الأخبار

“رحاب” تتحدى تقاليد الصعيد بـ”اليوجا”

تقاليد وأعراف الصعيد جامدة.. تحرم المرأة من جميع حقوقها.. لكن فتاة من قنا كسرت هذه التقاليد.. نزلت إلى الشارع لتمارس رياضة اليوجا، ونشرت صورها على مواقع التواصل الاحتماعى.. ورغم الهجوم الكبير عليها.. فإنها قررت مواصلة ممارسة الرياضة.
رحاب أسامة سيد، فتاة من قنا، قررت أن تكسر كل العادات والتقاليد البالية فى صعيد مصر، خرجت إلى شوارع المحافظة، كأول فتاة، لممارسة الرياضة، خاصة اليوجا، بعد أن أتقنت اللعبة، فقد سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا من خلال المنح الدراسية، فـ «رحاب» طالبة بكلية آداب قسم إنجليزي، بجامعة جنوب الوادي.
رحاب البالغة من العمر ٢٢ عامًا، تعلمت رياضة اليوجا على أصولها بتلك الدول، وعشقت هذه الرياضة، لذا قررت أن تنشر هذه الرياضة فى الصعيد، من خلال الشارع، فخرجت لممارسة اليوجا، أمام أعين المواطنين والمارة فى شوارع المحافظة.
فى أحد شوارع مدينة قنا، تجلس رحاب تلعب اليوجا، فاللعبة تمنحها جوًا من الهدوء والتأمل والسلام النفسي، تشرح «رحاب» من خلال صفحة «قنائية» على مواقع التواصل الاجتماعي، فوائد لعبة اليوجا، فتشير إلى أنها تعمل على زيادة مرونة العضلات، وتضيف أنها بدأت فى ممارسة اللعبة منذ أكثر من عام، وأنها تعرضت لمضايقات كبيرة من الأهالى والمواطنين، وذلك عقب خروجها إلى الشارع وعلمهم بأنها تمارس تلك اللعبة، خاصةً عندما خرجت ومارست اللعبة أمام الجميع.
لكنها قالت إن تلك الصعوبات والمضايقات كانت متوقعة، خاصةً وسط مجتمع متمسك بعاداته وتقاليده، التى من أبرزها منع الفتاة من ممارسة أى من الألعاب الرياضية إلا فى أضيق الحدود.
وتشير «رحاب» إلى أنها خرجت لممارسة اللعبة فى الشارع، حتى تكسر حاجز تلك التقاليد والأعراف، بهدف إرسال رسائل عدة وأفكار للمواطنين، أبرزها أنه لا يمكن جعل كل شيء ممنوع عن الفتيات فى الصعيد.
وقالت إن أسرتها وأصدقاءها لم يمانعوا من أن تخرج إلى الشارع لممارسة الرياضة، بل على العكس، لاقت تشجيعًا كبيرًا منهم، وساندوها فى ممارسة اللعبة ووقفوا بجانبها ودعموها حتى تستمر.
وتؤكد «رحاب» أنها تمارس ما تريده وما تحبه، قائلةً: «مينفعش أبقى بعمل حاجة بره الصعيد، واجى هنا معملهاش، ومكملة فى اللعبة بتاعتى ومش هسيبها».
وتقول رحاب إن اليوجا، هى لعبة التأمل، وأنها مفيدة للجميع كبارًا أو صغارًا للتحكم فى الأعصاب؛ حيث تؤدى إلى معالجة العصبية، قائلةً: «اليوجا زى الصلاة، وتهدئ من الأعصاب كتأثير الصلاة».
لكن «رحاب» واجهت العديد من الانتقادات، خاصة بعد نشر صورها عبر موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، خاصة من الشباب، الذين اعتبروا ممارستها للرياضة فى الشارع مخالف لعادات وتقاليد الصعيد، ولكن «رحاب» قررت أن تستمر فى تحقيق حلمها، حتى تستطيع المحافظة كلها أن تقدر أهمية رياضة اليوجا، التى تعمل على سلام الإنسان لا انحرافه، كما يظن البعض.
البوابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى