فيديو

بالفيديو.. اصطياد تمساح مفترس في القليوبية..

 

سيطرت حالة من الخوف والرعب على قرية “ميت نما” والقرى المجاورة لها، بمحافظة القليوبية؛ إثر اكتشاف 3 تماسيح عائمة في مجري الترعة البولاقية التي تبدأ من محطة رفع شبرا الخيمة، وتمر بعشرات القرى بالمحافظة.

ونجح أهالي القرية في اصطياد أحد هذه التماسيح، والذي يبلغ طوله أكثر من 160 سم، بينما فر الآخران في عمق الترعة، وهو ما جعلهم يستغيثون بوزارة الري التي لم تحرك ساكناً حتى الآن.

«شهود العيان»..

أكد بدر عامر، أحد شهود العيان من قرية ميت نما، أن الأهالي استيقظوا على فاجعة وجود ثلاثة تماسيح عائمة على سطح مياه الترعة البولاقية، بالقرب من شاطئ الترعة المطل على القرية، وهو ما تسبب في حالة من الرعب بينهم، خاصة أن معظم أبناء القرية يعملون بالزراعة ويستخدمون مياه الترعة في كافة الاحتياجات اليومية.

وأضاف عامر أهالي القرية تمكنوا من اصطياد واحد من التماسيح الثلاثة، والذي يبلغ طوله نحو 160 سم، ويمثل خطورة حقيقية على سكان القرية.

أحمد بدر- 34 سنة، أحد شهود العيان بقرية ميت نما، أكد أن التمساح الذي عثر عليه الأهالي من أخطر أنواع التماسيح النيلية حسب تأكيدات الصيادين بالقرية، مشيراً إلى أن التمساح مكتمل الأسنان والأنياب القاطعة، وله القدرة التامة على التهام أي طفل دون العاشرة من العمر، كما يمكن أن يصيب أي مواطن بإصابات خطيرة.

لطفي أحمد وشهرته «لطفي فون» أحد شهود العيان بقرية «ميت نما»، أكد أن الترعة البولاقية تمر بأكثر من 500 قرية تقريباً، وجميع أطفال ونساء وشباب القرية يستخدمون مياه الترعة بشكل يومي ودائم، ووجود مثل هذه التماسيح بالترعة يمثل خطورة داهمة على حياة المواطنين، مشدداً على أن القرية أصيبت بالكامل بالرعب بسبب ظهور هذه التماسيح.

وأضاف لطفي، استغثنا بشيخ البلد لإنقاذ أطفال القرية من خطر التماسيح، ولكنه اكتفي بإخطار الجمعية الزراعية ووزارة الري للتدخل السريع واصطياد التماسيح قبل أن تقتل أبناء القرية.

«فتشوا عن سد النهضة»..

وحول مصدر وصول التماسيح إلى الترع والمصارف؛ أكدت المهندسة هدي عبدالعزيز مدير الإدارة العام لتوزيعات مياه الري سابقا، أن انتشار التماسيح في نهر النيل وفروعه لم يظهر إلا بعد 2011، وخاصة بعد بدء إثيوبيا في بناء سد النهضة الذي تسبب إلى حد ما في نقص منسوب المياه في نهر النيل وخاصة في منطقة بحيرة ناصر ما تسبب في هروب عدد كبير من هذه التماسيح إلى عمق نهر النيل حتى وصلت إلى القاهرة ومحافظات الدلتا.

وأضافت، هناك عوامل محددة تسببت في انتشار تماسيح النيل، من أبرزها السلوكيات الخاطئة للصيادين الذين يقومون باصطياد التماسيح الصغيرة بالخطأ وإعادة إلقائها في مياه النيل، وهناك بعض العملاء ومعدومي الضمير والمتربصين بالدولة المصرية يقومون بإلقاء بعض التماسيح خلف منطقة السد العالي عمداً لخدمة أجهزة وبرامج أجنبية معادية لمصر، وهو ما نتج عنه تكاثر هذه التماسيح وتوالدها وانتشارها في عدد كبير من الترع والمصارف، حتى وصلت إلى عمق القاهرة والجيزة ومحافظات الدلتا.

وأضافت مدير الإدارة المركزية لتوزيعات مياه النيل أن هناك مزارع خاصة “غير قانونية” لتربية التماسيح الصغيرة وبيعها للهواة والسائحين، وعادة ما ينتج عنها تسرب بعض هذه التماسيح للنيل سواء بقصد أو بغير قصد.

«مؤامرة بفعل فاعل»..

وفي نفس السياق.. أوضح المهندس إمام أحمد، مدير عام الري بمحافظة القليوبية، أن الترعة البولاقية هي أحد فروع نهر النيل، وتبدأ من محطة رفع «أبوالمنجي» بالقرب من شبرا الخيمة، وتخدم مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية بمحافظة القليوبية.

وشدد “إمام” على أن وصول هذه التماسيح إلى الترعة البولاقية عبر نهر النيل مباشرة؛ أمر مستحيل، مشيراً إلى أنها «جريمة بفعل فاعل»، معللاً ذلك بأن محطة رفع المياه المغذية للترعة لا تسمح على الإطلاق بمرور تمساح من داخل الماكينات لأنها تضم مصافي دقيقة وخراطيم سحب، ومواتير رفع، ولا يمكن للتمساح أن يمر خلال هذه المراحل.

وأكد مدير عام الري بأن تمساح الترعة البولاقية وصل إليها بفعل فاعل، إما بقصد أو من خلال أحد هواة تربية التماسيح الذي أراد أن يتخلص منه بعد أن بلغ مرحلة من الخطورة على أولاده، فألقاه بمياهها.

ومن جانبه، أكد المهندس أحمد الحامولي مدير عام محطات رفع المياه «أبوالمنجي» بمحافظة القليوبية أن جميع محطات رفع المياه لا تسمح بمرور التمساح من نهر النيل إلى الترع والمصارف، إلا لو كان مجرد “زريعة” صغيرة جدًا، وهو الاحتمال الأكبر لمرور هذا التمساح للترعة البولاقية.

وأضاف الحامولي أن انتشار التماسيح بمياه النيل يرجع إلى وجود عدد كبير من المزارع السمكية المخالفة التي تربي التماسيح بجانب الأسماك، وبيعها في أسواق محددة مثل سوقي الثلاثاء والجمعة، فضلاً عن بيع جلودها محلياً وعالمياً بأغلى الأسعار.

«خطر على الأهالي»..

خبير الثروة السمكية الدكتور محمد الأنور، والأستاذ بكلية الزراعة جامعة الفيوم، أكد أن ظهور تماسيح نيلية في الترعة البولاقية يمثل خطراً حقيقياً على الأهالي والثروة السمكية في آن واحد، ولابد من تحرك سريع من وزارة الري لاصطيادها.

وأضاف الأنور، أن تمساح الترعة البولاقية هو أحد التماسيح النيلية المتسربة عبر نهر النيل، ويصل طوله عند البلوغ لنحو 6 أمتار، ووزنه لنحو طن.

وأشار إلى أن هذا التمساح من النوع المفترس الذي يهاجم أي شيء محيط به، وله القدرة على التهام أي إنسان أو حيوان، كما أنه يلتهم كميات كبيرة جداً من الأسماك يومياً، وهو ما يستلزم التدخل السريع لتطهير الترعة من مثل هذه التماسيح المفترسة.

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى