جهته، كرر البابا فرنسيس معارضته للحرب في سورية مندداً بـ«الحروب التجارية لبيع أسلحة» وبـ«انتشار» هذه الأخيرة، داعياً المسؤولين السياسيين الى «ايجاد حل عادل للنزاع الأخوي».
وأمام حشد كبير اكتظت به ساحة القديس بطرس، طلب البابا من المسيحيين «رفض» و«مكافحة الشر». وقال إن «ذلك يتضمن في ما يتضمن أن نقول لا للحقد الأخوي وللأكاذيب التي نستخدمها وللعنف تحت كل أشكاله ولانتشار السلاح والاتجار غير القانوني به».
وأوضح البابا فرنسيس على إثر الصلاة العامة السبت من اجل حل سلمي للنزاع في سورية ان «الالتزام يستمر في الصلاة والأفعال السلمية» في الوقت نفسه.

 

نيويورك تايمز

هل تنتهي الضربة بحرب استنزاف طويلة؟

بقلم – مايكل غوردون:

يُعرب مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية عن اعتقاده بأن الضربة العسكرية، التي تخطط لها الولايات المتحدة، لن تغيّر على نحو أساسي التوازن العسكري في سورية، وسيتبعها على الأرجح حرب استنزاف طويلة بين المقاتلين على الأرض. ويقول هذا المسؤول، الذي يرافق وزير الخارجية جون كيري في لقائه مع نظرائه الآخرين في الاتحاد الأوروبي خلال جولته التي تتناول قضايا الشرق الأوسط: لا أتوقع حدوث تغيير كبير جداً على الأرض بعد الضربة. صحيح أن قوة جيش النظام ستستمر في التراجع لكن الضربة لن تُشكل اختراقاً مهماً، وسيعقبها حرب استنزاف طاحنة على ما أعتقد.
الحقيقة أن هذه التعليقات تأتي في وقت تشهد فيه واشنطن نقاشاً محموماً حول قوة الهجوم الذي ستقوده أمريكا إذا ما وافق الكونغرس على العمل العسكري، وحول المدى الذي يتعيّن أن تصل إليه هذه الضربة لإضعاف القوات الموالية للأسد وردعه بالتالي عن القيام بأية هجمات كيميائية أخرى في المستقبل.
وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين قد طالب بأن يكون من بين أهداف الضربة جعل توازن القوة في الحرب الأهلية السورية لصالح المعارضة من خلال مهاجمة قوات النظام الجوية والأسلحة التي يستخدمها لشن هجمات تقليدية وكيميائية.
غير أن هذا الطلب أثار مخاوف لدى زملاء ماكين الآخرين في الكونغرس من أن يؤدي ذلك لتوسيع دائرة المهمة العسكرية مما قد يشكّل بداية لسلسلة من الأعمال التصعيدية الانتقامية من جانب النظام ترغم الولايات المتحدة وحلفاءها على الرد.

رد محدود

لذا، يقول المسؤولون الأمريكيون، الذين أجروا مناقشات مع المعارضة السورية خلال الأسبوعين الأخيرين حول طبيعة الضربة، إنهم «المسؤولين» كانوا واضحين جداً بأن أي عمل عسكري تقوم به واشنطن رداً على الهجوم الكيميائي سوف يكون محدوداً، ويستهدف بشكل خاص ردع النظام.
بالطبع لم يرحب كل أعضاء فريق المعارضة بهذا، لكن حتى لو كانت الضربات الأمريكية محدودة سوف تمنع نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية ثانية، وهذا ما سيؤدي لإضعاف قواته مع مرور الوقت.
غير أن المسؤول الأمريكي أكد أيضاً ان العمل لتحسين موقف الثوار في ميادين القتال ومن ثم تمهيد الطريق أمام التوصل لتسوية سياسية ما، سيعتمد بالنهاية على زيادة جهود تسليح المعارضة وتحسين قدرتها في إدارة المناطق التي تسيطر عليها.
وكشف المسؤول ان من بين المسائل التي سيؤكدها كيري خلال مباحثاته مع نظرائه الأوروبيين، أثناء جولته التي تستغرق أربعة أيام، هي أن أخطار عدم القيام بعمل عسكري ضد نظام الأسد أكبر من أخطار أي تدخل عسكري محدود. إذ سوف يستمر تدفق المدنيين السوريين الخائفين من استخدام النظام الأسلحة الكيميائية في لبنان، الأردن والعراق، وسوف تضعف العناصر المعتدلة في المعارضة السورية، بينما تتعزز قوة المتشددين الذين يقولون إن الولايات المتحدة لا تهتم إلا بإسرائيل، وان من الحماقة الاعتماد على تأكيدات البيت الأبيض.
والواقع أن جولة كيري كانت مخصصة أصلاً لدعم محادثات السلام التي استأنفها الفلسطينيون والإسرائيليون في الآونة الأخيرة بعد توقف استمر حوالي ثلاث سنوات. لذا هو ينوي أيضاً الالتقاء في لندن يوم الاثنين المقبل مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، ومع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في روما. لكن يبدو أن نتنياهو قرر البقاء في إسرائيل بعد تصاعد حدة التوتر حول سورية.
كما سيلتقي كيري نظيره وليم هيغ، وزير خارجية بريطانيا، التي حلت فرنسا محلها كأوثق حليف عسكري لأمريكا في الضربة المتوقع شنها على سورية خلال الأيام القليلة المقبلة.

تعريب نبيل زلف

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى