منوعات

اغتيال براءة “لوسيندا” في الأحد الأسود

 

 

 

استيقظت في نحو الرابعة صباحا، ارتدت فستانها، وتزينت بضحكتها البريئة، وأمسكت بـ”سعف النخيل” الذي أعدته لها والدتها أمس، بدأت يوما كانت تظن أنه سعيدًا، فستذهب مع أسرتها إلى الكنيسة لحضور قداس “أحد السعف” الذي يبدأ في الخامسة صباحًا، ببداية أسبوع الآلام في المسيحية.

وأمسكت الطفلة “لوسيندا” بيد والدتها، التي ذهبت بها إلى القاعة المخصصةللسيدات من أجل الصلاة، وبدأت القسم الأول من القداس، الذي انتهى في التاسعة صباحا، ليبدأ بعده قداس أخر، لم تكن تعرف لوسيندا – أو والدتها – أن هذا التوقيت سيشهد محاولة إرهابي بالدخول إلى الكنيسة وتفجيرها بزعم “الدين”.

بدأ القسم الثاني من القداس، وفي هذه الأثناء تقدم الإرهابي نحو الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بينما اتخذت الطفلة مقعدا جنب والدتها أثناء تأديةالصلاة، لتمر عدة لحظات، وتهتز أرجأ الكنيسة، وتسقط الجدران معلنةً نجاح “متطرف” في اغتيال ابتسامة ” لوسيندا” وإرسال روحها إلى السماء.

استشهدت لوسيندا بينما غابت والدتها عن الوعي، وبقيت داخل إحدىالمستشفيات تصارع الموت، سواء موتها إثر التفجير، أو إثر موت “الوجهة الحسن” في حياتها، وكانت تمسك بأيديها منذ لحظات، تنظر إليها بضحكة طفولية، فرحًا بالتجمع داخل دار العبادة.

ولجأ خال الفقيدة، القس أشرف بشير، إلى التصبر بكلمات المسيح – عليه المسيح – عندما قال إلى تلاميذه: “سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله”.

وأكمل السيد المسيح قوله: “سيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآبَ ولا عرفوني”، ليصف بهذه الكلمات، التي أطلقها منذ عدة قرون، الأوضاع الحالية، وكأنه كان يعلم أن إراقة الدماء سيبيحها أشخاص يتخذون من دين الله مخرجا مضللا، ليسفكوا دماء الأبرياء.

اغتيال براءة "لوسيندا" في الأحد الأسود
الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى